قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

صدى البلد

منها فنجان الحيف والكيف.. القهوة العربية تحل قضايا المجالس العرفية بسيناء

فنجان القهوة مشروب أساسي لدي مواطني سيناء
فنجان القهوة مشروب أساسي لدي مواطني سيناء
×

تلعب القهوة العربية دور مهم في حياة البدو الاجتماعية في شمال سيناء، عند حل مشاكلهم، كما تعبر القهوة عن الكلام والفرح والحزن أيضا، إذ أنكمية القهوة القليلة في قعر الفنجان كفيلة بأن تحل أكبر القضايا المستعصية، حتى ولو كانت معقدة كمشكلة العرض أو الدم، باعتبارها من أصعب المشاكل التي تواجه قضاة البدو في شمال سيناء .

كما تعد القهوة المشروب الأساسي في مجالس أبناء سيناء، والبداية تكون من اليمين، وفناجين القهوة أنواع هي: “فنجان هيف.. ضيف.. كيف.. حيف.. سيف".

الشهامة والنخوة

القهوة تدل على الشهامة والرجولة والنخوة والعفو عند المقدرة. وإذا ماقدمها صاحب الحق يكون مستعدا بأن يتنازل عن أي حق له مادام الوسيط شرب قهوته.


وفي بعض الأحيان عندما يأتي الضيف في طلب أو عتاب فلا يشرب قهوة مضيفه بل يضعها أمامه حتى يسأل المضيف سبب الطلب فيرد الضيف ( ما بنشرب القهوة الا للي جينا فيه نطلع فيه ) في حالة استجابة صاحب الدار لطلب الضيف فيقول ( اشرب القهوة حياكم الله ) ويعني بذلك الموافقة علي سماع طلبه والاستجابة له .

سمات الضيافة والكرم


وتعتبر القهوة سمة من سمات الضيافة والكرم العربي الاصيل ، فهي لها اهمية كبيرة عند اهل سيناء خاصة في شهر رمضان المبارك ، ولا يكاد يخلو منها بيت سواء أكان غنياً أو فقيراً .


ويقول محمد ابو حج قاضي عرفي ان علي صباب القهوة مسك الدلة " البكرج" بيده اليسري والفناجين بيده اليمني ، وان يقف احتراما وتقديرا للضيف ويبدا بصب القهوة وهو واقف ثم يمد بيده اليمني وعلي الضيف ان يصحح جلسته ويتناول بيده اليمني ايضا ويعيد عليه الكرة مرة اخري فإذا مد يده الشمال فإن صباب القهوة يتركه دون أن يشرب قهوة.


وقال إن فناجين الضيف خمس انواع هي :الاول فنجان الهيف، والثاني فنجان الضيف والثالث فنجان الكيف والرابع فنجان السيف ،اما الخامس فنجان الحيف ، وقال إن المضيف يشرب الفنجان الاول من الدلة " البكرج" وهو فنجان الهيف أمام الضيف ليطمئن الي ان القهوة جيدة ومن ثم يطمئن بانها خالية من الخدعة كالسم مثلا.


ويقول ،ان بعض شيوخ القبائل يتمتعون بفراسة وفطنة عندما يمسك فنجان القهوة لتميز القهوة وطريقة صنعها ..فاذا كانت محروقة اثناء التحميص فيقول القهوة حراق ، واذا قال القهوة شراق يعني بذلك ان القهوة لم تحمص على النار بشكل جيد ،واذا قال القهوة غراق فيعني بذلك ان القهوة غير مستوية اثناء عملية صنعها .


واضاف ان هناك من يعرف القهوة بمختلف انواعها ويميزها حتى من خلال صانعها ونظرته للفنجان فاذا قال القهوة صائدة فيعني بذلك ان القهوة قد سقط فيها اثناء تصنيعها شوائب، ومنهم يعرف من قام بتصنيع البن عما إذا كان رجل او امرأة .


وفسر عقال ضيف الله باحث في التراث السيناوي أنواع الفناجين:
الأول فنجان الهيف،حيث يهف المضيف الفنجان الاول من الدلة " البكرج" أمام الضيف ليطمئن الي ان القهوة جيدة ومن ثم يطمئن بانها خالية من الخدعة كالسم مثلا ، ويسكب الفنجان للضيف ليشربه علي اعتبار انه ضيافة كما انه بمثابة العيش والملح.


اماالكيف يسكب فنجان اخر للضيف ليشربه وهذا خاصا بالكيف والسعادة
والسيف: يسكب فنجان ثالث للضيف وهو يعني اذا جاء قوم غزاة علي هذه العشيرة فعلي الضيف ان يمسك الحسام ويدافع معهم، ويعني هذا القوة والعزة والشرف والكرم.


وأضافأن البدوي عندما يكتفي من القهوة ( يهز الفنجان هزة خفيفة) لصاحب القهوة وهذه تعني الاكتفاء، ويسمى صاحب القهوة ( سلطان) ٠


وقال انه كان يتم إختيار القهوجي خاص بصنع القهوة فلا يرعى ولا يزرع ، وقد كانهناك أمير جلب له قهوجي وكان (اخرس) فكان يصب القهوة ولا يسمع الناس عندما يتكلمون ٠ حتى إن بعض الضيوف عندما شربوا القهوة ولم يسمع القهوجي ( هز له الفنجان) فانتبه الأخرس لذلك واصبح الكل يعرف هزة الفنجان عند هذا الأمير تعني الاكتفاء ٠


واصبح الكل يبحث عن قهوجي أخرس ومن هنا بدأت هزةالفنجان وتوارثها أهل البادية بعد ذلك وأصبحت عادة ٠

راعي غنم

وقال حاتم عبد الهادي شاعر من العريش، أنه في قديم الزمان وتحديداً في عام 850 م عاش في جبال الحبشة راعي غنم يدعى(كلدي) ، لاحظ أن ماشيته تصبح أكثر نشاطاً عندما تأكل من ثمار نوع معين من الأشجار البرية ، حيث نقل هذا الراعي ملاحظته الى شخص يشكو إليه عدم قدرته على السهر ليلاً فكان هو الاكتشاف الأول لثمار شجرة البن وأثرها المنبه والمنشط على من يتناولها .


ويقول، ان القهوة العربية أول ما ظهرت في اليمن على أيدي علماء الصوفية ، حيث اختلف المؤرخون حول اول من اكتشفها واستخدمها كشراب ، وتشير بعض المراجع الى أن ذلك يعود الى الفقية الصوفي علي بن عمر الشاذلي المتوفى عام 821 م.


في حين ترى بعض المراجع الى ان اكتشافها يعود الى العلامة جمال الدين الذبحاني عندما عرض له أمر اقتضى خروجه من عدن الى ( بر عجم ) فأقام بها مدة ، فوجد اهلها يستعملون القهوة فشربها وتبعة الناس والفقهاء على شربها للاستعانة بها على مطالعة العلم وغير ذلك من أهل الحرف والصناعات.


واضاف ان البن انتشر ايضا في اوروبا ،فقد سجل عام 1604 من خلال شركة الهند الشرقية ، وفي عام 1727 قام بعض اللصوص بسرقة بعض شتلات البن من فرنسا ،الى البرازيل البرتغالية حيث زرعوها هناك لتصبح البرازيل عام 1900 تنتج وحدها نحو 90% من محصول البن عالمياً.