قالت الدكتورة إيمان الحجار، دكتور باحث بقسم التغذية وعلوم الأطعمة، خبير إستشاري بمجال التغذية وعلوم الأطعمة، بمعهد الصناعات الغذائية والتغذية في المركز القومي للبحوث ، إنه الطلاب بمختلف المراحل التعليمية أثناء فترات الإمتحانات بحالات من الضغوط النفسية كذلك يعانوا من بعض التغييرات والتقلبات المزاجية نتيجة التغيرات الفسيولوجية أثناء مراحل النموالمختلفة وخصوصا فترات المراهقة " طلاب مرحلة الإعدادية والثانوية". فقد يعاني البعض منهم بالشعور بالصداع والنسيان وعدم التركيز, الكسل والخمول نتيجة هذه الضغوط أو لإهمال التغذية السليمة والصحية وإستبدالها بعادات غير صحية.
وأضافت " الحجار" أن ذلك قد يؤدي إلى ظهور بعض أعراض الحالات المرضية، ولهذا فإن نشر الثقافة الغذائية والارتقاء بالوعي التغذوي وتفعيل دور التغذية الصحية له أثرهام وفعال لتعزيز المناعة والوقاية من بعض الأمراض مثل الأنيميا والسمنة وكذلك الوقاية من بعض أعراض الجهاز العصبي مثل التوتر, القلق, النسيان, الارق, الإكتئاب, عدم التركيز والصداع، ولذلك فإن التغذية الصحية السليمة والرياضة تمنح الجسم النشاط والحيوية والتمتع بقدرات عقلية تساعد علي الإبتكار والابداع.
وتابعت: " يعتبر الخوف والقلق لدي الطلاب سلاح ذو حدين فله شق إيجابي حيث يحفز الطالب لتحسين مستواه الدراسي وتحقيق النجاح حيث يقوم الجسم بإفراز هرمونات مثل الكورتيزول والأدرينالين, الإبينفرين في الدم. تزيد هذه الهرمونات من التركيز والقدرة على التفاعل ويصبح جهاز المناعة والذاكرة أكثر حدة. وبعد مرور الموقف واختفاء المثير أو الظرف الطّارئ الذي سبب التوتر والضغط فإن الجسم يعود إلى طبيعته، ولكن من جانب أخر, كثره التعرض للقلق والاجهاد العصبي لفترات مستمرة ومتواصلة قد يسبب علي المدي البعيد ضمور خلايا المخ حيث يحدث خلل فى النشاط الكيميائى للمخ, حيث لا يستطيع المخ إفراز المواد المهدئة والتي تتسبب في الشعور بالإطمئنان والهدوء والإرتياح، وهي الاندروفيناتEndorphins والنكفالينات Encephalins ".
واستكملت : "هذا قد يؤدي الي بعض المشاكل الصحية مثل إضطرابات الجهاز الهضمي: "آلام في المعدة, قرح المعدة, الميل للقئ, الاسهال أو الإمساك" هذا بجانب اختلال في الشهية سواء الشره الغذائي أو فقدان الشهية, مشاكل واضطرابات النوم كذلك ضعف المناعة واستقبال الجسم للميكروبات ومسببات الأمراض بسهولة. هذا بالإضافه الي ظهور مشاكل بالبشرة والشعر والأظافر. وهذا ما نلاحظه علي بعض الطلاب من حيث تغيير طباعه، فيتحول من الهدوء إلى العصبية والانفعال الشديد على أبسط الأمور وقد يصل أحيانا الي بعض حالالت الهياج النفسي".
واشارت إلى أنه يتزامن حلول الشهر الكريم شهر رمضان المعظم أثناء فترات الأستعداد للإمتحانات مما يراود البعض القلق من عدم التحصيل الدراسي وصعوبة المذاكرة خلال ساعات الصيام بل بالعكس شهر رمضان فرصة ذهبية لتنشيط الذهن وتجديد النشاط بالتخطيط الجيد واستغلال فن إدارة الوقت في استثمار هذا الشهر الكريم من حيث التوازن بين العبادات والتحصيل الدارسي وتواصل العلاقات الأجتماعية. حيث أن شهر رمضان وأجواءه الروحانية يتح فرصة مثالية لصفاء الذهن, الهدوء والسكينه كذلك الشعور بالدفء الأسري والدعم النفسي والروحاني.
واوضحت أنه قد تظهر بعض علامات الشعور بالارهاق والتعب البدني خلال الايام الاولي للصيام وذلك أمر طبيعي حتي يعتاد الجسم علي فترات الصيام, حيث يعتمد الجسم على الجلوكوز للحصول على الطاقة، وعند الصيام يستنفذ الجسم مخزون الكبد من الجلوكوز مما يحفز الخلايا الدهنية على إخراج الدهون التي تتحول داخل الكبد والتي يمكن استخدامها كمصدر للطاقة تسمى بالأجسام الكيتونية، قد يشعر الصائم خلال تلك العملية بالإرهاق والتعب، وصعوبة التركيز في بداية الصيام فقط، وللصيام فوائد صحية مثل تعزيز وتحسين وظائف الدماغ حيث يزيد من توليف الخلايا العصبية، ويحمي من الأمراض والاضطرابات العصبية التنكسية، مثل مرض الزهايمر ومرض باركنسون. إنقاص الوزن والتخلص من السموم مما ينشط الدورة الدموية وتجديد خلايا الجسم.