الإفتاء عن هلال رمضان: الرؤية البصرية هي الأساس مع الاعتماد على حسابات الفلك
رئيس معهد البحوث الفلكية: تحديد بدايات الشهور العربية من أهم أهداف المعهد
أستاذ بالمعهد القومي للبحوث الفلكية: يوضح دور علم الفلك فى الصوم
نظم المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، ندوة تثقيفية بعنوان (هلال شهر رمضان بين الرؤية العلمية والرؤية البصرية)، م تنظيم الندوة بالتعاون مع دار الإفتاء المصرية في ضوء التعاون والشراكة بين المعهد والدار، وذلك يوم الأحد 17شعبان 1443هـ الموافق 20 مارس 2022 م، ويأتي ذلك في اطار الدور المجتمعى والبحثى المنوط به .
قال الدكتور جاد القاضي رئيس المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، إن المعهد يعد من أقدم معاهد الفلك فى المنطقة حيث تم تأسيسه عام 1839.
وأوضح الدكتور جاد أن من أهم أهداف معهد الفلك هو القيام بالحسابات الفلكية وتحديد بدايات الشهور العربية، حيث يقوم معمل الشمس التباع للمعهد وبإستخدام أفضل التليسكوبات والتقنيات المستخدمة لتقديم الحسابات الفلكية وتحديد مواعيد أهلة الشهور العربية، وإصدار دليل فلكي لجميع الظواهر الفلكية التى تظهر فى السماء وهو أمر محسوب بدقة.
ولفت إلى أن من مهام المعهد ايضا يقوم بتحديد مواقيت الصلاة فى جميع محافظات جمهورية مصر، وأن المعهد يقوم بإصدار الدليل الفلكي فى صورة ورقية بإلاضافة إلى إطلاق نسخة يمكن تحميلها على الموبايل.
وأشار رئيس المعهد القومي للبحوث الفلكية، إلى أن المعهد يحرص على تنظيم لقاءات علمية فى إطار الدور المجتمعى والبحثى المنوط بالمعهد، ورضع الشائعات التى تظهر من أن إلى أخر على منصات التواصل الاجتماعي المختلفة من أقتراب نهاية العام ، أو انبعاث أشعة من الشمس قد تسبب كوراث على الارض.
واستعرضت الندوة ظروف رؤية هلال شهر رمضان وكذلك الضوابط الشرعية لبدء الشهور الهجرية و رؤية أهلة الشهور العربية بين الفلك والشرع كما سيتم مناقشة كيفية حساب عدد ساعات الصيام في خطوط العرض العليا.
ومن جانبه قال الدكتور على فخر أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إن الشرع الشريف قد جعل من التعرف على بدايات الشهور القمرية بظهور هلالها بعد غروب الشمس تكليف لازم؛ لأنه يرتبط به إيقاع جملة من العبادات في وقتها المقدر لها شرعًا، كالصوم، والإفطار، والزكاة، والحَج، والعدة وغيرها، فكان ذلك مما لا يتم الواجب إلا به، والقاعدة تقول أن: «ما لا يَتِم الواجِب إلا بِهِ فهو واجِب».
وأشار أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إلى أن الله عز وجل يقول في كتابه العزيز: ﴿يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ﴾ ، وأن إثبات ظهور الهلال بعد غروب الشمس من عدمه يمكن تحقيقه، بحسب الإفتاء، إما بالرؤية البصرية أو بالحساب الفلكي، واعتبار الرؤية البصرية لا إشكال فيه، فهو ما ورد به نَص الشرع؛ فروى البخاري ومسلم في صحيحيهما -واللفظ لمسلم- عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «صُومُوا لِرُؤْيَتِهِ وَأَفْطِرُوا لِرُؤْيَتِهِ، فَإِنْ غُمِّىَ عَلَيْكُمْ فَأَكْمِلُوا الْعَدَدَ».
وأوضح أن المراد برؤية الهلال في الشرع: مشاهدته بالعين بعد غروب شمس يوم التاسع والعشرين من الشهر السابق ممن يعتمد خبره وتقبل شهادته؛ فيثبت دخول الشهر برؤيته.
وعن معنى «فَاقْدُرُوا لَهُ» الذى جاء فى الحديث النبوى الشريف الذى يقول (صُومُوا لِرُؤْيَتِهِ وَأَفْطِرُوا لِرُؤْيَتِهِ، فَإِنْ غُبِّيَ عَلَيْكُمْ: فَأَكْمِلُوا عِدَّةَ شَعْبَانَ ثَلَاثِينَ) وفي رواية أخرى (فَإِنْ غُمَّ عَلَيْكُمْ فَاقْدُرُوا لَهُ).
فقال أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، معنى قوله صلى الله عليه وآله وسلم: «فَاقْدُرُوا لَهُ» أي: [استدلوا عليه بمنازله، وقدروا إتمام الشهر بحسابه، موضحا أن هذا يؤكد على الدور الهام على الحسابات الفلكية، وانه قد أتفقت المؤتمرات الفقهية كمؤتمر جده، على الاستئناس بالحسابات الفلكية القطعية مع الاعتماد على الرؤية البصرية الصحيحة، وهذا يعني أن الحساب ينفى ولا يثبت، وهذا ما قرره مجمع البحوث الإسلامية بالقاهرة فى مؤتمره الثالث فى عام 1966م.
وفى إطار متصل، قال الدكتور ياسر عبد الفتاح عبد الهادي، الاستاذ بمعهد بحوث الشمس بالمعهد القومي للبحوث الفلكية، أن علم الفلك علم هام قد دلل عليه القرآن الكريم والأحاديث النبوية بالكثير من المواضع.
جاء ذلك من خلال الندوة التثقيفية التى يعقدها المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، بعنوان هلال شهر رمضان بين الرؤية العلمية والرؤية البصرية.
واوضح أن علم فلك يتدخل بصورة كبيرة فى الصوم حيث يتم من خلال علم الفلك حساب مواقع القمر فى السماء وتحديد وقت الاقتران الذى يسبق ميلاد هلال أول كل شهر بمعلومية إحداثيات المكان، وحساب موقع القمر الظاهري فى صفحة السماء عند غروب شمس يوم الرؤية الشرعي(أرتفاعه فوق خط الأفق وانحرافه عن قرص الشمس).
واشار الدكتور ياسر من وظائف علم الفلك والتى يقوم بها معهد البحوث الفلكية، هو تحديد الأماكن والمواقع التى تكون فيها الرؤية مثالية من الناحية الفلكية من حيث إحداثيات القمر صفحة السماء وطول فترة مكثه بعد غروب الشمس، وايضا حساب مواعيد الإفطار والإمساك بدقة وفقا الإحداثيات المكان،وتحديد وقت زكاة الفطر .
جدير بالذكر أنه قد دعا الدكتور جاد القاضي رئيس المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، إلى حضور الندوة التثقيفية التى سوف يعقدها المعهد بعنوان هلال شهر رمضان بين الرؤية العلمية والرؤية البصرية.
وقال الدكتور جاد القاضى، إنه سوف يتم إجراء لقاء مباشر على الزووم، وكذلك على صفحة المعهد عن هلال شهر رمضان بين الرؤية العلمية والرؤية البصرية.
وأشار الدكتور جاد القاضي، رئيس المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، إلى أنه سوف يتم بث اللقاء على صفحة المعهد الرسمية على فيسبوك، صباح اليوم.
ويتم تنظيم الندوة بالتعاون مع دار الإفتاء المصرية في ضوء التعاون والشراكة بين المعهد والدار.