ضمن التواصل مع الأشقاء داخل القارة الإفريقية والدعم المتبادل، استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم، الرئيس بول كاجامي، رئيس جمهورية رواندا، حيث أقيمت مراسم الاستقبال الرسمي وتم استعراض حرس الشرف وعزف السلامين الوطنيين.
علاقات قوية بين مصر ورواندا
وأعرب الرئيس السيسي - عن التقدير للعلاقات التاريخية المشتركة بين البلدين الشقيقين، مؤكدًا حرص مصر على ترسيخ التعاون الاستراتيجي مع رواندا في شتى المجالات، خاصةً على المستوى الاقتصادي والتجاري والأمني والعسكري، بالإضافة إلى الترتيب لعقد اللجنة المشتركة بين البلدين في أقرب وقت ممكن، وكذا تعزيز التنسيق والتشاور وتبادل وجهات النظر بين الجانبين في إطار الاتحاد الأفريقي.
من جانبه؛ أعرب الرئيس كاجامي عن تقدير بلاده الكبير لعلاقاتها التاريخية الممتدة والمتميزة مع مصر، مؤكدًا حرص رواندا على تطوير تلك العلاقات في مختلف المجالات، لا سيما التعاون التجاري والاقتصادي، فضلًا عن اهتمام بلاده بتعظيم الدعم الفني الذي تقدمه مصر للكوادر الرواندية في مجالات بناء القدرات، وكذا الحصول على دعم الشركات المصرية العاملة في مجال البنية التحتية، خاصةً في ضوء الأجندة التنموية الطموحة التي تسعى رواندا لتنفيذها.
كما أشاد الرئيس الرواندي بالدور المحوري الذي تضطلع به مصر إقليميًا على صعيد صون السلم والأمن، مشيدًا في هذا الصدد بالمواقف المصرية الهادفة إلى تحقيق الاستقرار في منطقة البحيرات العظمى وشرق أفريقيا وحوض النيل، والتي انعكست على الدعم المصري الكبير لحل القضايا العالقة في هذا الإطار خلال المرحلة الماضية، فضلًا عن الدور المصري المؤثر داخل أروقة الاتحاد الأفريقي، خاصةً في ضوء ثقلها التاريخي سياسيًا واقتصاديًا بالقارة.
ملف سد النهضة يتصدر المباحثات
اللقاء تطرق إلى التباحث حول آخر التطورات الإقليمية ذات الاهتمام المتبادل، خاصةً فيما يتعلق بقضية سد النهضة، حيث تم التوافق على تكثيف التنسيق بين البلدين خلال الفترة المقبلة بشأن هذه القضية الحساسة والحيوية.
وقد أكد الرئيس السيسي في هذا الصدد ضرورة التوصل لاتفاق قانوني ملزم حول ملء وتشغيل سد النهضة في إطار زمني مناسب، بما يعزز من الأمن والاستقرار الإقليمي، وذلك استنادًا إلى قواعد القانون الدولي ومقررات مجلس الأمن.
كما تم استعراض سبل تحقيق التكامل الاقتصادي والتنموي بين دول حوض النيل، حيث تم التوافق حول أهمية الانخراط في حوار بنّاء وفعال من أجل تعزيز التعاون الاستراتيجي بين دول حوض النيل بهدف دفع المصالح ومواجهة التحديات المشتركة وتحقيق التنمية الشاملة لجميع شعوب المنطقة.
وتعد العلاقات المصرية الرواندية متميزة في جميع المجالات، سواء كانت الاقتصادية والسياسية والثقافية والتنموية، ويجمع بني البلدين روابط واهتمامات مشتركة على المنطقة، كما أنهم يشتركوا في عضويتهما في عدد من المنظمات والتجمعات الإقليمية، ومنها: تجمع الكوميسا ومبادرة النبياد والاتحاد الأفريقي ومبادرة حوض النيل.
مصر وتعاون متواصل مع رواندا
وكان الرئيس السيسى أول رئيس يستقبل الرئيس الرواندي بول كاجامي قبيل تنصيبه رسميًا بعد فوزه بفترة رئاسة ثالثة في انتخابات الرئاسة الرواندية، كما كان الرئيس السيسي حينها- من أوائل المهنئين بفوزه.
وسبق وأعلنت قيادتا البلدين في أكثر من مناسبة وخلال اللقاءات العديدة التي جمعتهما في المحافل الإقليمية والدولية أو خلال الزيارات الرئاسية الرسمية المتبادلة، الاتفاق على ضرورة دعم وتعزيز العلاقات الثنائية بصورة قوية، خاصة فى ظل توجه الدبلوماسية المصرية نحو استعادة علاقاتها القوية مع أفريقيا.
وفي هذا الصدد، قال السفير صلاح حليمة، المفكر السياسي والدبلوماسي، إن العلاقات المصرية والإفريقية لها أهمية كبيرة في سياسة مصر الخارجية، وهي ضاربة بجذورها في التاريخ، وبدأت هذه العلاقات في عهد الرئيس الراحل جمال عبدالناصر وتطورت بشكل كبير في عهد الرئيس السيسي، وهي لا تقتصر على الجانب السياسي إنما تشمل أيضا الجانب الاقتصادي والاجتماعي.
وأضاف حليمة - خلال تصريحات لـ"صدى البلد"، أن العلاقات المصرية الإفريقية تطورت في عهد الرئيس السيسي بشدة، من حيث زيادة الاستثمارات ومشروعات البنية التحتية، وحجم الاستثمارات في القطاعات الإنتاجية المختلفة، مما ساعد على تنمية الحركة التجارية بين الدول الإفريقية.
مصر ومساندة واستقلال رواندا
وأشار حليمة - إلى أن مصر ساندت رواندا في مرحلة الستينات حتى حصلت على الاستقلال، ودعمتها في العديد من المحافل الدولية.
ولفت أن رواندا تتعامل مع مصر، كدولة لها علاقات عديدة وتأثير كبير مع العديد من الدول على مستوى القارة.