أطلق الدكتور خالد عبد الغفار القائم بأعمال وزير الصحة والسكان، اليوم، الحملة القومية للتطعيم ضد شلل الأطفال، وذلك بمركز طب الأسرة بميدان المحكمة فى منطقة مصر الجديدة بالقاهرة، بحضور كلا من الدكتور عمرو قنديل، رئيس قطاع الطب الوقائي بوزارة الصحة والسكان، والدكتور محمد شوقي، وكيل وزارة الصحة بالقاهرة، وممثل عن منظمة اليونيسيف.
ودعا خالد عبد الغفار كافة الأسر بالتوجه لأقرب وحدة صحية أو فرقة متمركزة بالقرب منهم، لتطعيم أطفالهم، ووقايتهم من مرض شلل الأطفال، حفاظاً على صحتهم، مؤكداً تواجد الفرق الطبية الخاصة بالحملة في كافة المراكز الطبية والوحدات الصحية، فضلاً عن تواجدها بأماكن التجمعات الكبرى.
وأشار عبد الغفار إلى أن الحملة تستمر لمدة 4 أيام، خلال الفترة من 27 إلى 30 مارس الجاري، بجميع محافظات الجمهورية، مؤكدا مأمونية اللقاحات المضادة لمرض شلل الأطفال، فضلاً عن عدم تعارضها مع التطعيمات الروتينية الخاصة بالأطفال، لافتاً إلى إمكانية مد فترة الحملة حال الحاجة لذلك لضمان الوصول إلى كافة الأطفال المستهدفين.
وفيما يلي يستعرض "صدى البلد" أهم المعلومات عن مرض شلل الأطفال..
مرض شديد العدوى
شلل الأطفال مرض فيروسي شديد العدوى يغزو الجهاز العصبي وكفيل بإحداث الشلل التام في غضون ساعات من الزمن، ويصيب هذا المرض الأطفال دون سن الخامسة بالدرجة الأولى، حيث ينتقل الفيروس عن طريق الانتشار من شخص لآخر بصورة رئيسية عن طريق البراز، وبصورة أقل عن طريق وسيلة مشتركة (مثل المياه الملوثة أو الطعام) ويتكاثر في الأمعاء.
أعراض المرض
وتتمثل أعراض المرض الأولية في الحمى والتعب والصداع والقيء وتصلب الرقبة والشعور بألم في الأطراف، التهاب واحتقان الحلق والضعف والألم المتفاقم في العضلات والعظام والمفاصل وضمور العضلات وصعوبة في التنفس أو في البلع واضطرابات النوم المرتبطة التنفس "مثل حالات انقطاع النفس النومي" وانخفاض القدرة على تحمل درجات الحرارة المنخفضة.
وتؤدي حالة واحدة من أصل 200 حالة عدوى بالمرض إلى شلل عضال (يصيب الساقين عادة)، ويلاقي ما يتراوح بين 5% و10% من المصابين بالشلل حتفهم بسبب توقّف عضلاتهم التنفسية عن أداء وظائفها.
وقد ينقل المصابون المرضي لمدة تصل إلى ستة أسابيع حتى في حالة عدم ظهور أعراض، ويمكن تشخيص المرض من خلال إيجاد الفيروس في البراز أو اكتشاف الأجسام المضادة له في الدم، ويحدث المرض بشكل طبيعي في البشر فقط.
انخفاض معدل الإصابات
وتشير التقديرات إلى انخفاض حالات الإصابة بشلل الأطفال بمعدل 99% منذ عام 1988، من نحو 000 350 حالة سُجّلت في ذلك العام إلى 33 حالة أبلغ عنها في عام 2018، ويأتي هذا الانخفاض نتيجة ما يبذل من جهود على الصعيد العالمي من أجل استئصال المرض.
وفي معظم البلدان أتاحت الجهود العالمية لاستئصال شلل الأطفال المجال لزيادة القدرة على التصدي لأمراض معدية أخرى من خلال بناء نظم فعالة في مجالي الترصد والتمنيع.
متلازمة ما بعد العدوى
وعادة ما يعود هؤلاء الأشخاص إلى طبيعتهم في غضون أسبوع أو أسبوعين، لكن بعد سنوات من التعافي قد تحدث متلازمة ما بعد شلل الأطفال والتي يصاحبها تطور بطيء لضعف العضلات مماثل لذلك الذي أصيب به الشخص أثناء العدوى الأولية.
علاج شلل الأطفال
لا يوجد علاج تمام لشلل الأطفال، ولكن يمكن الوقاية منه الوقاية خلال التطعيم الآمن والفعال، وذلك لأن الفيروس لا يستطيع أن يعيش لفترات طويلة خارج جسم الإنسان، وبالتالي فإن لم يتمكن هذا الفيروس من العثور على شخص لم يحصل على التطعيم لكي يهاجمه ويصيبه بالعدوى، فإن هذا الفيروس سوف يموت لوحده.
تطعيم جميع الأطفال
وقد أشار الدكتور حسام عبد الغفار، المتحدث الرسمي لوزارة الصحة والسكان، إلى أن الحملة تستهدف تطعيم جميع الأطفال من عمر يوم وحتى 5 سنوات، من المصريين وغير المصريين المقيمين على أرض مصر، وذلك ضمن الحملات الدورية التي تنظمها الوزارة حرصاً على رفع المناعة المجتمعية لدى الأطفال، بما يضمن الحفاظ على مصر خالية من المرض.
وأوضح أن أعمال الحملة تتم من خلال 45 ألف فريق طبي، بإجمالي 90 ألف فرد، تم تدريبهم على أعلى مستوى، بالإضافة إلى فرق الإشراف المركزية في الوزارة، والفرق الإشرافية بجميع المديريات والإدارات الصحية، مؤكداً اتخاذ كافة التدابير الوقائية والاحترازية ضد فيروس كورونا خلال تنفيذ أعمال الحملة.
حملة من بيت لبيت
ومن جانبه، أشار الدكتور عمرو قنديل، رئيس قطاع الطب الوقائي، إلى أن الحملة تجوب المنازل بجميع المحافظات والقرى والمناطق النائية، تحت شعار "من بيت لبيت"، بالإضافة إلى أماكن التجمعات والأسواق والميادين الكبرى ومحطات القطار، ومواقف الأتوبيسات، ومحطات المترو، والمولات التجارية، وذلك من خلال الفرق المتحركة، علاوة على الفرق الثابتة المتواجدة في مكاتب الصحة والوحدات الصحية والمراكز الطبية على مستوى محافظات الجمهورية.
ولفت إلى أن الحملة تتم بمشاركة وتعاون كافة الجهات المعنية، بداية من وزارة التربية والتعليم، والأزهر لتسهيل عمل الفرق في التطعيم بدور رياض الأطفال، بالإضافة لوزارة التضامن الاجتماعي، لتطعيم الأطفال في الحضانات التابعة لها، إلى جانب وزارة الأوقاف، والكنائس، لرفع الوعي والتنويه عن الحملة عقب الصلوات والقداسات، لضمان تغطية 100% من الأطفال المستهدفين بالحملة في جميع المحافظات.
ويذكر أن منظمة الصحة العالمية، أعلنت مصر خالية من مرض شلل الأطفال، عام 2006 وكانت آخر حالة إصابة بشلل الأطفال مسجلة في مصر عام 2004.
الوقاية قبل العلاج
ومن جانبه قال الدكتور فرج الكامل، خبير الإعلام السكاني، إن وزارة الصحة لا يعمل بها إلا الأطباء، وأن الأمراض المتوطنة وغيرها من قضايا الصحة العامة ليست قضايا أطباء وحدهم، بل تحتاج إلى تخصصات عديدة لأن القضية تصبح هى الوقاية قبل العلاج، لذلك نجحت حملة القضاء على فيروس سى عندما قام رئيس الجمهورية بمبادرة ١٠٠ مليون صحة وهي من حسمت الامر.
وأضاف الكامل في تصريحات لـ "صدى البلد"، أنه كان للمدخلات من خارج وزارة الصحة الأثر الكبير على نجاح مصر فى القضاء على شلل الأطفال، وأنه لن يتم حل القضية السكانية أبدا طالما ظلت مجرد إدارة فى وزارة الصحة.