ما هي الصلاة الوسطى في القرآن الكريم؟ .. سؤال يتبادر إلى الذهن ما إن يأتي أمر الله تبارك وتعالى {حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ}، ما هي الصلاة الوسطى في القرآن الكريم ؟، وكيف نحافظ عليها ولم نعلمها بعد؟.
ما هي الصلاة الوسطى في القرآن الكريم؟
ومن خلال برنامج “القرآن العظيم” على فضائية صدى البلد، قال الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء والمفتي السابق، إن الصلاة هى صلة بين العبد وربه، ويجب أن نستمر وأن نصبر على الطاعة ، لأن الصبر على الطاعة سيؤدي بنا إلى الديمومة، وهذه الديمومة ستجعلنا في كنف الله سبحانه وتعالى.
ولفت جمعة في إجابته على سؤال “ما هي الصلاة الوسطى في القرآن الكريم؟”:"التقطيع في الصلاة –يصلي فرض ويترك الأخر- هذا لا يؤتي أثرها {إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ}، ويقول تعالى: {وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ} خطوات الشيطان يعنى أحكامه، يعنى وسواسه، يعنى أشياء من هذا القبيل ، فنحن مأمورون بألا نتبع هذا الشيطان ، ولا أن نتبع أحواله ، لكن أُمرنا أن نأكل وأن نشرب {وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ } فوضع مبدأ عاما أن الله سبحانه وتعالى لا يحب " إنَّ اللَّهَ كَرِهَ لَكُمْ ثَلَاثًا: قيلَ وَقالَ، وإضَاعَةَ المَالِ، وَكَثْرَةَ السُّؤَالِ " ، وهناك أيضا : " إِنّ اللَّهَ تَعَالى يُحِبّ إِذَا عَمِلَ أَحَدُكُمْ عَمَلاً أَنْ يُتْقِنَهُ “ ، فلو أنك بحثت عما يحبه الله ، وابتعدت عما يكرهه الله سبحانه وتعالى ، فسوف تكون في معيه الله سبحانه وتعالى”.
وتابع: “الله سبحانه وتعالى أكرمنا في تلك الأمة تشريفا وتكليفا بوسطيتها {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا} هذه الأية تمثل طريقا واضحا للمسلمين تشريفا ؛ وكل تشريف معه تكليف ، وتكليفا ، فكما يشرفنا الله تعالى ويُعلي من قدرنا ؛ فإنه يكلفنا حتى نصل إلى هذه الغاية المرجوة”.
وأبان بأن "الوسط" هو قمة الجبل ، فيريد من الأمة أن تصل إلى قمة الجبل ؛ فإذا وصلت الأمة إلى قمة الجبل كانت في وسطه ، فكلمة "الوسط" في لغة العرب معناها العلو، وكلمة "شهداء" جمع شهيد ،فعيل الذي يصلح للشاهد والمشهود ، ومعنى هذا أننا فوق الجبل سنرى العالم كله ، سيرانا العالم كله فنحن شاهدون مشاهدون ، ومن هنا يجب أن نكون تكرارا لسيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الذي أُرسل رحمه للعالمين ، يجب علينا أن نكون بهذه الأخلاق العالية (إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق) ، يجب علينا أن نكون مثالا يحتذى { لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا} .
وشدد في بيانه ما هي الصلاة الوسطى في القرآن الكريم، أن الصلاة التى يؤكد الله سبحانه وتعالى علينا أن نحافظ عليها، يقول تعالى:{حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ} قانتين يعنى ساكتين، يعنى لا يصلح في هذه الصلاة شئ من كلام الناس، فإنما هى للتهليل وللتكبير وللتحميد وللتسبيح، إنما قانتين معناها أنه لو سلم علينا أحدهم لا نرد عليه السلام لأننا في صلاة ، فلو أن أحدهم سأل سؤالا لا يجوز أن نجيب عليه لأننا في صلاة ، ولذلك فالصلاة هى عماد الدين ، وهى ذروة سنامه، وهى الفرق بيننا وبين من كفر .
وأشار إلى أن الصلاة الوسطى للعلماء فيها أربعون قولا، قيل فيها كل الأوقات، هل هى الظهر؟ ، بها أقوال ، أو العصر ، أو المغرب ، أو العشاء ، أو الفجر، هذه خمسة أقوال، أو أنها الصلاة الصعبة عليك، كل شخص له ظروفه الحياتية، فهناك من يسهر بالليل فصلاة الفجر صعبة عليه، فتكون هذه الصلاة الوسطى.
واختتم :" أنت منشغل فى أعمالك وكذا، فالظهر صعب عليك، إذًا فهى ليست صلاة مخصوصة وإنما هي صلاة تصعب عليك، فربنا سبحانه يقول لك انتبه لها يعنى ركز معها ، صلى هذه الصلاة الوسطى التي تفلت منك او تصعب عليك وانتبه لها، وحاول أن تفعل عدة إجراءات للحفاظ عليها، ومن هنا كان ممن سيكون تحت ظل عرش الرحمن يوم القيامة "رجل تعلق قلبه بالمساجد"، مساجد جمع مسجد، وهو مصدر ميمى يصلح للزمان و للمكان و الحدث، معناها أي تعلق قلبه بوقت الصلاة، وهو يصلى الظهر يكون متعلق بالعصر، وهو يصلى العصر يتعلق بالمغرب.....وهكذا، قلبه معلق بالمساجد؛ والمساجد ليست الجوامع، المساجد تصلح للدلالة على نفس السجود، وزمن السجود، ومكان السجود".