الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

عدم اتزان أم كبر السن؟..قراءة نفسية لخطابات جو بايدن وسبب زلات لسانه

الرئيس الأمريكي جو
الرئيس الأمريكي جو بايدن

في ظل الأزمة العالمية القائمة الآن وارتفاع الأسعار والأزمة الروسية الأوكرانية، نشهد صراعا كلاميا بين الرئيس الأمريكي جو بايدن والرئيس الروسي فلاديمير بوتين وزعماء الدول الغربية.

فمنذ أن بدأت الأزمة الروسية الأوكرانية، وتحديدا مع إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن تنفيذ عملية محدودة داخل الأراضي الأوكرانية فجر 25 فبراير الماضي، لم يكف الرئيس الأمريكي جو بايدن يوما عن الهجوم على الرئيس الروسي.

واعترض الكرملين على هذا الهجوم الكلامي، ودائما يرد البيت الأبيض للدفاع ويبرر موقف الرئيس الأمريكي من الهجوم وأنه لم يقصد الإهانة.

زلات لسان بايدن

وصرح جو بايدن، السبت الماضي، في بولندا بأنه لا يمكن لبوتين البقاء في السلطة، مؤكدا أن الحرب في أوكرانيا فشل استراتيجي لروسيا، وسارع حينها البيت الأبيض إلى تدارك تصريحات بايدن سريعا، قائلا: إنه "لم يقصد" المطالبة بتغيير الحكم في روسيا.

ويوم الجمعة الماضي، أدلى الرئيس الأمريكي بتصريحات دالة على أنه يريد إرسال قوات إلى أوكرانيا، لكن البيت الأبيض نفى ذلك تماما.

وسبق وقال الرئيس الأمريكي، عن الأزمة الروسية الأوكرانية، خلال مؤتمر صحفي:" نحن متحدون للدفاع عن الناتو، والجميع سمع حديث الرئيس الروسي بوتين الذي يزيف التاريخ"، وأضاف أن الرئيس الروسي هاجم حق أوكرانيا فى الوجود، وهدد بالحرب، فى حالة عدم تلبية مطالبه.

وأكد بايدن أن "روسيا هى المعتدي، ولكن مازال هناك وقت لتجنب الكوارث للملايين من المواطنين، وسنحاكم روسيا على أفعالها وليس كلامها، والاستفزازات الروسية تسببت فى مشكلات، وسنفرض عقوبات شاملة على الديون السيادية الروسية".

كما وصف الرئيس الأمريكي، الزعيم الروسي في الأيام الأخيرة بأنه 'جزار' ومجرم حرب، إلا أن الاحتضان الظاهر لتغيير النظام أذهل مراقبي السياسة الخارجية المخضرمين. وسارع مساعدو البيت الأبيض إلى القول إن بايدن لم يكن يضع سياسة أمريكية جديدة بعد أن أمضى هذا الفريق أسابيع في تجنب مثل هذا الإعلان بعناية.

وقلبت تلك الكلمات القليلة، الرحلة رأسا على عقب وهددت بالتراجع عن التوازن الدقيق الذي حاول بايدن تحقيقه لإدانة بوتين دون استفزازه. ويخشى بوتين، وهو ضابط سابق في جهاز الاستخبارات السوفيتية (كي جي بي)، منذ فترة طويلة من أن تحاول الولايات المتحدة الإطاحة به، ويخشى المسؤولون أن يؤدي سماع هذه الكلمات من فم رئيس أمريكي إلى دفعه إلى توسيع الصراع أو الهجوم في محاولة للحفاظ على سلطته.

رد الكرملين على بايدن 

كان رد الكرملين الأولي فظا كما كان متوقعا، حيث قال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف للصحفيين:"هذا ليس لبايدن أن يقرره، رئيس روسيا ينتخب من قبل الروس".

وانتقد خبراء السياسة بالولايات المتحدة، أسلوب رئيسهم بسبب هجومه بشأن نظيره الروسي فلاديمير بوتين في تصريحه الأخير، قائلين: "تصريحات بايدن سوف تتسبب في وجود توتر مع روسيا". 

هل هو عامل السن؟ 

وفي هذا الصدد، قالت سوسن الفايد، أستاذ علم نفس سياسي، إن هناك ارتباكا بين المؤسسات الأمريكية، لذلك يظهر الرئيس الأمريكي جو بايدن بالعديد من العبارات، وتظهر مؤسسات أخرى لنفي الكلام وإنكاره، كما أن هناك حربا إعلامية وحربا نفسية قائمة.

وأضافت "الفايد"، خلال تصريحات لـ "صدى البلد"، أن الرئيس الأمريكي جو بادين اتبع هذه الحرب النفسية، ليقوم بتدمير الرئيس الروسي وشعبه، وهذه الحرب الكلامية تعود على من يخوضها باهتزاز الصورة الشخصية له أمام العالم.

وأشارت الفايد إلى أن كبر سن الرئيس الأمريكي له دخل كبير في عدم اتزانه، وفي جميع تصريحاته الأخيرة، حيث إنها تحمل نوعا من عدم التركيز وتكون غير صائبة، وكانت هناك فترة اختفائه إعلاميا وسياسيا.

وتابعت: "الموقف الأمريكي في حالة اهتزاز، نتيجة عدم اتزانية جميع توقعات بايدن للموقف الروسي، وحينها تحول الموقف الروسي إلى عسكري مسلح، وكان عكس توقعات العالم".

سياسي مخضرم

والجدير بالذكر، أن الرئيس جو بايدن بدأ في التدرب على العمل بالقانون في ويلمنجتون، ديلاوير، وانتخب بعدها ليكون قنصل نيوكاسل، وخدم من سنة 1970 إلى 1972، ويعرف بأنه سياسي ديمقراطي مخضرم، له حضوره في السياسة الأمريكية منذ سبعينيات القرن الماضي، كما عمل نائبا للرئيس إبان حكم الرئيس السابق باراك أوباما للفترة من 2009 إلى 2017.

وكان عضوا قديما في لجنة القضاء بمجلس الشيوخ الأمريكي، التي رأسها من عام 1987 حتى عام 1995.