مستجدات سد النهضة ومصير الملء الثالث.. الإنشاءات الكبيرة صعبة نظريا وهندسيا

التقى الرئيس السيسي، أمس، الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، رئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني، وتم عقد جلسة مباحثات منفردة أعقبتها جلسة موسعة ضمت وفدي البلدين، لاستعراض مجمل العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين، والارتياح لمستوى التنسيق القائم، مؤكدين على أهمية تعزيز العلاقات الاقتصادية وزيادة التبادل التجاري بما يرقى إلى مستوى الزخم القائم في العلاقات السياسية والروابط التاريخية التي تجمع الشعبين الشقيقين لوادي النيل.

مستجدات قضية سد النهضة

وفيما يتعلق بآخر مستجدات الأوضاع الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، تباحث الجانبان بشأن التطورات ملف سد النهضة، وتم التوافق حول استمرار التشاور المكثف والتنسيق المتبادل في هذا السياق خلال الفترة المقبلة، مع التأكيد على الأهمية القصوى لقضية المياه بالنسبة للشعبين المصري والسوداني باعتبارها مسألة أمن قومي، والتمسك بالتوصل إلى اتفاق قانوني ومنصف وملزم لـ عملية ملء وتشغيل السد، بما يحقق المصالح المشتركة لجميع الأطراف.

وعن آخر مستجدات سد النهضة، قال الدكتور عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا، والموارد المائية بجامعة القاهرة، إن التوربين الذي تم تشغيله غير مؤثر، سواء بكميات المياه أو توليد الكهرباء، ونجده أحيانا يعمل وأحيانا لا، ولكن بصرف النظر عن التوربينات، فقد تم فتح بوابتين لتصريف المياه بداية من يوم 12 مارس الجارى، وتم تصريف مليار متر مكعب، نصفهم من بحيرة السد، والنصف الأخر من بحيرة تانا، ووصل منسوب المياة في السد الآن إلى 7,5 مليار متر مكعب.

مصير التخزين والملء الثالث

وأضاف شراقي، خلال تصريحات خاصة لـ "صدى البلد"، أنه بالنسبة للتخزين والملء الثالث، فإن الممر الأوسط حاليا تم تجفيفه بعد فتح بوابات التصريف، وهو جاهز للعمل، ولكن لا يوجد أي دلائل تشير إلى بدء التعلية، وصور الأقمار الصناعية لا تستطيع التقاط هذا فى الوقت الحالى، مشيرا إلى أن إثيوبيا أمامها فقط 3 أشهر لتعلية السد قبل بدء موسم الأمطار الغزيرة، وهذا الوقت لا يكفي للتعلية بارتفاعات مؤثرة، كما أنه في الظروف الطبيعية لا يمكن وجود تخزين تالت، ولكن إثيوبيا كحكومة تريد ألا تظهر عن وجود مشاكل بالسد، من خلال إعلان  أنه يوجد ملء ثالث حتى لو كان محدوداً.

التعلية صعبة هندسيا

وأوضح شراقي، أنه لكي يكون هناك تخزين ثالث، فإنه يجب تعلية السد، وفي العام الماضي، كان الممر الأوسط أقل من الأجناب بـ 25 مترا، وتم تعليته 10 أمتار، وجاء الفيضان سريعا، ولم يتمكنوا من تعليته أكثر، ولكن اليوم الأمور مختلفة، فقد اقترب موعد الفيضان، ولا يمكن تعلية الممر الأوسط فوق 10 أمتار، لأنه في حال تم ذلك وجاء الفيضان الغزير، فإن المياه ستغمر السد وتمر من فوق الأجناب والممر الأوسط.

ولفت إلى أن الحل الوحيد أن تتم تعلية في الأجناب والممر الأوسط، ولكن بنسبة بسيطة، لأن تعلية الجانبين والممر الأوسط صعبة هندسيا في 3 أشهر متبقية، وستكون مغامرة كبيرة اذا تم رفع الممر الأوسط فقط، وفى هذه الحالة يمكن لإثيوبيا أن تخزن تقريبا 2 مليار وتقول أنه تخزين ثالث، لأنه لا يوجد إنجازات إنشائية في السد حتى الآن، وتبقى هذه الخطوات أحادية من إثيوبيا وتضر بالمفاوضات.