لم تكن حياة الفتى الشقي المدلل، أحمد رمزي تختلف كثيرًا عن تلك التي يقدمها على الشاشة، فولد في أسرة ثرية لأب يعمل طبيب، وشقيق وحيد سار على نهج والده وأصبح طبيب عظام مشهور.
كانت حياة أحمد رمزي مختلفة عن حياة والدة وشقيقه، فكان متهور، شقي، فبعد أن كان متأثرًا بالوسط الذي يعيش فيه، ويسعى لتحقيق حلم والده بأن يصبح هو الأخر طبيب، اتجه ترك كلية الطب بعد ثلاث سنوات، وأتجه للدراسة في كلية التجارة، وظل يعيش في حياة الرفاهية إلى أن صُدم بالواقع وانقلبت الأحوال.
الحياة مش كلها وردي
عام 1939م، كانت السنة الأولى التي تعرض فيها الفنان الراحل احمد رمزي، لصدمة كبيرة جعلته يدرك أن الحياة ليست ناعمة وبسيطة، بل بها العديد من الصعاب، حيث فقد والده في ذلك العام كل ثروته، وتوفى حزنًا عليها.
بعد هذا الموقف، أصبحت الأسرة تعاني من ظروف صعبة جدًا، واضطرت والدته للخروج إلى العمل، إلى أن تمكن شقيقه الأكبر من من إنقاذ الموقف، وأن يحل محل الأب في العائلة.
دخول الفن صدفة
لم يكن الفتى الشقي، يفكر في دخول عالم الفن والتمثيل، وكان الأمر وليد صدفة، عندما شاهده المخرج يوسف شاهين برفقة صديقه عمر الشريف، وأقنعه بالتمثيل، وان ملامحه سينمائية تجذب الشاشة.
أصبح أحمد رمزي بعد ذلك أحد اكبر نجوم الفن في ذلك الوقت على يد المنتج حلمي حليم، الذي رشحه للمشاركة في فيلم « أيامنا الحلوة»، مع عبد الحليم حافظ، وعمر الشريف، وفاتن حمامة، وحقق الفيلم نجاحًا باهرًا، للتوالي بعد ذلك اعماله المميزة في السينما، بلغت 120 فيلم.
إفلاس احمد رمزي وهروبه من السجن
قرر الفتى المدلل أحمد رمزي، اعتزال الفن والعمل في مجال التجارة وبناء السفن، وبالفعل بنى سفينة عملاقة وتمكن من بيعها، الامر الذي زاد حماسه للتوسع في هذا المشروع، ولجأ لاقتراض الأموال من البنوك.
اندلعت حرب الخليج الثانية بينما كان يحاول أحمد رمزي التوسع في مشروعه، وتسبب الحرب في خسارة المشروع، وخسارة الأموال، وصدرت ضده احكام بحبسه، وخوفًا من السجن هرب خارج مصر مع أسرته.
العودة بعد 10 سنوات
تمكن الفنان الراحل أحمد رمزي من تسوية أوضاعه المالية، وعاد إلى مصر بعد 10 سنوات من الهروب خارجها، ودفعته ظروفه الصعبة للعودة إلى التمثيل مرة أخرى بعد غياب طويل، لكنه لم يشعر بقيمته في التجارة الفنية التي قدمها.
وفاة أحمد رمزي
أبتعد الفنان الراحل أحمد رمزي عن جميع الأجواء، وذهب ليعيش في الساحل الشمالي في الفيلا التي كانت تمتلكها ابنته «نائلة»، ليفارق عالمنا في 28 سبتمبر عام 2012 عن عمر يناهز 82 عام.