تنأى الصين بنفسها بهدوء عن الاقتصاد الروسي المتضرر من العقوبات، وذلك أن الدولتين أعلنتا الشهر الماضي، قبل أن تعلن موسكو عن حربها على كييف، أن صداقتهما "لا حدود لها"، وفق ما ذكرت شبكة سي إن إن.
الآن بعد أن مرَّ على الحرب شهر، ومع تعرض الاقتصاد الروسي للعقوبات من جميع أنحاء العالم، قالت شبكة سي إن إن، إن هناك أدلة مُتزايدة على أن رغبة الصين وقدرتها على مساعدة جارتها الشمالية قد تكون محدودة.
ورفضت بكين إدانة هجوم روسيا على أوكرانيا لكنها تريد تجنب التأثر بالعقوبات التي نددت بها مرارا باعتبارها وسيلة غير فعالة لحل الأزمة.
قال وزير الخارجية الصيني وانج يي خلال اتصال هاتفي مع نظيره الإسباني: “الصين ليست طرفًا في أزمة "أوكرانيا”، ولا تريد أن تؤثر العقوبات على الصين" .
كما أعربت بكين عن دعمها الكامل للتعليقات التي أدلى بها في وقت سابق سفير الصين لدى أوكرانيا.
ونقل عن السفير فان شيان رونج قوله في بيان صحفي صادر عن حكومة لفيف الإقليمية "الصين لن تهاجم أوكرانيا أبدًا. سنساعد ، خاصة اقتصاديًا".
وساهم في تراجع الصين، المخاوف من أن تتعرض الشركات الصينية تواجه عقوبات أمريكية بسبب العلاقات مع روسيا .
انعكس هذا التراجع يوم الأربعاء الماضي، عندما وعدت بكين بأنها ستتبع سياسات لتعزيز اقتصادها المتعثر والحفاظ على استقرار الأسواق المالية.
قال مسؤولون أمريكيون لشبكة سي إن إن، إن لديهم معلومات تشير إلى أن الصين أبدت بعض الانفتاح على تزويد روسيا بالمساعدة العسكرية والمالية المطلوبة، لكن رفضت الصين ذلك ووصفته بأنه "معلومات مضللة".
يقول المحللون إن الصين تحاول تحقيق "توازن دقيق" بين دعم روسيا خطابيًا ولكن دون مزيد من العداء للولايات المتحدة.
تشترك بكين وموسكو في مصلحة إستراتيجية في تحدي الغرب، ومع ذلك ، لا تستطيع البنوك الصينية تحمل خسارة الوصول إلى الدولار الأمريكي، ولا تستطيع العديد من الصناعات الصينية أن تحرم من التكنولوجيا الأمريكية.
في حين أن الصين هي الشريك التجاري الأول لروسيا ، فإن بكين لديها أولويات أخرى.
شكلت التجارة بين البلدين 2٪ فقط من إجمالي حجم التجارة الصينية، بينما لديها مع الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة حصص أكبر بكثير ، وفقًا لإحصاءات الجمارك الصينية للعام الماضي.