دفعت الاتهامات ضد القوات الروسية وارتكابها جرائم حرب في أوكرانيا، الدول الغربية لأن تهاجم روسيا بشدة وتتوعدها بمزيد من التحركات القاسية، وفق ما ذكرت شبكة “سي إن بي سي” الأمريكية.
وذكرت الشبكة أن الاتهامات جعلت الدول الغربية تهاجم روسيا مجددا، وأن يخرج الرئيس الأمريكي جو بايدن أمس، الاثنين، ويهاجم نظيره فلاديمير بوتين، ويعيد تكرار وصفه بمجرم حرب.
وتقول الاتهامات المدعمة بصور وفيديو، إن القوات الروسية قامت بفظائع ضد مدنيين أوكرانيين في مدينة بوتشا الواقعة خارج العاصمة كييف، وهو الأمر الذي يهدد بأمرين، الأول في إطالة أمد الحرب، والثاني في توقف ربما المحادثات الثنائية بين البلدين، بعد تجاوز ٤٠ يوما للحرب.
ويقول محللون من مجلة “فورين بولسي”، إنه بصرف النظر عن أحداث بوتشا، فنمط الحرب يهدد بشيئين هما، إطالة أمد الحرب، وتوقف المحادثات.
لكن الرئيس الأوكراني فلوديمير زيلينسكي، صرح مجددا اليوم بأن الأحداث في بوتشا والأفعال التي قامت بها القوات الروسية في هذه المدينة عقد الأمور بشكل كبير.
وقال الرئيس الأوكراني الذي طالب فيما سبق بمقابلة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والتفاهم معه، إنه قد لا يكون هناك لقاء بينهما.
وذكر زيلينسكي أن الأحداث في بوتشا ألقت بظلالها على المحادثات بين الجانبين وقد لا يتم اللقاء الذي كان يريده، لإنهاء الحرب.
واعتبر زيلينسكي أن الأمور باتت أصعب، لكنه لم يقطع باستحالة إتمام اللقاء بينهما.
كما لم يقطع زيلينسكي بتوقف المفاوضات بين روسيا وأوكرانيا من حيث مستوى المفاوضين، وقال فقط إن الأمور أصبحت حرجة وباعدت أكثر بين الطرفين وتفاقمت الأمور، لكنه أردف بأنه ليس لديهم خيار آخر إلا هذا السبيل.
وأمس أيضا، خلال جولته في بلدة بوتشا، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ما قاله اليوم مكررا، حيث صرح مرتديًا سترة واقية من الرصاص وهو يتجول في بوتشا، بأنه بات من الصعب على بلاده التفاوض مع روسيا، منذ أن علمت بحجم الفظائع التي ارتكبتها القوات الروسية على أراضيها.
وأضاف زيلينسكي، الذي بدا متأثرًا للغاية بشأن المشاهد التي عاينها في بوتشا، أنه "من الصعب جدًّا التحدث عندما ترون ما فعلوه هنا، كلما أطالت روسيا أمد الاجتماعات كان الأمر أسوأ بالنسبة إليهم وبالنسبة إلى هذا الوضع ولهذه الحرب".
كانت أوكرانيا اتهمت روسيا، بارتكاب "إبادة جماعية" بعد اكتشاف جثث لمدنيين بعد انسحاب القوات الروسية من بوتشا، الأمر الذي أثار موجة غضب في أوروبا والولايات المتحدة.
لكن روسيا نفت التورط في هذا الأمر، داعية لعقد اجتماع لمجلس الأمن الدولي للبحث في تلك الاتهامات.
ولم تنجح حتى الآن جولات المفاوضات بين موسكو وكييف في التوصل إلى تسوية نهائية.
وحول ذلك، قال محللون إن ما حدث في بوتشا سيجعل الحلول الدبلوماسية أكثر صعوبة، فالأوكرانيون شاهدوا كيف تحكم روسيا المناطق المحتلة بالبلاد، وهذا سيؤدّي بالطبع إلى تقليص احتمالية وقف الحرب الآن أو التوصل لتسوية بين الجانبين، وفق ما ذكرت شبكة “سكاي نيوز”.
وعن استمرار القتال، تستعد القوات الروسية "لشن هجوم ضخم" على القوات الأوكرانية في منطقة لوجانسك في شرق أوكرانيا، وفق ما أعلن حاكمها سيرجي جاداي.
وبينما خرج الرئيس الأوكراني فلوديمير زيلينسكي مشككا في جدوى المفاوضات وإمكانية عدم لقائه لبوتين، ملقيا بظلاله على استمرار الحرب، خرج نائب مجلس الأمن الروسي ديميتري ميدفيدف، وألقى بتصريحات هجومية قال فيها إن أحداث بوتشا ما هي إلا بروباجندا أوكرانية جديدة، كما اعتبر أن الأمر برمته مفبرك، نافيا أن تكون القوات الروسية قد قامت بما يدعيه الأوكرانيون، وأن الأمر هو لاستمرار حالة التعاطف معهم بشكل أكبر.
لكن تأتي صور وشهادات على وجود جثث ملقاة في شوارع بوتشا من مصادر عدة تقول أيضا بحدوث دمار كبير.