الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

دكة القضاة.. طقوس استطلاع هلال رمضان في عصور مصر | المشاعل والقناديل

استطلاع هلال رمضان
استطلاع هلال رمضان

مرحب بقدومك .. ونعيش ونصومك .. ساعات قليلة ويبدأ شهر رمضان المبارك المقرر بعد غد السبت، حيث من المقرر استطلاع هلال رمضان غداً الجمعة 29 شعبان، للإعلان عن بدء رمضان في احتفالية تنظمها دار الإفتاء المصرية، بقاعة الاحتفالات الكبرى بمركز مؤتمرات الأزهر بمدينة نصر، بمناسبة استطلاع هلال شهر رمضان المبارك وإعلان نتائج الرؤية الشرعية، وما توصلت إليه لجانها الشرعية والعلمية المنتشرة في محافظات الجمهورية.

منذ سنوات طويلة وتوكل مهمة استطلاع هلال رمضان لدار الإفتاء، لكن قديماً في مصر كان هناك طقوس مختلفة تماماً لاستطلاع الهلال، واختلفت كل طريقة بحسب العصر الذي مر على مصر، منها الفاطمي والمملوكي والعثماني . 

في العصر الفاطمي كان هناك طريقة خاصة لاستطلاع الهلال، فكان هناك ما يسمى بـ " دكة القضاة" فوق سفح المقطم، يجتمع فيها القضاة لرؤية الهلال، ثم بنى أحد القضاة الكبار في العصر الفاطمي وهو «بدر الجمالي» مسجدا له على سفح المقطم اتخذت مئذنته مرصدا لرؤية الهلال.

وبعد التحقق من رؤية الهلال من فوق سفح المقطم، كانت تضيئ الأنوار ويخرج قاضي القضاة في موكبه الفخم مع إنارة الفوانيس  بالشموع والمشاعل حتى يصل إلى داره، ومن هنا ارتبط الفانوس بشهر رمضان المبارك كونه كان وسيلة الإضاءة الوحيدة وقتها.

استطلاع هلال رمضان

العصر المملوكي

أما في العصر المملوكي كان استطلاع الهلال مشابهاً إلى حد لطقوس العهد الفاطمي، حيث كان يخرج قاضي القضاة في موكب الرؤية ذاهباً إلى منارة مدرسة المنصور قلاوون، ومعه الأطفال حاملين الفوانيس لإضاءة الطريق، ومعه القضاة الأربعة كشهود على الرؤية، وسط مشاركة أصحاب الحرف وكبار التجار .

وعندما يتم التأكد من الهلال ينادى القضاة فى الجميع ببدء الصوم وتبدأ الاحتفالات فتضاء الفوانيس بالطرق وتتزين الحوارى والشوارع، واستمر هذا التقليد فى كل انحاء الدول الإسلامية التابعة للخلافة الإسلامية حتى العصر العثمانى . 

العصر العثماني

ومع مرور السنوات ، وخلال العصر العثماني، كان يتم استطلاع الهلال من سفح المقطم كما كان في العصر الفاطمي، وكان القضاة الأربعة وبعض الفقهاء يجتمعون ثم يتجهون جميعا إلى مكان مرتفع بجبل المقطم، حيث يترقبون ظهور الهلال.

وحين تثبت رؤية الهلال، عادوا وبين أيديهم المشاعل والقناديل إلى المدرسة المنصورية، لإعلان ثبوت رؤية هلال رمضان وبداية الصوم، واستمر الأمر على هذا النحو إلى أن أمر الخديو عباس حلمي الثاني بنقل استطلاع رؤية الهلال إلى المحكمة الشرعية بباب الخلق

دار الإفتاء

واستمر القضاة موكلين باستطلاع هلال رمضان كل عام، إلا أن تم إنشاء دار الإفتاء المصرية في أواخر القرن الـ19، ومن حينها وُكلت لها مهمة استطلاع هلال رمضان كل عام في احتفال سنوي ينتظره المصريون كل عام.