بين الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، أهمية التجاوز والعفو لنهاية الخصومات والشحونات قبل شهر رمضان الكريم.
أهمية التجاوز والعفو قبل رمضان
وقال علي جمعة، هو وقت مبارك شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن فكأن النهار والليل فيه أوقات مباركة، وهو قربة عظيمة وعلينا أن ندخل فيه مدخلاً آخر، فمن أراد أن يبتغي وجه الله تبارك وتعالى وينال من الثواب فعليه أن يقوم بحصر بسيط لخصوماته ومشاحناته ومن يكره، ويضع خطة لكي يكون هذا الشهر الفضيل للتجاوز والعفو والمسامحة.
وأشار الدكتور علي جمعة إلى أن رمضان ليس مجالاً لصلة الرحم فقط بل أيضا لصلة الجيرة والجيران التي نبه عليها الرسول الكريم بقوله حتى ظننت أنه سيورثه، محذراً من الفجر في الخصومة والإعراض بين المتخاصمين، مشدداً على أن الهجر بدعة شركية.
هل يقبل الصوم ممن عليه قضاء من العام الماضي؟
بينت دار الإفتاء المصرية، خلال إجابتها عن سؤال: “هل يقبل الصوم ممن عليه قضاء من العام الماضي؟”، أن من دخل عليه رمضان قبل قضاء ما عليه، فعليه أن يصوم شهر رمضان الحاضر، ثم يبادر بعد ذلك بقضاء ما عليه، ولا تلزمه الفدية.
وقال الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، إن هناك علاقة وطيدة ومتينة بين القرآن وشهر رمضان؛ فمن خصائص شهر رمضان نزول أول آيات القرآن الكريم في يوم من أيام شهر رمضان وفي ليلة مباركة هي ليلة القدرعلى النبي الرؤوف الرحيم في هذا الشهر العظيم، وهكذا شهد شهر رمضان المبارك اتصال السماء بالأرض، وتنزَّل أمين الوحي بالنور والكتاب المبين، ليبزغ فجر الإسلام والإيمان بالله رب العالمين.
جاء ذلك خلال لقائه الرمضاني اليومي في برنامج "كُتب عليكم الصيام" مع الإعلامي حمدي رزق، الذي عُرض على فضائية صدى البلد، اليوم، مضيفًا فضيلته ومن تلك اللحظة ارتبط القرآن الكريم ارتباطًا وثيقًا بشهر رمضان ليصبح شهر القرآن، فعن ابن عباس قال: ((كان رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- أجود الناس وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل وكان يلقاه في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن، فلرسول الله -صلى الله عليه وسلم- أجود بالخير من الريح المرسلة)).
ولفت مفتي الجمهورية إلى أهمية تهذيب النفوس في شهر رمضان فقال إن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ركز طوال فترة العهد المكي على الإيمان الداخلي للمسلمين وتهذيب نفوسهم فكانت تمهيدًا للعهد المدني الذي شهد نزول التشريعات وخاصة بعد استقرار الدولة، فكان عند الصحابة تشوف واقتناع بالامتثال للأحكام نتيجة البناء الجيد لهم كالامتثال عن التوقف والامتناع عن شرب الخمر دون أي إلزام أو إجبار ولكن كان نتيجة قناعات داخلية.
وعن كيفية نزول القرآن، قال المفتي إن القرآن الكريم نـزل في ليلة القدر جملة واحدة من اللوح المحفوظ إلى بيت العزة في السماء الدنيا ثم نـزل بعد ذلك مُنَجمًا على رسول الله صلى الله عليه وسلم، حسب الظروف ومقتضيات الأحوال على مدى فترة رسالته صلى الله عليه وسلم.
وتطرق إلى رهبة نزول الوحي وما كان يحدثه على جسد الرسول الكريم، مشيرًا إلى أن المفتين مبلغون عن الله وعن النبي لذا كان كثيرًا من العلماء والمفتين الكبار على مر العصور يهابون الإفتاء كالإمام مالك وغيره، فقد سُئل رحمه الله عن مسألة فقال: لا أدري، فقيل له: إنها مسألة خفيفة سهلة، فغضب وقال: ليس في العلم شيء خفيف، ألم تسمع قوله جل ثناؤه: {إنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلاً ثَقِيلاً} [المزمل: 5].
واستعرض مفتي الجمهورية جانبًا من شروط ومؤهلات المفتي، موضحًا أن المفتين المعتمدين المعاصرين مبتلون بالإفتاء، وأن هناك حالات يجب أن يصمتوا فيها، فضلًا عن ضرورة الرجوع للمختصين في مجالهم، مشيرًا إلى أن الدار قد تستغرق وقتًا طويلًا في البحث في بعض القضايا كالفوركس مثلًا وغيرها.
وفي رده على أسئلة المشاهدين والمتابعين قال فضيلته ردًا على سؤال يستفسر عن “حكم حرق أوراق المصحف القديمة”: يجوز حرق هذه الأوراق أو دفنها في مكان بعيد عن وطء الأقدام؛ إذا كانت عرضة للامتهان، مشيرًا فضيلته إلى أن شيخه قديمًا كان يأمرهم بعد الانتقال من آية إلى أخرى على اللوح الخشبي المخصص لكتابة الآيات بغسلها بماء نظيف تقديسًا للقرآن.