قالت دار الإفتاء المصرية، إن هناك خطأ شائعاً عند البعض وهو أنهم يمكنهم الأكل والشرب فى وجبة السحور إلى أن يقول المؤذن "أشهد أن لا إله إلا الله" أو الى أن ينتهى الأذان، إلا أن هذا خطأ ويفسد الصيام.
وأوضحت دار الإفتاء عبر صفحتها الرسمية بموقع التواصل الإجتماعي فيسبوك، أن الإمساك عن الطعام والشراب عندما يقول المؤذن لفظ "الله" فى الأذان - "الله أكبر" - فمن كان في فمه شيء فلا يبلعه حتى لا يضيع صيامه.
وأشارت الى أن البعض يظن أنه يمكنه الأكل والشرب حتى انتهاء أذان الفجر وهذا خطأ، فيكون الصيام بذلك فاسدا، فيجب على الصائم الإمساك عن المفطرات بمجرد طلوع الفجر لا بعد انتهاء الأذان، فإن كان المؤذن يؤذن على الوقت الصحيح، فإن الشرب أثناء أذان الفجر لا يجوز، أما إن كان يؤذن قبل دخول الوقت، فلا حرج في الشرب حتى تيقن دخول الوقت.
حكمة النبي في تأخير السحور
إن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يؤخر السحور وهذا ما انتبه إليه علماء الصحة وأكدوا أن تأخير السحور فيه إفادة للجسم ويحميه من أضرار طول فترة الصوم.
وكان الرسول صلى الله عليه وسلم، يرى في تأخير السحور بركة في كل شيء، في الصحة والوقت، وكان يؤخر السحور حتى يفصل بينه وبين أذان الفجر مقدار خمسين آية، أى إلى أن ما بين مدفع الإمساك وأذان الفجر مقدار خمسين آية والمصريون فطنوا إلى ذلك وجعلوا مدفع الإمساك بمثابة التحذير لقرب موعد الفجر؛ اتباعا لسنة النبي.
والسحور ضرورة لما فيه من بركة، بحسب حديث الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، الذي أجاز لأحد الصحابة أن يتسحر ولو على حسوات أي رشفات أو جرعات من الماء.
حكم صيام من ترك السحور
لا حرج فيه صومه صحيح وإن لم يتسحر، لكنه ترك السنة.. السنة أن يتسحر؛ لقول النبي ﷺ: تسحروا فإن في السحور بركة في الفرض والنفل، السنة أن يتسحر، كان النبي عليه الصلاة والسلام يتسحر، فالسنة أن يتسحر بما تيسر من تمر أو أي طعام أو فاكهة يتسحر بما تيسر، هذا هو السنة ليستعين بذلك على صيامه، فإن صام ولم يتسحر فلا حرج وصومه صحيح.
الجفري: السحور سمي بالطعام المبارك
قال الحبيب علي الجفري الداعية الإسلامي، رئيس مؤسسة طابة للأبحاث والاستشارات، إن السحور كان يتقرب به النبي صلى الله عليه وسلم إلى الله، عن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : "تَسَحَّرُوا فَإِنَّ فِي السَّحُورِ بَرَكَةً" رواه البخاري.
وأوضح الجفري، خلال لقائه على إحدى الفضائيات، أن النبي صلى الله عليه وسلم عند الإفطار كان يتناول الرطب فإن لم يجد يفطر على التمر فإن لم يجد فيفطر على الماء، مضيفًا: إذا دعا الناس إلى بيته يقول هلم إلى الطعام المبارك، وسمى السحور الطعام المبارك ونهى عن تضييع السحور أو تركه، لما لذلك في التقوي على طاعة الله والامتثال لأمر الله.
وتابع: أمرنا الله بالصيام ومنع الأكل في النهار، وأمرك أن تأكل آخر الليل وحثك على لسان رسوله أن تأكل وتتناول السحور.
حكم ترك السحور فى رمضان
ورد إلى مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، سؤال يقول صاحبه " ما حكم السحور فى رمضان وهل يؤثر على صحة الصوم؟
وأجاب الشيخ محمود صابر، عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى، أن السحور ليس ركنا ولا واجبا من واجبات الصوم فتركه لا يؤثر على صحة الصيام، بل هو أمر مستحب عن النبي - صلى الله عليه وسلم - من فعله أخذ الثواب عليه ومن تركه حرم ثوابه.
وأشار إلى أن النبي قال "السحور أكله بركة ولو أن يجرع أحدكم جرعة من ماء فإن الله وملائكته يصلون على المتسحرين".