كان الهدوء يسيطر على قاعة محكمة الأسرة بالاسماعيلية ..الجميع فى انتظار الظرف المغلقالمدون عليه كلمة "سرى للغاية " والذى سيعلن عن فحواه القاضى بعد دقائق .
الزوجة تنتظر على لهفه ،رغم تأكدها من برائتها، والزوج يشعر بالقلق ، فأي نتيجة غير التى يتوقعها ستكون كارثة ، خاصة بعد أ، شكك فى نسب ابنته الرضيعة وطعن زوجته فى شرفها ،ولجأ الى الطب الشرعى لاجراء تحليل
DNAلابنته
نادى القاضى على الطرفين الزوج والزوجة ، اخبرهما ان نتائج تقرير الطب الشرعى سيتوقف عليها حكمه فى دعوى إنكار النسب المقامة من الزوج ضد ابنته ، بعدها بدأ فى تلاوة التقرير ، الذى انتهىالى ثبوت نسب الطفلة لأبيها ، بعد تطابق العينات ، والتأكد أنه الأب البيولوجى لابنته .
لم تنتظر الأم حتى يستكمل القاضى قراءة التقرير ، صرخت ، بكت ، احتضنت ابيها الذى تجاوز عمره الثمانون عاما بقوة ، حتى كاد ان يسقط على الارض ، بعدها رمقت زوجها بنظرة المنتصر ، ليتدخل القاضي ويطلب منها الهدوء ويحذرها من ان تكرار صراخها سيترتب عليه إخراجها من القاعة .
توقفت الزوجة عن الصراخ، استجابة لطلب القاضى ، لكن دموع الفرحة لم تتوقف ، وما ان انتهى القاضى من قراءة التقرير وأصدر حكمه برفض دعوى انكار النسب المقامة من الاب ضد ابنته ، حتى هتفت الزوجة “يحيا العدل ” ، وبعدها هتفت اسرتها "الشريفه اهى " ، فى حين غادر الزوج "الثرى " بصحبة حارسه الخاص ومحاميه بسرعة خارج القاعة هربا من انتقام الزوجة واسرتها منه.
وبعد أن هدأت الأوضاع داخل المحكمة ..غادر الجميع ،وانتظرت الزوجة بمفردها امام مكتب القاضى ، قالت للحاجب "اريد ان اخبره عن شىء انسانى ، امى ماتت قبل ان تظهر برائتى وطهر شرفى "
واضافت " عاما كاملا ،وانا انتظر برائتى ، أمى كانت اكثر افراد عائلتى تأثرا بطعن زوجى فى شرفى ، عزلت نفسها عن الجميع ، اختارت حجرتها لتجلس فيها طوال هذا العام ، غابت الابتسامة عن وجهها ،واستبدلتها بنظرة حزن ، حتى استسلمت لمرض القلب ، لتغادر دنيانا قبل ثلاثة اشهر من برائتى ".
تقول الزوجة أيه ..م "لصدى البلد " كان زوجى الثانى بعد طلاقى من زوجى الاول الذى انجبت منه طفلين ، وافقت على الزواج به وتركت له حرية اعلان أسرته بزواجنا بعد موافقة اسرتى على الزواج وفق شروطه ، لكنه بعد 3 أشهر زواج إختفى فجأة ، لم يعد يحضر الى البيت ، بحثت عنه ،وعندما وصلت اليه بعد ما يقرب العام من الغياب ، اكتشفت انه قد تزوج ، وإن أسرته رفضت الاعتراف بزواجنا .
وتضيف " زوجى من اسرة ثرية وذات نفوذ فى الاسماعيلية ، وعندما اخبرته اننى سأنجب طفله خلال ايام رفض الاعتراف بها ، وقام بتطليقى ،وبعد 6 اشهر اقام دعوى انكار نسب ، التى برأتنى المحكمة واثبتت نسب ابنته له " .
غادرت الزوجة قاعة المحكمة والحزن والفرح يرتسمان على وجهها ، لكنها قررت الانتقام من زوجها وبنفس طريقته التى لجا إليها عبر القضاء ، اقامت 8 دعاوى مابين نفقه ومتعة وتبديد وعلاج ..كما أقامت دعوى تعويض مالى كبير يتجاوز ال10 مليون جنيه ضد زوجها بسبب مالحق بها من اذى مادي ومعنوي بعد طعنه فى شرفها ..ومازالت القضايا متداولة حتى الان .