شهر رمضان المبارك ، هو دائماً يعد بمثابة شهر الخير ، لأنه يحقق روحانيات ونفحات ربانية وأسرية عديدة لا تعد ولا تحصى ، وهذا الشهر الكريم يشهد لم شمل الأسر ، ليتناول الجميع في مشهد لا يحدث إلا في رمضان المأكولات والمشروبات على مائدة الإفطار .
ولهذا تواصل منصة “ صدى البلد “ سلسلة عروضها الخاصة ” لكل أسم حكاية ” لأبرز المشروبات والمأكولات التي تتواجد على مائدة الإفطار داخل بيوت الأسر الأسوانية ، ومن بينها نجد مشروبا متميز ا، وفريدا من نوعه ، وهو مشروب " الأبريق النوبى " .
وأقرأ أيضاً :
فهذا المشروب “ الأبريق “ هو ” صناعة وفن ” من التراث الأسوانى الأصيل، ويعد من العادات والتقاليد والطقوس الخاصة التي يتوارثها الأجيال جيلاً بعد جيل ، ومعظم البيوت الأسوانية لا يخلو منها تواجد هذا المشروب حيث أنه يقوم بتصنيعه سيدات من النوبة ، ولهم طريقتهم الخاصة في التصنيع ، وعقب تصنيعه وتجهيزة ، وكنوع من المحبة والود والألفة التي تجسدها الأسر في أسوان التي تشتهر دائماً بناسها الطيبين ، وبشاشة وجوه أهلها ، نجد أنه يتم تبادل العديد من الأنواع من المأكولات والمشروبات بين أفراد الأسر في أسوان ، ومن بين المشروبات التي يتم تبادلها كنفحة من نفحات وأجواء رمضان هو مشروب " الأبريق " .
وفى هذا الصدد تحدثنا السيدة " مايسة صباح " من قرية توماس وعافية النوبية عن طريقة إعداد مشروب " الإبريق " وكيف يتم تجهيزه قبل رمضان حيث قالت : بأننا نقوم بتجهيز المشروبات والمأكولات الخاصة بشهر رمضان المعظم قبل 3 أو 4 أشهر من حلول الشهر الكريم ، وفيما يخص مشروب الأبريق فإننا نقوم أولاً بطحن الذرة ، ثم نقوم بعجنها ، وتستمر على مدار نحو 15 يوم أو شهر حتى تخمر ، وقبل الإستخدام نضع كمية من الدقيق عليه .
وأشارت " مايسة صباح " إلى أن أدواتها الخاصة بتجهيز وتصنيع وإعداد مشروب " الأبريق " تتمثل في الآتى : " الذرة والدقيق ، والدوكة المصنوعة من الحديد ، وشعلة النار الخارجة من البوتاجاز الأرضى ، وقديماً كان على " كانون " وهو عبارة عن وضع قالبين من الطوب ويتم وضع سيخ من الحديد عليها ، ثم وضع الدوكة الحديد ، ويتم إشعال النيران عن طريق وضع كميات من الخشب والجريد أسفل الدوكة ، ومن الأدوات أيضاً مسحة الدوكة ، وكمية من المياه ، و خشبة مخصصة يتم تصنيعها عند النجار، بجانب جردل لإعداد الدوكة قبل التصنيع ، بالإضافة إلى مغرفة ، ويتم فرد الأبريق على الدوكة حتى لا يتعرض لوجود تلكيعات به .
وأضافت بأنه بالنسبة للدوكة الحديد بنقوم بدهنها أولاً بالبيض والزيت ، ثم نضع الأبريق عليها ليخرج سليم ، ونتركها ، ويتم إعداد مشروب " الأبريق " قبل إذان المغرب ، ونفطر عليه ، وهو مشروب صحى ولذيذ ، ونتوارثه منذ أيام الأجداد جيل بعد جيل .
وعن طريق تجهيز " الأبريق " وإعداده ليكون للشراب تقول " مايسة " بأنه عقب أن يصبح الأبريق ناشف ، يتم وضع كميات من المياه على الأبريق ، وهو له فوائد عديدة حيث يعمل " الأبريق " على ترطيب الجسم ، وهو مغذى ، ويتم وضع كمية من السكر والليمون لإعطاء نكهة له ، وهناك من يستخدم الأبريق بإضافة التمر هندى عليه ، وأيضاً إضافة البرتقال عليه ليكون ذو نكهة مميزة ، ويفضله أهل النوبة في شهر رمضان الكريم ، وكثير من الأسر الأسوانية تفضله أيضاً .
وأشارت بأنه توجد هناك مأكولات نوبية أيضاً تتواجد على مائدة الأفطار ، ومن أبرزها الملوخية خضراء نضعها على النار ، ويكون لها طعم خاص ، ومن الأكلات النوبية الشهيرة أيضاً فى السحور طبق " شليه سو كو " وهو الشعرية باللبن والتى تخبزها المرأة النوبية قبل شهر رمضان ، وعند الإستخدام يتم تسويتها فى الماء المغلى ، ويتم إضافة اللبن المحلى بالسكر عليها ، ويغرف منها فى أطباق ويرش على وجهها السمن البلدى وتقدم ساخنة وتؤكل بعيش الدوكة أو بالملعقة كيفما يشاء من يتناولها .