كلمنى وإيدك وراك

كلمها وإيدك وراك.. بهذه الجملة التي قالها الرئيس عبد الفتاح السيسى فى تكريم عدد  من المصريات مؤخرا تذكرت بل استرجعت مرحلة من المراحل فى الكتابة التي كنت أعد خلالها لأحد مؤلفاتى عن المرأة ومشاكلها فى المحاكم بعد أن تطوى صفحة معيشتها مع زوجها. 

أكاد أجزم أنني تخيلت نفسى في بلد لا تعرف شيئا عن ألف باء معاملة الزوج لمرحلة ما بعد الانفصال.  سمعت العجب العجاب ورأيت بعين رأسى أشخاص وشخصيات من الصعب أن تستوعب بعقلك البشرى أنهم من هذا الكون وهذه الدنيا؛  وكى أكون موضوعية ومنصفة فلابد أن أقول اننى التقيت برجال ظلمتهم زوجاتهم واستكملت ظلمها بحرمانه من أبنائه؛ بكا أمامي رجل من جبروت زوجته التى حرمته من رؤية ابنه الوحيد وبأنها تتفنن فى التهرب من تنفيذ حكم الرؤية .وحكى لى آخر بأنه تزوج بعد أن طلق زوجته التى خلعته مع اعترافه بأنه خانها وإلحاحه عليها بأن تسامحه وتعطيه فرصة جديدة لإستكمال حياتهما معا إلا أنها أصرت على موقفها وحصلت على الطلاق بطلبها الخلع؛ يحكى وهو حزينا فيقول إنها تعاقبه على زواجه بحرمانه من التواصل مع أولاده ولاحتى رؤيتهم.ومن أغرب المواقف التى أحزنتنى رجلا مسنا ترجانى وهو يبكى ويشدنى بقوة كى اذهب معه إلى زوجته التى تنتظر فى ركن من أركان محكمة الأسرة طالبة الخلع؛ فقد طلب منى أن اقنعها بالتراجع عن هذه القضية وبأنه سينفذ لها كل مطالبها وسيكتب لها البيت باسمها ولن يعطى أولاده من زوجته الأولى أى شيء.

أيام طويلة اقتربت من شهر وأنا أسمع وأكتب وأتعجب مما وصل إليه حالنا وعندما استكملت مجموعتى القصصية وخرجت للضوء كنت شبه مدمرة نفسيا من هول هذه المرحلة ووقعها الحزين على قلبى وقلمي. و الآن شاهدت الرئيس وهو يطلب بالرفق فى معاملة النساء بل انه يطلب بأن يكون الحديث معهن باحترام لدرجة أن تكون يد الرجل وراء ظهره وهو يحدث المؤنسات الغاليات؛ واستنكر الرئيس وانتقد بشدة حديث بعض الرجال عن استخدام الضرب كوسيلة للتعامل مع النساء لتأديبهن على حد ما يطلب الرجال، استنكار الرئيس وتأففه من سلوك البعض يدل على إنسانية الرئيس وإيمانه بأهمية المعاملة الحسنة للمرأة التى أنزل الله من السماء العلى على نبيه والمسلمين كافة سورة باسمها إلا وهى سورة النساء.  الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم أوصى بالنساء خيرا وعامل زوجاته برفق وحب وتدليل؛  ولنا في ذلك ما ذكرته السيدة عائشة رضي الله عنها عن سلوكه وتعامله لها وأيضا عمره الذى قضاه مع السيدة خديجة وتكريمه لذكراها بعد وفاتها بالترحيب بأى ممن كانت تربطها بهم صلة رحمها الله . المرأة المصرية مشهود لها بالمثالية فى كل شىء مع أن شهادتى مجروحة إلا أن الواقع سينصفنى وينصفها،  المرأة المصرية انعكاس لمرحلة جديدة في المجتمع أصبحت فيها وسائل الاتصال والتواصل الإجتماعي تشكل وتغير الكثير من المفاهيم والموروثات مما جعل القيم والثوابت المتوارثة في مرحلة توابع الزلزال والتى أن لم نسرع الخطى فى تحصين وتدعيم أركان بيوتنا فإن القادم لا يحمل من الخير الكثير.  الأمر لا يحتاج لمجرد أن تضع يدك وراء ظهرك  وقت الحديث ولكن الكثير والكثير حتى يتم إنقاذ مايمكن إنقاذه.