أكدت الصين أن العقوبات التي تفرضها الدول الغربية على روسيا بسبب الأحداث في أوكرانيا صارت "شائنة" بشكل متزايد، محذرة من تداعيات محاصرة قوة نووية كبرى مثل روسيا.
وقال نائب وزير الخارجية الصيني لي يو تشينج إن "العقوبات ضد روسيا صارت شائنة بشكل متزايد"، مشيراً إلى أن المواطنين الروس يتم حرمانهم من الأصول خارج بلدهم "بدون سبب".
وأضاف "أثبت التاريخ مراراً أن العقوبات لا يمكن أن تحل المشكلات. تضر العقوبات عامة الناس فقط، وتؤثر على النظام الاقتصادي والمالي.. وتزيد من سوء وضع الاقتصاد العالمي".
وحذر المسؤول الصيني من أن "الناتو في حال توسعه أكثر، فإنه سيقترب من ضواحي موسكو حيث يمكن لصاروخ أن يضرب الكرملين في غضون 7 أو 8 دقائق".
وأشار إلى أن "محاصرة دولة كبرى،لا سيما قوة نووية في زاوية، سيترتب عليه تداعيات مروعة للغاية، بحيث لا يمكن التفكير فيها".
وشددت الصين على أن حلف الناتو كان يجب أن يتفكك و "يُدرج في التاريخ جنبا إلى جنب مع حلف وارسو".
وتابع نائب وزير الخارجية الصيني "لكن بدلا من التفكك، واصل الناتو تعزيز قواته وتوسعه، وتدخل عسكريا في دول مثل يوغوسلافيا والعراق وسوريا وأفغانستان.. يمكن للمرء أن يتوقع العواقب الناجمة عن السير على هذا الطريق".
وأوضح أن الرئيس شي جين بينج، حث في محادثاته مع الرئيس الأمريكي جو بايدن يوم الجمعة، الأطراف في أوكرانيا على إظهار "الإرادة السياسية والحرص على استمرار الحوار والمفاوضات".
وقال إنه "يجب على الولايات المتحدة وحلف الناتو إجراء حوار مع روسيا لمعالجة جوهر الأزمة الأوكرانية وتخفيف المخاوف الأمنية لكل من روسيا وأوكرانيا".
وفي وقت سابق، قال وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن، إن الولايات المتحدة لن تستطيع توقع سلوك الصين خلال الأيام والأسابيع المقبلة فيما يتعلق بأزمة أوكرانيا.
وأضاف في تصريحات لشبكة "سي.إن.إن" الأمريكية: "كنا واضحين أن دعم الصين للرئيس الروسي فلاديمير بوتين سيكون خيارا سيئا".
وتابع قائلا "نأمل أن تعترف الصين بالحاجة إلى احترام السيادة ولكن من الصعب توقع ما ستفعله بكين، ونأمل ألا تدعم الصين هذا العمل الشنيع الذي ارتكبه بوتين في أوكرانيا".
بدورها، نفت الصين تقارير انتشرت على منصات التواصل المحلية تفيد بأنها غيرت موقفها من الأزمة الأوكرانية، بما في ذلك صورة يُزعم أنها تظهر جيشها يحتشد على الحدود الروسية، وادعاء سابق أنها وعدت بالدفاع عن أوكرانيا ضد هجوم نووي.
وقالت إدارة الفضاء الإلكتروني في الصين، وهي هيئة مراقبة الإنترنت في البلاد، إن هناك العديد من التقارير الإخبارية المزيفة على الإنترنت بهدف تشويه سمعة موقف الصين بشأن الأزمة الأوكرانية.
في المقابل، قال البيت الأبيض، الجمعة، إن الرئيس الأمريكي جو بايدن حذر نظيره الصيني شي جين بينج، من عواقب وتبعات مساعدة روسيا في حربها ضد أوكرانيا.
وذكر البيت الأبيض في بيان "بايدن وصف لنظيره الصيني العواقب والتداعيات التي تترتب عن تقديم الصين دعما ماديا لروسيا في هجماتها الوحشية ضد المدن الأوكرانية".
وكانت تقارير أمريكية ذكرت أن الهدف من الاتصال بين الزعيمين، تحديد موقف الصين من الأزمة وبحث مخاوف واشنطن من التحالف الصيني الروسي، في ظل مخاوف من موافقة بكين على منح مساعدات عسكرية لموسكو لمساندتها خلال الحرب في أوكرانيا.