كيف أتغلب على الوسواس القهري دون طبيب؟.. سؤال ورد إلى دار الإفتاء المصرية من خلال البث المباشر عبر صفحتها الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”، حيث تقول سائلة: أعاني من الوسواس القهري ولا أعلم كيف أتغلب عليه فهل هناك أمور محددة غير الذهاب إلى الطبيب؟
كيف أتغلب على الوسواس القهري دون طبيب؟
وقال الشيخ أحمد وسام أمين الفتوى بدار الإفتاء، إن التغلب على الوسواس القهري يبدأ من خلال تدريب النفس وتعويدها، مشيراً إلى أن الإنسان لو شك في الوضوء من عدمه يرجح الوضوء، وإن شك صلى ثلاث ركعات أم أربعة يبقى أربعة.
وتابع:" يقولون “من وقع في الوسواس يحمل على الأقل”، والمقصود بالأقل هو الذي يرفع عنك الحرج، والأكثر على إنه العمل الأعلى، وذلك لمريض الوسواس القهري فقط، مثال ذلك في السنة، من اشتكى للنبي أنه يخرج منه الريح في الصلاة، فنظر إليه النبي وعلم أنه يعاني مرض الشك، فقال له: لا تنصرف حتى تشم ريحا أو تجد صوت.
وشدد أمين الفتوى على أنه حال فشل الأمر فإننا أمام مشكلة كيمائية تستوجب الذهاب إلى الطبيب لصرف دواء يتغلب به المرء على الخلل الذي يحدث له.
كيفية التخلص من وساوس الشيطان
يشكو الكثير من الناس من الوسوسة التي مصدرها الشيطان، فالكثير من الناس يشكّ في طهارته، وطهارة ثيابه، وطهارة الأشياء المحيطة به، وقد تكون الشكوك في الصلوات، ممّا يجعل العبد يفكّر بأنّ الصلاة من الهموم الثقيلة التي يجب التخلّص منها، وقد تؤدي الوساوس إلى ترك الصلاة بشكلٍ كليٍ، وقد تكون الوسوسة في كلّ العبادات.
والمسلم يجب عليه التخلّص من وساوس الشيطان، ويمكن أن يتحقّق من ذلك بالعديد من الوسائل والطرق، وفيما يأتي بيان البعض منها:
1- اللجوء إلى الله -تعالى- بالدعاء، والابتهال، والتضرّع له بصدقٍ وإخلاصٍ، وطلب الشفاء منه.
2- المداومة على قراءة القرآن الكريم، والحرص على ذكر الله - تعالى- في كلّ الأوقات، ومن ذلك: المحافظة على أذكار الصباح والمساء، وأذكار النوم والاستيقاظ منه، ودعاء دخول المنزل ودعاء الخروج منه، وكذلك دخول بيت الخلاء والخروج منه، والتسمية قبل البدء بالطعام، وحمد الله تعالى بعده.
3- الاستعاذة بالله -عزّ وجلّ- من الشيطان الرجيم ووساوسه، وعدم الالتفات إلى وساوسه، وعدم المضي بوسواسه الخبيثة التي يعرضها على العبد، حيث روى الصحابي أبو هريرة أنّ الرسول - صلّى الله عليه وسلّم- قال: « يأتي الشَّيطانُ أحدَكُم فيقولَ: مَن خلقَ كذا وَكَذا؟ حتَّى يَقولَ لَهُ: مَن خلقَ ربَّكَ؟ فإذا بلغَ ذلِكَ، فليَستَعِذْ باللَّهِ ولينتَهِ».
4- الاشتغال بالعلوم النافعة والمفيدة، واستغلال الأوقات في حضور مجالس العلم واستماعها، وتجنّب مصاحبة أهل السوء والضلال، وكذلك يجب تجنب اعتزال الناس وعدم الاحتكاك والاختلاط بهم .
5- الإكثار من الطاعات والعبادات، والأعمال النافعة التي تقرّب العبد من الله تعالى، والابتعاد عن الأعمال التي تلحق بصاحبها تحمّل الذنوب والمعاصي. الحرص على أداء الصلوات جماعةً في المسجد، والحرص كذلك على قيام الليل، وعلى أداء السنن الرواتب.
6- التفكّر في مخلوقات الله تعالى، والتأمّل في الآيات الكونية، فبذلك تتحقّق الزيادة في الإيمان، ويتخلّص العبد من الوساوس والشكوك التي تراوده.
7- العلم بأنّ الله - تعالى- يحاسب العبد على ما يصدر منه، وليس على ما يفكّر ويعتقد به.