قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

التبشير بقدوم رمضان سنة نبوية

د. صفوت عمارة
د. صفوت عمارة

أدرك سلفنا الصالح من صحابة رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم والتابعين، الفضل العظيم لشهر رمضان عند اللَّه تعالى، الذي تُفتح فيه أبواب الجنة، وتُغلَّق فيه أبوب النيران؛ فكان ذلك سببًا في اجتهادهم في العبادة، والمسابقة في الخيرات والتعرض للنفحات، وينبغي على كل مسلم أن يستشعر الفرح بدخول رمضان تعظيمًا لشعائر اللَّه عزَّ وجلّ مصداقًا لقوله تعالى: {ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ} (الحج: 32).

ثبت أن النبي صلَّى اللَّه عليه وسلَّم كان يُبشر أصحابه بقدوم شهر رمضان ويحثّهم على الاعتناء به؛ فعن أبي هريرة رضي اللَّه عنه قال: لما حضر رمضان قال رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم: «أتاكم شهر رمضان، شهرٌ مبارك، فرض اللَّه عليكم صيامه، تفتح فيه أبواب الجنة، وتُغلق فيه أبواب الجحيم، وتُغلُّ فيه مردة الشياطين، وفيه ليلةٌ هي خيرٌ من ألف شهرٍ، من حُرم خيرها فقد حُرم» [رواه أحمد والنسائي وصححه الألباني]، وقال بعض العلماء: هذا الحديث أصلٌ في تهنئة الناس بعضهم بعضًا بشهر رمضان؛ فكيف لا يُبشَّر المؤمن بفتح أبواب الجنان؟!! وكيف لا يبشر المذنب بغلق أبواب النيران؟!! وكيف لا يبشر العاقل بوقت يغل فيه الشيطان؟!!

قال الحسن البصري: "إن اللَّه جعل شهر رمضان مضمارًا لخلقه يستبقون فيه بطاعته إلى مرضاته، فسبق قوم ففازوا، وتخلف آخرون فخابوا"، ويجب أن يكون المؤمن دائمًا في حالة إقبال على اللَّه سبحانه وتعالى، لا ينقطع عن ذكره وعبادته وطاعته، حتى إذا رفعت الأعمال إلى اللَّه، ترفع وهو في حال طاعة ووصل مع اللَّه عزَّ وجلَّ فتكون أرجى في القبول وغفران ما قد يكتنفها من ذنوب وتقصير.

ويحتاجُ المسلم إلى تهيئة نفسية وبدنية حتى يدخل شهر رمضان وهو في أعلى درجات الجاهزية للصيام والقيام، مُقبلًا عليه مخططًّا لكيفية قضاء أيامه وقيام لياليه، فعليه أولًا بالنية الصالحة وإخلاص العمل للَّه؛ فكل عمل تريد عمله تستحضر النية الطيبة، وذلك أن يكون العمل خالصًا للَّه، فلا بُدّ من استقبال شهر رمضان بتجديد النية، وعقد العزم على استغلال الأوقات المباركة؛ وذلك بالتزام الطاعات، واجتناب المعاصي والسيئات، وتطهير القلوب بالتوبة الصادقة من الذنوب والمعاصي، فيشرع بإستقبال هذا الشهر الكريم بالتوبة إلى اللَّه من الذنوب والخطايا، ورد المظالم إلى أهلها، يقول الله تعالي: {وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} (سورة النور:31)، ويتأكد أمر التوبة في مثل هذه الأزمنة الفاضلة لشرفها وعظم أجر الأعمال الصالحة فيها فعليه أن يجدد العهد مع اللَّه تعالى بتوبه صادقة، لأن الذنوب والمعاصي من أعظم أسباب حرمان العبد من الخير و الإقبال على اللَّه تعالي؛ فقد جاء رجل الى الحسن البصري رحمه اللَّه، وقال يا أبا سعيد إني احضر طهوري وأستعد لقيام الليل فلا أستطيع فما السبب ؟ قال "قيدتك ذنوبك"، فاللهم بلغنا رمضان أعواما عديدة وأعنا على صيامه وقيامه.. الدكتور صفوت محمد عمارة، من علماء الأزهر الشريف.