أيام قليلة ويهل علينا شهر رمضان المعظم، والذى يشهد روحانيات ونفحات عديدة ومتنوعة وسط أفراد الأسر المصرية التي دائماً تحرص على لم الشمل والألفة خلال أيام هذا الشهر الكريم .
ونستعرض عبر موقع “ صدى البلد “ أبرز الطقوس والعادات والتقاليد التي تتميز بها محافظة أسوان ” أرض بلاد الذهب عروس الجنوب ” خلال شهر رمضان المبارك والتي لا تزال متواجدة حتى الآن في المأكل والمشرب ويتوارثها الأجيال جيلاً بعد جيل ، ولا تندثر لأمد الدهر ، ولا سيما داخل الأسر النوبية .
وأكد العديد من أهالى أسوان ومن بينهم على عبد الرحمن على أن شهر رمضان عندنا في أسوان شكل تانى ، فله مميزات وطقوس فريدة ، ولاسيما في المأكولات والمشروبات التى لا يتركها الأبناء وتعد من الأساسيات التى يتم وجودها على مائدة الإفطار وهنا يبرز أهمها لدى أبناء النوبة بشكل خاص وأبناء أسوان بشكل عام.
وأشار إلى أنه من أبرز هذه المشروبات نجد الكركدية والدوم حيث أن معظم الأسر الأسوانية تقبل على تناول هذه المشروبات ، فالكركدية أنواع ، وهو يلقى إهتمام بتناوله في شهر رمضان ، وفى غير رمضان سواء من داخل أبناء أسوان أو الزائرين والمترددين عليها سواء من الأجانب أو المصريين .
وأوضح مصطفى عبد الجواد تاجر – بأن مشروب الكركدية يعتبر من المشروبات الرئيسية على غالبية معظم موائد الإفطار ، وأن هناك حالة من الإقبال علي الكركديه علي مدار العام وأشهر نوعين هما الكركديه البلدي الأسواني ويسمي أيضا اللوزة أو الزهرة والنوع الثاني هو الكركديه السوداني وجميع أنواع الكركديه متوافرة وفى متناول الجميع وتحظي باقبال المصريين والأجانب.
وتابع بأنه يباع الكيلو من الكركديه الأسواني اللوزة بـ 120 جنيه ولونه نبيتي وطعمه مميزوهو نوع صافي غير مخلط ويزرع في أبو سمبل وكوم امبو والنقرة والرمادي وعليه إقبال كبير ومعروف بجودته، بينما الكركديه السوداني متوافر وسعر الكيلو حوالي 60 جنيه تقريبا .
فيما أضاف محمود الشريف بأن شهر رمضان يعتبر من اللحظات السعيدة المستوحاة من الزمن الجميل وتملأ البيوت والمنازل داخل الأسر الأسوانية سواء كان من الرجال أو النساء أو الشباب أو الأطفال ، وأنه توجد هناك عادات كثيرة للأسر الأسوانية وتقاليدها فهى واحدة لدى الجميع ، فالإفطار في كثير من الأسر يكون جماعياً وأيضاً هناك الكثير الذين يقيمون موائد للرحمن في الشوارع وعلى الطرق السريعة لاستقبال كل من يأتى لأسوان في فترة الإفطار، وهناك مشروبات مشهورة يتم تقديمها في الإفطار والسحور كالكركدية والدوم .
فيما قالت فاطمة كمال بأن العادات الأسوانية في الشهر الكريم عديدة ومتنوعة حيث تبدأ التجهيزات بالأسرة النوبية على سبيل المثال قبل حلول الشهر الكريم بأيام طويلة، وكعادتنا تقوم المرأة النوبية بإعداد "الأبريه"، وهو ما يوضع على عصير الليمون ليكون المشروب الأساسي والرسمي لكل النوبيين في مختلف بقاع مصر".
وتابعت بأنه يصنع الأبريه من خبز رقيق جدًا يخبز على "دوكة من الحديد" ويكسر ثم يوضع في كراتين حتى يتم استخدامه يوميا مع الليمون، أما المشروب الآخر المفضل لدى كل نوبي فهو الكركديه، فلا يتخيل النوبي يومه بدون ذلك المشروب الطبيعي الذي ارتبط به منذ القدم، ويستخدم النوبي غالبًا الكركديه السوداني وهو أجود الأنواع، وتقوم السيدة النوبية بغلي أوراق الكركديه ثم تصفيتها ووضعها في المبرد حتي يقدم مع وجبة الإفطار، وفي كثير من الأحيان تقوم السيدة النوبية بخلط مشروب التمر بالكركديه ليعطى مذاقًا أفضل".
وأكملت بأنه يوجد هناك من الوجبات " الكاشيد " والذى يتكون من قطع اللحم مكعبات ويتم تسويتها فى السمن على نار هادئة ويضاف اليها الفلفل الأسمر، وبعد أن تنضج اللحم يتم إضافة الملح وتقدم بعد ذلك ، وهناك أيضاً الجاكريد والذى يتكون من الدقيق و"حلبة حصاة" مطحونة والزيت، ويتم تسوية الحلبة مع الزيت ويضاف اليه الدقيق والمياه والملح، ويتم تسويه الخليط بواسطة مضرب كهربائى أو "مفراك" وتقدم بشكل "الفتة" بعد إضافة العيش النوبى "الدوكة" عليها.
وتوجد أيضاً من الوجبات الويكة أو أويارو وهى تتمثل في تقديم البامية بمذاق خاص، حيث يتم طهى البامية فى إناء به شوربة دجاج أو غيرها، وعندما يتم تسويتها بشكل كامل يتم فرمها حتى تصبح سائلة مثل الملوخية، وبعد ذلك نضع عليها القليل من الثوم المقلى بالسمن ويتم تناولها مع عيش الدوكة.
وفى نفس السياق أشار حسن عامر بأن هناك مشروبات خاصة لأهالي النوبة يتم تقديمها في شهر رمضان مثل الأباريق، وهو المشروب المتميز الذي يمنع العطش، وأيضًا مشروب الحلو مر وهو مشروب سوداني في الأصل، ونظرًا لعلاقتنا بالسودان نقوم بعمل هذا المشروب الذي يعتبر نصفه حلو والآخر مر وهو مشروب صحى .
بينما قال حجازى صيام من أبناء النوبة بأن هناك العديد من التراث والتقاليد التي لا تزال كل أم نوبية تتبعها بالرغم من التقدم التكنولوجي، حيث يعد "الكابد" من أشهر مأكولات رمضان عند أهل النوبة، وهي عبارة عن عجين من الدقيق والماء والذي يخبز على دوكة من الطين أو الحديد ليخرج رغيفا كبيرا سميكا أشبه بالقطايف الضخمة ، وهناك أيضاً “ الجاكود ” وهو الملوخية والتى يتم تجهيزها بأشكال مختلفة لتكون من الوجبات الرئيسية على وجبات الإفطار .
ويستخدم الكابد في أكل "الأوريه"، وهو الورق الناعم من البازلاء يفرك ويؤكل مع الكابد وأحيانًا يؤكل مع "الإتر" وهي الملوخية المفروكة، كما يقوم النوبي بوضع العسل الأسود مع السمن البلدي على الكابد لتمثل التحلية بجانب الشعيرية باللبن .