الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

رمضان في مصر حاجة...

كريمة ابو العينين
كريمة ابو العينين

وسط أحداث عالمية عجاف على رأسها الحرب الروسية الأوكرانية والتى لايعرف عقباها ولكن الكل شعر وتأثر بموجة الغلاء الفاحش التى تعاقبت مع هذه الأزمة الدولية وسط ذلك جاء شهر رمضان الفضيل ليأخذنا من عالم دنيوي إلى روحانيات هذا الشهر العظيم والذى تسلسل فيه الشياطين وتتنزل الملائكة.

ومع أن الشهر الفضيل شهر عبادات وتقرب إلى الخالق سبحانه وهو أيضا شهر التصدق وكسب رضا الله والحصول على مكان أفضل فى الجنة ؛ مع ذلك إلا أن الواقع الرمضانى يقول غير ذلك فقد تضاربت الرؤى حول كينونة الشهر الكريم فقد اتفقت الميديا بكافة أنواعها على أن رمضان شهر الترفيه والتسلية والدراما وعليه فقد تسابقت شركات الإنتاج لعرض المسلسلات والبرامج وكافة أنواع الأعمال التى لاتمت لرمضان بصلة. 

وإذا تغاضينا عن الكم الهائل من المعروض الدرامى والبرامجى فإننا لانستطيع أن نغض الطرف عما تقدمه هذه الدراما من وجبة دسمة لإحباط المواطن المصرى البسيط أو الطبقة التى تصنف بأنها ملح الأرض، وإذا كنا عادلين فليس الفقير فقط هو من يحبط وربما ييأس ويكتئب مما يراه من عالم آخر فى الدراما بل المعظم يصاب بالإحباط لأن مانراه فى المسلسلات من اثاث فاخر وغرف فارهة وحمامات سباحة كل هذه الفخفخة المبالغ فيها يصيبك بالدهشة والتساؤل هل هذه هى دنيتنا وهل ذلك الثراء ينعم به شريحة من البشر فى دولتنا المحروسة .

وإن سلمنا بأن مانراه فى الدراما واقع حقيقى فهل لابد علينا أن نسلم بأن مايعرض واقع وأنه طبيعى جدا. 

ابتعد أكثر عن الثراء والبهاء والزخرفة فى دراما رمضان واقترب من ماهية مايقدم وحاول أن تستوعب المعروض الذى أصبح معظمه يفرض عليك فرضا شرائح متشابكة من البلطجية واللصوص والخارجين عن القانون والخونة ناهيك عن صورة المرأة وهى إما مغلوبة على أمرها وأما وهذا هو المعمم تجمع كل الموبقات من عاهرة إلى خائنة إلى وإلى وإلى..

حاول ان ترضى أو تبرر ماتراه فى هذا الشهر الفضيل واستسغ راضيا أو مرغما بكمية اعلانات ماتسمى بالخير وابكى على  الحالات المعروضة الباحث من يعلنون عنها إلى أموال فى شكل تبرعات أو مساهمات أو دعوات ولاتصدم نفسك ولاتحاول حتى أن تستوعب بعقلك البشرى أن كل هذا الكم مصاب بأمراض مستعصية أو حروق بليغة والأدهى والأمر تلك الفئة المعدمة التى تنقلها إليك اعلانات التعاطف مع الفقراء والغارمين فالمعلن يصر على إظهارهم بمظهر مغاير ويتحول حالهم من إهمال مبالغ فى ملبسهم ومعيشتهم  الى افضل حال. 

ومع مضى يومين من شهرنا الكريم لابد أن نغض الطرف عن الميديا ونسترجع رمضان الذى نعرفه قديما حيث الشيخ الشعراوى والفوازير والمسحراتى والمسلسل الواقعى الذى لايحمل مشهدا واحدا يحبطك أو يصيبك بالاكتئاب.

رمضان كريم وسيظل فى مصر حاجة تانية وربما تالته أو حتى عشرة...