الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

جريمة متعددة الجنسيات.. كيف دبر الأجانب الأربعة سرقة وقتل أشهر تاجر ملابس (نوستالجيا)

صدى البلد

فى صباح الرابع من يناير عام 1927، شهد شارع الشواربى وسط القاهرة مشادة كلامية بين "سولومون شيكوريل " اشهر تاجر ملابس فى مصر وصاحب محلات "شيكوريل" والتى كانت رمزا للاناقة والشياكة وملتقى الصفوة من السيدات فى هذه الفترة ..وبين سائقه آنستي خريستو" يوناني الجنسية ، وذلك بسبب سوء سلوك السائق ،مما دفع" شيكوريل" الى طرده من العمل وجلب سائق آخر.

لم ينسى ذلك الفتى اليوناني، قرار التاجر الشهير بطرده من العمل امام المارة فى الشوارع ،والاتهامات التى ساقها اليه ، ليقرر الانتقام  منه  ولكن بطريقته الخاصة دون اراقة دماء .

بحث ذلك الفتى عن طريقة بسيطة لسرقة التاجر الشهير فى منزله ، فهو يعلم جيدا الاموال والمجهورات التى يخزنها ذلك "الثرى " فى هذا الوقت فقد كان سائقه الخاص ويعلم كل كبيرة وصغيرة  ..اتفق مع صديقيه "جونا داريو"، يهودى الجنسية   و "إدواردو موراماركو " سائق الخواجه الجديد " اليونانى " الذى تولى العمل مكانه ،وكان يسكن فى منزل "الخواجة " وصديق رابع لهم متخصص فى التخدير وهو    الإيطالي "جوردانو جريمالدي" على خطة غريبة للانتقام من التاجر  .

اجتمع اللصوص الاربعة  فى منزل الشاب اليونانى ، شهرين وهم يبحثون عن حيلة للدخول الى منزل "الخواجة " وسرقة المجهورات دون اراقة دماء ، فهم يعرفون العقوبة وقتها " الاعدام "

وبعد مشاورات واجتماعات اتفقوا على  ان يسهل لهم سائق الخواجة الدخول الى منزله عبر البدروم فهو يملك مفتاحه .. على ان يقوم المتهم الرابع بالدلوف الى حجرة الخواجة وزوجته والقيام بتخديرهما وهم نيام..  وحددوا ليلة الرابع من مارس عام 1927 لتنفيذ جريمتهم  .. وبالفعل نجح اللصوص فى الدخول الى الفيلا عبر البدروم ،وتوجه ثلاثة منهم الى الخزينة وقاموا  بسرقة المجهورات والاموال التى بحوزة "الخواجة "

ورغم ان جريمتهم كانت ستمر دون اراقة دماء ، الا ان الخواجة  استيقظ قبل ان يقوم بتخديره المتهم الرابع وحاول مقاومة اللصوص عند  هروبهم بالمسروقات ، مما دفع الجناه الى قتله بطعنه بالخنجر ١١ طعنة  ..وقد شاهدت الزوجة اللصوص وهم يقتلون زوجها ،لكنها اوهمتهم انها فاقدة للوعى بسبب "التخدير "

توجه بعد ذلك اللصوص الاربعة الى مسكن  المتهم الرابع  "ايطالى  الجنسية " بوسط البلد ، وقاموا باخفاء المجوهرات اسفل "بلاط منزله " حتى تهدأ الامور ويتوقف البوليس عن البحث على الجناه ، لكن حيلتهم لم تفلح .

هرعت الزوجة الى "البوليس " ادلت بتفاصيل ماحدث ، روت الجريمة كيف تمت ،ومن شارك فيها ، فهى تعلم سائق زوجها الذى تم طرده ، وكذلك الحالي، وروت تفاصيل مقتل زوجها الذى شاهدته بعينها .

وبعد تضييق الخناق على الجناه ..استطاع "البوليس " القبض علي اللصوص  الاربعة ..واعترفوا بتفاصيل الجريمة

و في 19 ابريل 1927 عقدت  المحكمة جلستها ..ووقتها وقفت زوجة الخواجة شيكوريل أمام القاضي  لتسرد شهادتها وتجهش بالبكاء من الانفعال . ثم روت  تفاصيل الجريمة ولحظات الرعب التي عاشتها حين هاجم المتهمون حجرة النوم ورأت الجناة و هم يقتلون زوجها أمام عينيها.

وفي الوقت نفسه كان "خريستو " المتهم الأول يقف في قفص الاتهام شاحب الوجه زائغ البصر يبكي بحرقة علي جريمته

وبعد عدة جلسات.. نطق   القاضي حكمه وأمر بإحالة أوراق المتهمين الأربعة إلي مفتي الديار المصرية ،  ثم صدر بحقهم حكم الاعدام.. لييسدل   الستار بعدها  على احد أشهر جرائم القتل التي حدثت في مصر عشرينيات القرن الماضي .