الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

بعد اتصال زيلينسكي بالرئيس السيسي.. ماذا فعلت مصر لإنهاء الأزمة الروسية الأوكرانية؟

الرئيس عبد الفتاح
الرئيس عبد الفتاح السيسي ونظيرة الأوكراني

ما زالت الأزمة الروسية الأوكرانية تلقي بظلالها على العالم وخاصة القارة الأوروبية التي تعاني من تبعات الحرب على جميع المستويات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، حيث ظلت القارة في حالة من الاستقرار لسنوات عديدة حتى أتت الحرب التي نزعت الاستقرار من القارة العجوز وتسببت في حالة هلع بين قادتها.

ومنذ اندلاع الحرب قامت الدول الأوروبية بفرض العديد من العقوبات الاقتصادية على روسيا ومعهم الولايات المتحدة التي منعت استيراد النفط والغاز الروسيين، وهي الخطوة التي تعد الأقوى والأخطر منذ بدء الحرب والتي ساهمت في رفع الأسعار العالمية من النفط والغاز وزيادة التضخم العالمي بشكل كبير.

وفي المقابل قامت روسيا بفرض عقوبات على العديد من الشخصيات الأمريكية والأوروبية منهم الرئيس الأمريكي جو بايدن ووزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن وبعض النواب في الكونجرس.

وتزامنا مع حرب العقوبات الاقتصادية تستكمل القوات الروسية عمليتها العسكرية في الأراضي الأوكرانية، حيث تقدم الجيش الروسي حتى أصبح على مشارف العاصمة الأوكرانية كييف ومحاصرتها من جميع الاتجاهات، مع الاستيلاء على العديد من المدن الأوكرانية مثل مدينة خاركيف.

ولم تكتف دول الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة بالعقوبات الاقتصادية فقط، بل تقوم بدعم الجيش الأوكراني بالأسلحة والذخائر والوقود للوقوف أمام الجيش الروسي، وذلك بالإضافة إلى الدعم السياسي في المحافل والمنظمات الدولية.

وفي ظل كل هذه الأوضاع المتوترة في العالم وتصاعد الأزمة بين روسيا من ناحية وأوكرانيا والغرب من الناحية الأخرى، لن يغيب الدور المصري عن الساحة بل كان له تواجد كبير حيث تعد مصر أكبر دول منطقة الشرق الأوسط وأكثرها تواجدا على الساحة الدولية بعلاقاتها المتشعبة وتعاونها الكبير بين الدول الأوروبية والآسيوية.

ومنذ اليوم الأول للحرب، كانت الدولة المصرية تراقب الوضع بقلق بالغ خاصة أثر الأزمة الاقتصادية التي ضربت العالم نتيجة للحرب القائمة، لذلك كان يجب على القاهرة أن تتحرك تجاه تسوية النزاعات، داعية إلى إحلال السلام والأمن والاستقرار في العالم.

وفيما يلي يستعرض "صدى البلد" أهم المواقف المصرية تجاه الأزمة الروسية الأوكرانية..

اتصال الرئيس الأوكراني بالرئيس السيسي

تلقي الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم، اتصالاً هاتفياً من الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، حيث أحاط الرئيس الأوكراني الرئيس السيسي بآخر التطورات على الساحة الأوكرانية في إطار الأزمة الحالية، وكذلك مستجدات مسار المفاوضات.

ومن جانبه، شدد الرئيس السيسي على ضرورة تغليب لغة الحوار والحلول الدبلوماسية مؤكداً دعم مصر لكافة المساعي التي من شأنها سرعة تسوية الأزمة سياسياً من خلال المباحثات ومسار المفاوضات.

كما أكد على متابعة مصر بقلق واهتمام بالغين للتطورات الميدانية المتلاحقة وما ينجم عنها من تفاقم الأوضاع الإنسانية، معربًا عن التقدير للإجراءات التي اتخذها الجانب الأوكراني لتيسير خروج المواطنين المصريين من المنافذ الأوكرانية، وضمان سلامتهم وأمنهم.

وأعرب زيلينسكي عن خالص التقدير والامتنان لما قامت به مصر من جهود لمواصلة استضافة السائحين الأوكرانيين في المنتجعات السياحية بمصر، وتقديم كافة سبل العون لهم منذ اندلاع الأزمة، وكذلك تيسير إجراءات عودتهم الى الدول المجاورة لأوكرانيا.

اتصال وزير الخارجية الأوكراني بسامح شكري

وفي وقت آخر من اليوم، تلقي وزير الخارخجية سامح شكري اتصالا هاتفيا من نظيرة الأوكراني ديميترو كوليبا، تناول مجريات الأزمة الأوكرانية الجارية والصراع العسكري الدائر، حيث أطلعه الوزير الأوكراني على آخر التطورات والأوضاع على الصعيدين الميداني والإنساني، فضلاً عن مسار المفاوضات.

من جانبه، أكد شكري على أهمية العمل نحو حقن الدماء، مع التأكيد على ضرورة بذل الجهود وتناول جميع السبل المؤدية إلى التهدئة وتحقيق حل سلمي للنزاع، مشيراً في هذا الإطار إلى اهتمام مصر ببذل جميع الجهود من أجل تحقيق ذلك. 

وأحاط سامح شكري نظيره الأوكراني بتناول القضية من خلال الاجتماع الطارئ الذي عقدته جامعة الدول العربية ومجموعة الاتصال المنبثقة عن الجامعة، وتناولا سبل تفعيلها.

مساعدة مصر للسائحين الأوكرانيين

ومنذ قيام الحرب، أعلنت مصر تسيير رحلات طيران على نفقتها لنقل السائحين الأوكرانيين الذين علقوا في مصر منذ بدء العمليات العسكرية الروسية في أوكرانيا إلى دول الجوار الأوكراني.

كما كشفت الحكومة أنه تم نقل أكثر من 4 آلاف سائح أوكراني، كما يتم تباعا الاستمرار في تسيير الرحلات الجوية لتخفيف المعاناة عن السائحين الأوكرانيين. 

وأوضحت الحكومة خلال بيان صادر عن مجلس الوزراء، أن ذلك يأتي في إطار حرص مصر على تقديم أوجه الرعاية الممكنة لرعايا الدول الأجنبية القادمين إلى مصر للأغراض السياحية، وفي ظل الأحداث الجارية حاليا في الأزمة الروسية الأوكرانية، حيث تواصل الحكومة المصرية تقديم ما يلزم من مساعدات ودعم للسائحين الأوكرانيين، الذين انتهت فترات البرامج السياحية لهم في مصر.

وأكد البيان أن أوجه الدعم التي قدمتها الحكومة المصرية تتمثل في مد فترة إقامة السائحين الأوكرانيين الذين انتهت فترة إقامتهم بمصر في نفس الفنادق، المقيمين فيها وتحمل تكلفة الإقامة.

وأضاف أنه تم كذلك التوافق على تسيير رحلات من شركتي مصر للطيران وإير كايرو لنقل السائحين الأوكرانيين إلى دول الجوار الأوكراني على أن تتحمل الدولة المصرية تكلفة الرحلات الجوية على غرار تحمل تكلفة مدة الإقامة.

دعوة مصر لاجتماع طارئ للجامعة العربية

عقدت جامعة الدول العربية اجتماعا طارئا على مستوى المندوبين الدائمين بالقاهرة بدعوة من مصر، وذلك لبحث آخر تطورات الأزمة الروسية الأوكرانية، في ظل التداعيات السلبية التي خلفتها الحرب على الاقتصاد العالمي والذي تأثره منه بالتبعية الاقتصاديات العربية.

بيان مصر في الأمم المتحدة

أوضحت مصر موقفها من الأزمة الروسية الأوكرانية خلال كلمتها في اجتماع الأمم المتحدة، 2 مارس الجاري، حيث أصدرت وزارة الخارجية بيانا توضيحيا لموقفها، ونص على الآتي:

أنه وتعقيبا على القرار الذي تم اعتماده، صوتت مصر لصالحه انطلاقا من إيمانها الراسخ بقواعد القانون الدولي ومبادئ ومقاصد ميثاق الأمم المتحدة.

وأوضح البيان أن البحث عن حل سياسي سريع لإنهاء الأزمة عبر الحوار وبالطرق السلمية ومن خلال دبلوماسية نشطة، يجب أن يظل نصب أعيننا جميعا، والهدف الأساسي للمجتمع الدولي بأسره في التعامل مع الأزمة الراهنة، ومن ثم يتعين إتاحة الحيز السياسي الكفيل بتحقيق ذلك الهدف الأساسي".

وأضاف أن مصر تؤكد أنه لا ينبغي أن يتم غض الطرف عن بحث جذور ومسببات الأزمة الراهنة والتعامل معها بما يضمن نزع فتيل الأزمة وتحقيق الأمان والاستقرار".

وأكد على رفض مصر منهج توظيف العقوبات الاقتصادية خارج إطار آليات النظام الدولي متعددة الأطراف من منطلق التجارب السابقة، والتي كانت لها آثارها الإنسانية السلبية البالغة، وما أفضت إليه من تفاقم معاناة المدنيين طوال العقود الماضية.

وشددت القاهرة خلال البيان على أنه من الواجب أن تتحلى كل الأطراف بالمسؤولية الواجبة، لضمان تدفق المساعدات الإنسانية لكل محتاج، دون أي تمييز مع كفالة مرور المقيمين الأجانب بانسياب عبر الحدود، حيث وردت بعض التقارير عن معاملات تمييزية.

وجددت مصر التحذير من مغبة الآثار الاقتصادية والاجتماعية للأزمة الراهنة على الاقتصاد العالمي برمته، والذي لا يزال يعاني من تداعيات جائحة كورونا.

وفي ختام البيان، أكدت مصر أن فعالية ومصداقية قدرة آليات العمل الدولي متعدد الأطراف في مواجهة التحديات والأزمات المتلاحقة، إنما يعتمد على تناول كافة الأزمات الدولية، وفقا لمعايير واحدة وثابتة ومتسقة مع مبادئ الميثاق ومقاصده دون أن تمر عقود تم خلالها تكريس الأمر الواقع والمعاناة الإنسانية.