الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ماكرون محاصر بين ثلاث.. زعامة أوروبا والحرب في أوكرانيا وبديل النفط الروسي

بوتين وماكرون
بوتين وماكرون

أجرى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، اتصالا هاتفيا مع نظيره الروسي، فلاديمير بوتين، أمس الجمعة. 

وقالت الرئاسة الروسية الكرملين، إن الرئيسين بحثا الوضع في أوكرانيا، وتبادل الآراء حولها الوضع على الأرض، وأبلغ بوتين، الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أن أوكرانيا ارتكبت جرائم حرب.

المفاوضات بين بوتين وماكرون

وناقش بوتين مع إيمانويل ماكرون، المحادثات بين موسكو وكييف، وأوضح النهج الأساسي لتطوير الاتفاقات المحتملة بين روسيا وأوكرانيا، ووضع المفاوضات بين الممثلين الروس والأوكرانيين. 

من جانبها، قالت الرئاسة الفرنسية، إن الرئيس إيمانويل ماكرون عبر للرئيس الروسى فلاديمير بوتين عن قلقه من الوضع الإنساني في ماريوبول، كما أن المفاوضات الروسية الأوكرانية لم تحقق أي تقدم بعد.

وأوضحت الرئاسة الفرنسية، أن ماكرون أبلغ بوتين أن العمليات الروسية في أوكرانيا تنتهك القانون الدولي، وتقاسم الرئيسان القلق البالغ بشأن ماريوبول، وطالب ماكرون بالوقف الفوري لإطلاق النار، واتخاذ تدابير ملموسة لرفع الحصار عن ماريوبول ووصول المساعدات الإنسانية.

بوتين وماكرون

المكالمة الأولى بين بوتين وماكرون

هذه ليست المكالمة الأولى التي جمعت بوتين وماكرون، فقد تواصل الرئيسان في بداية 3 مارس الجاري، خلال نهاية الأسبوع الأول من العمليات العسكرية الروسية التي بدأت في 24 فبراير الماضي، واستمر هذا الاتصال لمدة 90 دقيقة، وأكد فيه بوتين استمرار العمليات العسكرية حتى تحقق أهدافها.

وتبادل بوتين وماكرون في هذا الاتصال عرض النقاط الخلافية بين الموقف الروسي والأوروبي، ومحاولة اللجوء للبدائل الدبلوماسية عن العملية العسكرية، وأيضا تبادل وجهات النظر بين بوتين وماكرون حول الوضع في أوكرانيا، واتفق الرئيسان وقتها على إبقاء باب الحوار مفتوحا، فيما حذر بوتين الغرب من أن موسكو سيكون لها مطالب جديدة من كييف في حال استمرت المحادثات بين روسيا وأوكرانيا.

خطوط الغاز

الغاز الروسي عقبة أوروبا

وتعتبر الاتصالات بين بوتين وماكرون على درجة كبيرة من الأهمية، حتى لو لم تنجح في إيجاد حلول على الأرض، حيث إن التواصل بين قادة أوروبا وروسيا، يأتي من منطلق الحفاظ على المصالح الأوروبية في الغاز الروسي الذي يمد القارة العجوز بأكثر من 40% من احتياجاتها خاصة ألمانيا، وهو ما يفسر تأكيدهم على عدم دعم أوكرانيا على الأرض سوى بالعقوبات الاقتصادية، في ظل البحث عن مصادر أخرى عن الطاقة غير الغاز والنفط الروسي.

ماكرون بين الانتخابات والحرب

وفي هذا الصدد، قال خالد شقير، الكاتب الصحفي المتخصص في الشأن الفرنسي، ورئيس جمعية مصر - فرنسا 200، إن الاتصالات التي يقوم بها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مع الرئيس الروسي فلايمير بوتين، تأتي بالتزامن مع حملته الانتخابية التي ستبدأ بعد 21 يوما، ومن المعروف أيضا أن فرنسا تترأس دول الاتحاد الأوروبي حتى يونيو القادم، وأخذ ماكرون على عاتقه ملف المفاوضات مع الجانب الروسي، حتى قبل اندلاع المواجهات العسكرية، ولكن الأسابيع الأخيرة بدا متشائما خلال المكالمات الهاتفية.

بوتين وماكرون

وأضاف شقير، في تصريحات خاصة لـ "صدى البلد"، أن المكالمة الهاتفية التي جمعت بوتين وماكرون أمس، استمرت ساعة و10 دقائق، طالب فيها ماكرون بعمل ممر آمن للسكان في مدينة ماريوبول المحاصرة والتي لا يتوقف فيها القصف، بجانب توفير المساعدات للمدينة الوقوف الفوري لإطلاق النار.

مدينة ماريوبول

تشدد بوتين ومساعي ماكرون

وأوضح شقير أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بدا متشددا وأكد أن العملية العسكرية الروسية ستستمر، وأن أوكرانيا ترتكب جرائم حرب، وليس الجيش الروسي، مؤكدا أهمية الحوار بين ماكرون وبوتين لإيجاد صيغة توافقية بين الجانبين، وحتى يتمكن ماكرون من الدخول مباشرة من خلال المفاوضات المباشرة بين الجانبين الأوكراني والروسي.

ولفت إلى أن ماكرون خلال حملته الانتخابية كان قد تعرض لمؤتمر صحفي استمر 4 ساعات وسأله أحد الصحفيين هل سيذهب إلى روسيا أو أوكرانيا، وأكد ماكرون وقتها أنه لن يتأخر في حال تطلب الأمر ذلك، ولكن الوقت الحالي غير مناسب نظرا للتطورات على الأرض.

وأشار شقير إلى أن الدلائل كلها تشير إلى أن بوتين يريد تحقيق مكاسب على الأرض وبعد ذلك يبدأ عملية تفاوضية كان قد أعلنها الجانب الروسي، والهدف منها هو فرض الأمر الواقع والتفاوض مع الأوروبي من منطقة قوة، حسب السياسيين في فرنسا.