علماء التربية يوصون دائما بأن يكون أولياء الأمور جزءا من العملية التعليمية، ويؤكدون أن نجاح أى تطوير للمنظومة مرهون بمشاركتهم، لكن ماذا لو أصبح أولياء الأمور عقبة أمام تعليم أبنائهم وزرع قيم الانضباط والاحترام والتفكير النقدى لديهم؟.
قبل أيام، وضعت إحدى المدارس الخاصة فى مدينة 6 أكتوبر مواعيد محددة لبدء اليوم الدراسى، ومن يتأخر من التلاميذ لن يدخل المدرسة، بعض الآباء أوصلوا أبناءهم متأخرين، فوجدوا باب المدرسة الحديدى الضخم مغلقا، فما كان منهم إلا اقتحامه عنوة والدخول موجهين شتائم وسبابا للإدارة، ولولا تدخل الشرطة لوقع ما لا يحمد عقباه.
وتعليقا على هذا التصرف، قال الدكتور محمد فتح الله، الخبير التربوي، إن أولياء الامور في اعتقادهم أنهم طالما يدفعون أموالا، فإنه يحق لأولادهم التعلم كما يريدون، وبالطريقة التى يريدوها.
وأضاف أن هؤلاء الآباء تعلموا فى مدارس كانت تفرض عقوبات صارمة على التأخير، ونحن كم عانينا من إغلاق الأبواب فى وجوهنا أو الضرب لو تأخرنا دقائق قليلة، لكن لأن التعليم أصبح سلعة، فالزبون على حق دائما.
وأشار الخبير التربوي، خلال تصريحات خاصة لـ "صدى البلد" إلى أهمية دور مجالس الأمناء والآباء والمعلمين فى توعية أولياء الأمور بخطة الوزارة في تطوير التعليم، حيث تتسم تلك المرحلة بكثير من المستجدات الملحوظة وخاصة فى مراحل تطوير التعليم في رياض الأطفال والصف الأول الابتدائي والصف الأول الثانوي والتعليم الفني.
ودعا الدكتور محمد فتح الله، إلى ضرورة التعلم سريعا من الخبرات الأجنبية ليكون هناك جيل متمكن عنده من الخبرات والمهارات الحياتية حتى يتمكن من الدفع بهذا الوطن إلى التطور في كل المجالات.
وطالب الخبير التربوي، بضرورة أخذ تعهدات على أولياء الأمور بعدم تكرار الواقعة والتزام أبنائهم بالحضور في مواعيد الدراسة.
وشدد الدكتور محمد فتح الله على أهمية دور المدارس في الوقت الحالي من خلال الدعم النفسي للطلبة، وتزويدهم بالمهارات والمعارف والأدوات التي تمكن من توفير بيئة تعلم صحية، مؤكدين أن نجاح العملية التعليمية يتوقف على تعاون ومتابعة المدارس مع أولياء الأمور بعد أن وفرت الجهات المعنية جميع أسباب استمرار التعليم.