بدأت اليوم اجتماعات القمة الدبلوماسية العربية الإسرائيلية الأمريكية بمشاركة كلا من وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، ووزير الخارجية سامح شكري، ووزير خارجية دولة الاحتلال الإسرائيلي يائير لابيد، ووزير خارجية الدولة الإمارات الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، ووزير خارجية مملكة البحرين عبداللطيف الزياني، ووزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة.
وتأتي هذه القمة ضمن جولة وزير الخارجية الأمريكي في منطقة الشرق الأوسط، حيث تعقد القمة على مدار يومين، الأحد والاثنين،في صحراء النقب، وسيتم مناقشة العديد من القضايا التي تخص المنطقة وتداعيات الأزمة الروسية الأوكرانية وأزمة الطاقة العالمية، كما سيتم مناقشة أيضا القضية الإيرانية وأمن منطقة الخليج.
وتعتبر القمةأول لقاء سياسي من نوعه في إسرائيل، حيث سيجري وزير خارجية الولايات المتحد، ووزراء خارجية كل من مصر والإمارات، المغرب، والبحرين، عدداً من الاجتماعات السياسية المشتركة.
توقيت حساس للغاية
وفي هذا الصدد، قال رامي إبراهيم، الباحث في الشؤون الدولية، إن زيارة وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، إلى عدد من دول الشرق الأوسط وإجراء مباحثات مع مسؤولين من مصر وإسرائيل والمغرب والبحرين والإمارات، تأتي في توقيت حساس للغاية ولها العديد من الأسباب والنتائج التي يرجو تحقيقها.
وأضاف إبراهيم في تصريحات لـ "صدى البلد"، أن الزيارة تأتي أيضا عقب القمم الثلاث التي عقدت في العاصمة بروكسل، بحضور الرئيس الأمريكي جو بايدن، إلى جانب الاجتماع الذي عقده مجلس الأمن الدولي مع جامعة الدول العربية بهدف التنسيق والتعاون لمواجهة التهديدات والتحديات التي تتعرض لها المنطقة، إلى جانب تداعيات الأزمة الروسية الأوكرانية.
أهداف الولايات المتحدة
وأوضح الباحث في الشؤون الدولية، أن حقيبة الوزير الأمريكي تحمل العديد الملفات الهامة، المرتبة بتداعيات نقص إمدادات النفط والغاز بسبب الأزمة الروسية الأوكرانية وكيفية تعويض السوق الأوروبية بالنقص الذي قد يتسبب في تراجع الإمدادات الروسية.
وتابع: "الوزير الأمريكي يسعى أيضا للحصول على دعم لجهود الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي للتصدي للهجوم الروسي على أوكرانيا، وحشد الدعم العربي في ظل التبعات الاقتصادية الشديدة للحرب، ولا سيما ارتفاع أسعار الطاقة وخطر نقص عالمي في القمح الذي قد يتسبب بأزمة غذاء في الشرق الأوسط".
وأشار إبراهيم إلى أن بلينكن سيتطرق خلال جولته إلى مسألة البرنامج النووي الإيراني، خاصة وأن هناك محادثات الجارية منذ نحو عام في فيينا، باتت الولايات المتحدة وإيران في مراحل الأخيرة من المفاوضات غير المباشرة الرامية إلى إحياء الاتفاق النووي المبرم عام ٢٠١٥ والتي انسحبت منه الولايات المتحدة عام ٢٠١٨.
مخاوف عربية إسرائيلية
وأكد الباحث في الشؤون الدولية، أن هناك مخاوف عربية وإسرائيلية من إمكانية التوصل إلى اتفاق بشأن البرنامج النووي الإيراني، الذين يرون فيه طهران مصدر تهديد لهم، حيث تؤكد المؤشرات أن الاتفاق النووي الإيراني من حيازة السلاح النووي.
ولفت إبراهيم إلى أن القضية الفلسطينية ستكون حاضرة أيضا وبقوة على طاولة الاجتماعات، لإعادة الروح إليها مرة أخرى، بالإضافة إلى السعي لإيجاد حلول سياسية للأزمة الليبية التي تتفاقم يوما بعد يوم، وذلك بعد أن أبدت جامعة الدول العربية خلال اجتماعاتها مع مجلس الأمن الدولي، مخاوفها من نسيان هذه القضايا في ظل الانشغال بالأزمة الأوكرانية.
واختتم قائلا، أن الوزير الأمريكي يهدف أن تحقق زيارته وضع الترتيبات الأمنية والسياسية والاقتصادية فيما يتعلق بالشرق الأوسط، وأيضا ضمان توفير إمدادات النفط والغاز للحد من الآثار المترتبة على نقص الإمدادات وأهمها ارتفاع الأسعار، إلى جانب قبول اندماج إسرائيل في المنطقة.