الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الفكرة

منى أحمد
منى أحمد

في عام 1943 تبني الكاتب الصحفي مصطفي أمين في كتابه "أمريكا الضاحكة" فكرة الاحتفال بعيد الأم  ولكنها لم تلق القبول ولم يلتفت إليها أحد.
ومرّت 10 سنوات علي طرح هذه الفكرة إلي أن ذهبت إحدى السيدات إلى دار أخبار اليوم حيث  الأخوين علي ومصطفي امين  تشكو جفاء أولادها بعد ما كرست شبابها لهم بعد وفاة الزوج ولم تحصد سوي الجحود.
ومن هنا بدأ إحياء الفكرة مرة أخري وتحت عموده اليومي "فكرة" تساءل علي أمين لماذا لا نتفق على يوم من أيام السنة نطلق عليه يوم الأم ونجعله عيدا قوميا واقترح أن يكون هذا العيد يوم 21 مارس، إنه اليوم الذي يبدأ به الربيع وتتفتح فيه الزهور وتتفتح فيه القلوب..!".. هوجمت من  البعض واعتبروها فكرة سخفية
لكن الاخوان مصطفي وعلي امين ظلا يكافحا ويناديا بها وقادا الراي العام لسنوات من اجل تلك الفكرة النبيلة وبالفعل بدا الاحتفال بعيد الأم سنة 1956 تحديدا في 21 مارس وأصبحت عيدا يحتفل به المصريون منذ ذلك التاريخ وحتي الآن .
وهكذا خرجت الفكرة من مصر إلي الدول العربية.. فالفكرة علي بساطتها وغياب أصحابها إلا أنها عاشت وأخلص لها المصريون رغم أنها مناسبة اجتماعية وليست دينية أو وطنية لكنها مست الوجدان ولما لا .. فهي خاصة بالأم التي لها مكانة خاصة في قلوبنا .
كانت الفكرة وكان الإيمان بها  والإخلاص لها وتبلورت إلي أن تحققت وتحولت إلى عيد ولكن هل انتهي عهد الأفكار المخلصة للأم الكبيرة مصر أين ذهب قادة الرأي والفكر بأفكارهم القوية الناعمة وأطروحاتهم  البنّاءة   للوطن الأكبر مصر.
فهل افتقدنا الرؤية أم الفكرة.. هل افتقدنا الخيال والقدرة علي الإبداع.. هل نحتاج إلى مصطفي وعلي أمين.. أين الكتلة الصلبة التي تقود المجتمع وتؤثر فيه.
فالشعب المصري ما من فكرة آمن بها إلا وصنع المعجزات لتحقيقها والتاريخ شاهد عيان علي ذلك فما الذي حدث؟ ما الذي ينقصنا هل الفكرة أم المُبدع المُلهم؟.
بنظرة فاحصة لمجتمعنا لو تأملنا الموجودين على الساحة سنجد هناك العديد من المبدعين التنويرين المؤهلين لطرح رؤى وأفكار مُلهمة يصدقها الوعي الجمعي للمصريين.
فعندما يلتف العقل الجمعي حول فكرة يُؤمن بها ويُخلص لها يُخلدها وتبقي، شرط أن يكون صاحبها وفيًا  لها وعيد الأم ما هو إلا نموذج بسيط  للإيمان والإخلاص للفكرة .