دعاء خواتيم سورة البقرة .. يغفل عن فضل دعاء خواتيم سورة البقرة قبل النوم، خاصة في هذه الأيام المباركة من أواخر شهر شعبان 2022، واستقبال شهر رمضان المعظم لعام 1443هـ، حيث من المقرر وفق الحسابات الفلكية أن يتزامن بداية شهر رمضان 2022 مع اليوم الثاني من إبريل المقبل.
وفيما يلي نرصد أبرز الفوائد والأسرار المتعلقة بـ دعاء خواتيم سورة البقرة، وفضل ترديده قبل النوم.
دعاء خواتيم سورة البقرة
الدعاء عبادة عظيمة يغفل عنها خاصة في أوقات الليل المتأخرة أو ما يعرف بالثلث الأخير أو جوف الليل، أو المسمى المشهور بـ قيام الليل، ومع ثبوت الأحاديث في فضل الدعاء خاصة في أوقات الغفلة من الليل أو من الشهور كشهر شعبان الذي أخبر النبي بأنه شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان، يتسابق الكثيرون في أواخر هذا الشهر في الطاعة استعداداً وتدريباً على استقبال ليالي شهر رمضان.
والدعاء كما هو ثابت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم هو العبادة، لذا يجدر بكل مسلمٍ أن يرفع أكف الضراعة لله تبارك وتعالى خاصة في هذا الوقت من الليل داعياً ومستغفراً وسائلاً، فلن يرد بإذن الله له طلب ولن يخيب له رجاء فكيف ذلك ونحن في ساعة ينزل الرحمن إلى السماء الدنيا فينادي عباده حتى يؤذن للفجر.
ولعل أعظم الدعاء الذي يستجاب للمسلم به في هذا الوقت ما ورد في كتاب الله تبارك وتعالى وسنة رسوله لذا فداوم على هاتين الآيتين وما ورد فيهما من دعاء يعرف بـ دعاء خواتيم سورة البقرة يقول المولى عزوجل في خواتيم سورة البقرة:" لِّلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ۗ وَإِن تُبْدُوا مَا فِي أَنفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُم بِهِ اللَّهُ ۖ فَيَغْفِرُ لِمَن يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَن يَشَاءُ ۗ وَاللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ . آَمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آَمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ * لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلَانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ" [البقرة: 284، 286].
دعاء خواتيم سورة البقرة
وسورة البقرة هي السورة الوحيدة التي ورد في فضل قراءتها وليست هناك سورة مثلها، وقد ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم في فضل قراءة سورة البقرة “أخذها بركة وتركها حسرة”.
كما ورد بها أحاديث كثيرة ومنها أيضاً قوله صلى الله عليه وسلم: " إن الله ختم سورة البقرة بآيتين أعطانيهما من كنزه الذي تحت العرش فتعلموها وعلموها نساءكم وأبناءكم فإنهما صلاة وقراءة ودعاء".
كما ورد أنها بركة شاملة لكل ما يخص قارئها، لكن ما هي البركة المقصود، فالبركة تعود على ماله وأولاده وصحته ووقته وأمور دينه ودنياه، فالسعادة والشفاء سببها تلك البركة من عدمها ، والمقصود بالبركة: الزيادة من الخير والكرامة والنماء والمنفعة العظيمة، وقيل : التطهير والتزكية.. فهذا هو معنى البركة كما فسرها به غير واحد من أهل العلم.
وقد وجه كثير من العلماء إلى فضل قراءة آخر آيتين من سورة البقرة، فقد قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم «الآيَتَانِ مِنْ آخِرِ سُورَةِ البَقَرَةِ، مَنْ قَرَأَهُمَا فِي لَيْلَةٍ كَفَتَاهُ».
وتعني كلمة «كَفَتَاهُ» تحتمل معانيَ كثيرة، فمِن العلماء مَنْ يقول: «إنها تعني أن الآيتين تجزئان عن قيام الليل»، وبعضهم يقول: «تجزئان عن قراءة القرآن بشكل عامٍّ في هذه الليلة»، وآخرون يقولون: "إنهما تكفيان من كل سوء".
يقول الدكتور مختار مرزوق العميد السابق لكلية أصول الدين جامعة الأزهر فرع أسيوط، وعضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، إن معنى الحديث يحقق 7 فوائد هي:"آجزاتا عنه من قيام الليل، وقيل آجزاتا عنه قراءة القرآن مطلقا سواء كان داخل الصلاة أم خارجها، وأيضا فيما يتعلق بالاعتقاد لما اشتملتا عليه من الإيمان.
ويكمل:" كفتاه من كل سوء، وكفتاه من شر الشياطين، ودفعتا عنه شر الجن والإنس، وكفتاه ما حصل بسببهما من الثواب عن طلب شيء آخر".
دعاء خواتيم سورة البقرة
ويؤكد مجمع البحوث الإسلامية، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أوصى بقراءة الآيتين الأخيرتين من سورة البقرة قبل النوم، حيث تكفي قارئها من قيام الليل، أو من الشيطان أو الآفات والسوء.
ودلل «البحوث الإسلامية» عبر صفحته على «فيس بوك»، بما روي أن رَسُول اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَال: «مَنْ قَرَأَ بِالْآيَتَيْنِ مِنْ آخِرِ سُورَةِ البَقَرَةِ فِي لَيْلَةٍ كَفَتَاهُ»، موضحًا أن قوله -صلى الله عليه وسلم- «كَفَتَاهُ»، ورد في تفسيرها ثلاثة أقوال، أولها أنها تُغني قارئها وتُجزؤه عن قيام الليل.
وأضاف أن المعنى الثاني لقوله -صلى الله عليه وسلم- «كَفَتَاهُ»، أي كفتاه شر الشيطان ووساوسه، والقول الثالث هو أن قراءة الآيتين الآخيرتين من سورة البقرة تدفع عن الإنسان كل سوء وتحميه من الآفات، منوهًا بأنه يمكن القول بأن كفتاه أي من قيام الليل، أو من الشيطان أو الآفات والسوء.
كما أن هناك 6 فوائد عظيمة للبيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة، منها:
1- سورة البقرة تقي من السحر والحسد في البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة تهجره الشياطين الذين هم مصدر أعمال السحر والأذى للناس، وجاء في حديث شريف: «فإنّ أخذها بركة، وتركها حسرة، ولا تستطيعها البطلة»؛ فالحديث يتضمن آثار الأخذ بسورة البقرة وقراءتها والتمسك بأحكامها، حيث تحل البركة في المال والأهل والولد، كما تدفع عن المسلم الحسرة بسبب ضياع أحد أسباب الحفظ والوقاية والتفريط بها، وكذلك لا تتمكن من اختراق هذه السورة العظيمة وبركاتها وآثارها الطيبة جموع السحرة المبطلين الذين يستعينون بالشياطين من أجل تحقيق مآربهم لإفساد بيوت المسلمين بأعمال السحر والشعوذة .
2- تنير بيت المسلم حيث تمنع عنه صفة القبورية التي تحل بالبيوت التي تهجر فيها قراءة القرآن الكريم؛ فعن أبي هريرة - رضي الله عنه- أنَّ رسولَ الله - صلّى الله عليه وسلّم- قالَ: «لا تَجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ مَقابِر فإنَّ الشَّيْطَانَ يَنْفِرُ مِنَ البَيْتِ الَّذِي تُقْرَأُ فيهِ سُورَةُ البَقَرَةِ».
3- تشفع لأصحابها يوم القيامة وترفع من شأن المؤمن في الدنيا، كما صوّر النبي -عليه الصلاة والسلام- في الحديث الصحيح كيف تأتي الزهراوان وهما: سورتا البقرة وآل عمران يوم القيامة كأنهما غمامتان تظلان صاحبهما وتحاجان عنه يوم القيامة.
4- تشتمل على أحكام تهم المسلمين فقد جاءت في سورة البقرة أحكام الطلاق والعدة والوصية وأحكام البيع والشهادة والرهن وتحريم الربا، ولذلك تسمى سورة البقرة عند علماء المسلمين بأنها فسطاط المسلمين لمكانتها في الفقه والشريعة الإسلامية.
5- تشتمل على أعظم آية في كتاب الله -تعالى- وهي آية الكرسي، والتي من فضائلها أنها تحفظ المسلم عندما يقرؤها قبل نومه، وكذلك فضل قراءتها دبر كل صلاة وفي ذلك جاء قوله -عليه الصلاة والسلام-: «مَنْ قَرَأَ آيَةَ الْكُرْسِيِّ فِي دُبُرِ كُلِّ صَلَاةٍ مَكْتُوبَةٍ لَمْ يَمْنَعْهُ مِنْ دُخُولِ الْجَنَّةِ إِلَّا أَنْ يَمُوتَ»، [صحيح بخاري].
6- كما أنّ آخر آيتين من آيات سورة البقرة لهما فضل عظيم، فجاء في الحديث الشريف: «من قرأ بالآيتين من آخر سورة البقرة في ليلة كفتاه»، [حديث صحيح].
أفضل أوقاتُ لـ صلاة قيام اللّيل
يبدأ وقت قيام اللّيل بعدَ الانتهاء من أداء صلاة العشاء إلى طلوع الفجر الثّاني، أما أفضل أوقاته فالثّلث الأخير من اللّيل وذلك لما يأتي:
1- قول النّبي -عليه الصّلاة والسّلام-: « أحَبُّ الصّلاة إلى الله صلاة داود عليه السّلام، وأحَبُّ الصّيام إلى الله صيام داود، وكان ينام نصف اللّيل، ويقوم ثلثه، وينام سدسه، ويصوم يومًا ويُفطر يومًا»، يعني ذلك أنّه كان يُصلّي السُّدس الرّابع والسُّدس الخامس، وإذا قام ففي الثُّلُث الأخير لما في ذلك من فضلٍ عظيم؛ لأنّ الله تعالى يَنزل إلى السّماء الدّنيا في هذا الجزء من اللّيل.
2- روى النَّسائي من حَديث أَبي ذرّ - رضي الله عنه - قوله: «سَألتُ النَّبيَّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - أَيُّ اللَّيل خَير؟ قَال: خَير اللَّيلِ جَوفُه»، روى ابن المُلقن عن أَبِي مُسلِمٍ أنه قَالَ: «قلتُ لأبي ذَر: أَيُّ قيام اللَّيل أَفضَل؟ قَال: سَألتُ النّبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم كما سَأَلتَنِي، فقَال: جَوْفُ اللَّيلِ الغَابِرُ أَو نِصفُ اللَّيل، وقَليلٌ فاعِلُهُ».
كيفيّة قيام اللّيل
قيامُ اللّيل بالصّلاة: يُستحبُ أن تُبدأَ صلاة قيام اللّيل بركعتين خفيفتين ثم تُكمَّل الصّلاة ركعتين ركعتين لما ورد عن رسول الله -عليه الصّلاة والسّلام- من حديث ابن عمر - رضي الله عنهما- قال: (صلاةُ الليلِ مَثْنى مَثْنى، فإذا رأيتَ أنَّ الصبحَ يُدركُك فأَوتِرْ بواحدةٍ، فقيل لابنِ عمرَ: ما مَثْنَى مَثْنَى؟ قال: أن تُسلِّمَ في كلِّ ركعتَينِ).
قِيامُ اللّيل بالذِّكر: من أراد أن يُقيم ليلهُ بذكر الله وتحميده، وتسبيحه، والصَّلاة على رسوله، وقراءة القرآن، ومُذاكرة أحاديث المُصطفى - عليه الصّلاة والسّلام- فله ذلك، ويُحسب من الذّاكرين، ويُؤجر على قِيامه وذكره وقراءته.
وذلك لقوله -عليه الصّلاة والسّلام-: (مَنْ قَرَأَ بِالآيَتَيْنِ مِنْ آخر سُورَةِ البَقَرَةِ في لَيْلَةٍ كَفَتَاهُ)، قِيلَ: كَفَتَاهُ مِنْ قِيامِ اللَّيْلِ، قال الحافظ: (وقيل: معناه أجزأتاه فيما تعلّق بالاعتقاد، لِما اشتملتا عليه من الإِيمان والأعمال إجمالًا)، ثم ذكر أقوالًا أخرى، قال: (ويجوز أن يُراد جميع ما تقدّم والله أعلم)، وعن أبي مسعود قوله: (من قرأ خاتمة البقرة أجزأت عنه قيام ليلة).