لكل مجتمع عادته وتقاليده التي تميزة عن غيرة خاصة في المناسبات والاحتفالات الكبرى ونجد أن محافظة مطروح وواحة سيوة من أكثر المناطق بمصر التى تمتلك تراثا زاخرا وعادات وتقاليد توارثها الأجيال من جيل لجيل.
ونحن نحتفل اليوم الجمعة باستطلاع هلال شهر رمضان نجد أن واحة الجارة بمدينة سيوة مازالت تحتفظ ببعض العادات والتقاليد فى استطلاع هلال الشهر الكريم خاصة بعدما اختفت تلك العادات بمدينة سيوة ومحافظة مطروح .
فواحة الجارة أو قارة ام الصغير اصغر واحة مصرية فى قلب الصحراء والتى تصل اقرب نقطة عمران لها 300 كيلو متر تميز بطقوس مختلفة في استطلاع شهر رمضان الكريم حيث يوجد لاهالي الواحة بعض العادات والطقوس فى استطلاع شهر رمضان.
ولقد كانت طقوس رمضان لوقت قريب تعتمد علي خروج عدد من اهالي الواحة لاستطلاع الهلال حيث يعتمدون على رؤية هلال شهر رمضان بأنفسهم خاصة وأن الطبيعة أمامهم متاحة لرؤية الهلال بالعين المجردة، فلا يوجد عائق لاستطلاعه بالإضافة انعزال الواحة عن العمران، فأقرب نقطة للعمران تصل إلى 300 كيلو متر وعدم وجود أى وسيلة اتصالات أو تلفزيونات أو راديو فكان الاعتماد على استطلاعه بأنفسهم.
و خلال العامين الماضيين وعلي الرغم من دخول الكهرباء ومعرفة حلول الشهر من خلال التليفزيون الا ان ذلك لم يمنع الاهالي من الحفاظ علي تقاليدهم باستطلاع الهلال بانفسهم كعادة سنوية لجلب الفرحة بجميع منازل الواحة.
و مع ثبوت الهلال تعم الافراح الواحة ويقوم الجميع بتهنئة بعضهم البعض ويكون الاطفال مترقبين الاعلان عن بداية الشهر ليحتفلوا سويا بخروجهم إلى شوارع الواحة .
و يتجمع جميع أهالى الواحة فى اليوم الأول لتناول الإفطار سويا كما أن معظم أوقات النهار يتم شغلها فى قراءة القرآن الكريم والدعاء لله فهو شهر عبادة يتم استغلاله من الأهالى جيدا.
يذكر أن واحة الجارة اصغر واحة مصرية والتى كانت منعزلة عن العمران وقد كان أهالى الجارة بنوا في بادئ الأمر حصنًا أعلى جبل صخريّ مجاور كان موقعًا دفاعيًّا يحميهم من الأعداء، فعاشوا يزرعون التمر والزيتون، وفي يوم شديد المطر ذاب الحصن الصحراوي فانتقل السكان إلى منازل جديدة يقيمون فيها إلى اليوم في الأرض المنخفضة. ولأنّ الواحة ليست مربوطة بالشبكة الوطنية للكهرباء، توفّر خلايا شمسية الطاقة اللازمة لإضاءة الطرقات والاستخدام المنزلي، ومولدات الديزل للاستخدامات التي تتطلب طاقة كبيرة، وبها مدرسة للتعليم الأساسي.