بين الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، أهمية الدعاء في رفع البلاء، واستجابة الله للدعاء، موضحاً أن الله عزوجل كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم عنه إذا لم ندعوه لذهب بنا وأتى بقوم يدعونه.
الدعاء هو العبادة
وأشار علي جمعة خلال برنامج “ من مصر”، على فضائية سي بي سي إلى هناك حديثان عن فضل الدعاء هما “الدعاء هو العبادة”، “الدعاء مخ العبادة”، لافتاً إلى أن الأول أكثر صحة، وأن عدم الدعاء هو استكبار على العبادة وقد توعد الله المستكبرين عنه.
وقال علي جمعة في بيان أهمية الدعاء لرفع البلاء :"علم الرسول المبتلى كلمات بسيطة أن يقول: “اللهم اصرف عني السوء بما شئت، وأنَّى شئت، كيف شئت”، أي كما تريد يا رب في التوقيت، والكيفية وغيرها من أمور التسليم واليقين والرضا لله".
وشدد على أن الدعاء السابق فيه طلب لصرف البلاء، ثقة، توكل على الله، والتسليم والرضا، وهي أمور يحبها الله من العبد، لذا يستجيب لمن دعاء بها إذا جاءه العبد بقلب سليم، مؤكداً أن الدعاء طريق لمزيد من الإيمان خاصة وأنه لرفع البلاء، وأن هذه الدعوات حينما تصعد تلتقي بالبلاء فيتصارعان حتى يرفع بإذن الله.
فضل العبادة في شهر شعبان
ويقول الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء ومفتى الجمهورية السابق، في بيان فضل العبادة في شهر شعبان، إننا نستعد في شهر شعبان لاستقبال شهر رمضان، ولا ننسى أن شهر شعبان شهر مبارك كذلك، ففي شهر شعبان ترفع الأعمال إلى الله تعالى، وقد كان النبي ﷺ يكثر من الصيام في شهر شعبان حتى سأله الصحابي الجليل أسامة بن زيد فقال: يا رسول الله، لم أرك تصوم من شهر من الشهور ما تصوم من شعبان؟ قال: «ذاك شهر تغفل الناس فيه عنه، بين رجب ورمضان، وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلى رب العالمين وأحب أن يرفع عملي وأنا صائم» [أحمد].
وأضاف علي جمعة عبر صفحته الرسمية على "فيس بوك" أنه يمكننا أن نستعد لاستقبال شهر رمضان بعدة أمور منها: تنظيم اليوم والرجوع إلى تقسيمه إلى يوم وليلة، ومنها: التدريب على الصيام، والتلاوة، والقيام، والذكر، والدعاء وغير ذلك من العبادات والطاعات، مشيراً إلى أن إتباع هدي النبي بالإكثار من الصيام في شهر شعبان ييسر على المسلم مهمة الصيام في شهر رمضان ولا يشعر بعناء في تلك العبادة العظيمة، وذلك لأن شعبان شهر يتناسب في المناخ وطول النهار وقصره مع شهر رمضان لأنه الشهر الذي يسبقه مباشرة، فالتعود على الصوم فيه ييسر على المسلم ذلك.
ونوه إلى أمر آخر للاستعداد لاستقبال الشهر المعظم، وهو القرآن الكريم ومدارسته وتلاوته ومحاولة ختم المصحف في شهر شعبان، وذلك لتيسير قراءته وختمه في شهر رمضان، فقراءة القرآن عبادة نيرة، تعين المسلم على باقي العبادات في شهر رمضان وغيره، وهي تنير قلب المسلم وتشرح صدره، فلا ينبغي للمسلم أن يتركها ولا يقصرها على رمضان، إلا أنه يزيد منها فيه لاستغلال هذه الدفعة الإيمانية والنفحة الربانية.
وأوضح علي جمعة أن أهم ما يعين على ذلك كله هو ذكر الله عز وجل، وقد ورد الحث على الذكر في كتاب الله وسنة النبي ﷺ، فمن القرآن قوله تعالى: {فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلاَ تَكْفُرُونِ} وقوله سبحانه وتعالى: {إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ}.ويقول رسول الله ﷺ نصيحة عامة: «لاَ يَزَالُ لِسَانُكَ رَطْبًا مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ». [أحمد].