يعيش العالم فترة من التوتر الشديد، بدأت مع انطلاق الحرب الروسية الأوكرانية يوم 25 فبراير الماضي، والتي كان لها تاثير سلبي على كل الأصعدة خاصة الصعيد الاقتصادي.
التوتر الذي يعيشه العالم، والممتد من الشمال حتى الجنوب ومن الشرق إلى الغرب، وصل هذه المرة إلى وسط آسيا، وتحديدا باكستان، التي يبدو أنها في الطريق لأزمة سياسية.
وتشهد باكستان أوضاعا سياسية متأزمة خاصة مع الإعلان عن عقد جلسة طارئة للبرلمان غدا الأحد، للنظر في مستقبل الحكومة، ويرجح البعض ما تعيشه البلاد مرتبط ارتباطا وثيق بما يدور من حولها خاصة في أوكرانيا.
دور أمريكا في الإطاحة بالحكومة
استخدم عمران خان رئيس الوزراء الباكستاني المحاط بالمشاكل، نبرة تتسم بالتحدي قبل تصويت بحجب الثقة يجرى في البرلمان غدا الأحد قد يطيح به من السلطة بعد أربع سنوات.
وقدم خان، وهو أسطورة كريكت سابق تولى المنصب في 2018، احتجاجا رسميا للسفارة الأمريكية بشأن مؤامرة مزعومة للإطاحة بحكومته.
وقال خان - في مقابلة أجرتها معه قناة "أيه أر واي نيوز": "واضح الآن أن المؤامرة لها صلات خارجية وقدمنا احتجاجا للسفارة الأمريكية".
وزعم خان، الذي يواجه التحدي الأكبر خلال مسيرته السياسية، أن الولايات المتحدة تتآمر ضده منذ أن زار موسكو والتقى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين فيما كانت موسكو تمضي قدما في غزوها لأوكرانيا.
وفي خطاب للأمة الجمعة، قال خان إن حكومته لديها برقية دبلوماسية تظهر "دليلا" على أن دولة أجنبية تتآمر بمساعدة مجموعات المعارضة لإسقاط حكومته بسبب سعيها لانتهاج سياسة خارجية مستقلة.
ونفى البيت الأبيض، أن تكون الولايات المتحدة تسعى للإطاحة بخان من السلطة.
ما الهدف من خطاب عمران خان؟
وفي هذا الصدد قالت نهلة عبد المنعم متخصصة في الشأن الأفغاني، إن هناك العديد من الأزمات الداخلية والخارجية التي فتحت المجال للمعارضة، ليكون لديها مبررات وتقف أمام عمران خان، وتتحدث عن سحب ثقة، وتجد ظهيرا شعبيا في الداخل، سواء كان قليلا أو كثيرا أو مختلفا في الرأي مع عمران خان.
وأضافت "عبدالمنعم" - خلال تصريحات لـ"صدى البلد": في النهاية الشعب الباكستاني لديه مبررات لسحب الثقة من عمران خان، وتعتبر هذه الأزمات تخص السلطات، لافتة: "قائد الجيش في باكستان كان له تصريحات خاصة عن أزمة روسيا وأوكرانيا مخالفة لتوجهات عمران خان".
وأشارت "عبدالمنعم" - إلى أن قائد الجيش كشف أن الوضع في روسيا أصبح صعبا للغاية، ولكن عمران خان لم يتبن هذا الموقف ولم يدن الحرب الروسية الأوكرانية، وعندما طلب الاتحاد الأوروبي من عمران خان أن يدين الحرب الروسية، رفض على الفور.
وأكدت: الحرب في أوكرانيا أظهرت اختلافات عديدة بين خان والجيش، مما يؤثر على نفوذه سياسيا وسلطويا في الداخل، خاصة أن باكستان لها طبيعة خاصة سياسيا وعسكريا.
وتابعت: "هناك أيضا أمور خارجية، حيث إن عمران خان يعرف أن واشنطن تريد تخليه عن السلطة، إضافة إلى رغبة واشنطن في أن يكون لها قواعد عسكرية، ودائما تسعي لتهديد أمن روسيا وتعمل على تخلخل حلفاؤها، وخاصة الإقليميين".
اتهامات بالفساد وغسل الأموال
واختتمت: "عمران خان من الممكن أن يعمل على تحفيز الشعب داخليا من أجل مساندته، إذا تم إزاحته من السلطة، ولكي يتجاوز الأزمات الخارجية واستخدام شعبه لبقاؤه في السلطة".
وأعلنت الحكومة الباكستانية، اليوم السبت، أن لجنة استقصائية سوف تحقق في المؤامرة الأجنبية المزعومة.
كما طلبت وزارة العدل من إحدى المحاكم إلغاء الإفراج بكفالة عن زعيم المعارضة شهباز شريف الذي ينظر إليه على أنه رئيس الوزراء المنتظر. ويواجه شريف قضايا فساد وغسل أموال.
عمران خان رئيس الوزراء الباكيستاني، سياسي باكستاني ولاعب كريكت دولي سابق، والرئيس الحالي لحركة إنصاف الباكستانية. كان عضواً في الجمعية الوطنية لباكستان من عام 2013 إلى عام 2018، وهو المقعد الذي فاز به في الانتخابات العامة عام 2013.
وتولى السلطة في عام 2018 في انتخابات شابتها مزاعم بأن الجيش القوي في البلاد تلاعب بالأصوات لصالح خان.
وأسس عمران خان في أبريل عام 1996، حركة الإنصاف الباكستانية وهو حزب سياسي برز سنة 2011 وترأسه، وكان النائب الوحيد عنه الذي انتخب للبرلمان.
زولد عمران خان في لاهور، ونشأ في أسرة متوسطة معه فيها أربع شقيقات، واستقر والده في إقليم البنجاب وهو ينحدر من قبيلة نيازي شيرمان خان البشتونية في مدينة ميانوالي.