قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

صدى البلد

استغرقت عودتها 7 سنوات.. لماذا استماتت إسرائيل لاحتلال طابا؟

طابا
طابا
×

يُصادف اليوم 19 مارس ذكرى عودة طابا إلى أحضان الأراضي المصرية، بعد نزاع سياسي ودبلوماسي استمر 7 سنوات، الأمر الذي يكشف إصرار وتمسك الشعب المصري وجيشه بالتراب الوطني، فعلى الرغم من النزاع على طابا ورفع منذ مطلع القرن الماضي إلا أن الدولة المصرية تمكنت من الحفاظ على كل سنتيمتر من ترابها الوطني.

ما يدفعنا للتساؤل دايمًا، ما أهمية طابا لـ إسرائيل؟، ولماذا استماتت للحصول عليها، وأقامت بالعديد من المناورات، رغم صدور حكم دولي بانها أراضي مصرية؟، أين يمكن السر وكيف استعادت مصر أراضيها.

أهمية طابا لإسرائيل

تقع مدينة طابا على بعد 7 كيلومترات من ميناء «إيلات» الإسرائيلي شرقًا، ما يجعلها الباب على سيناء، حيث تعتبر إيلات أضيق جبهة إسرائيلية في المنطقة، تطل على العقبة فتمتد 5 أميال محصورة بين ميناء العقبة الأردني ووادي طابا.

كانت إسرائيل تحاول جاهدة الاستيلاء على طابا لتوسيع إيلات التي تعتبر المنفذ البحري الوحيد لها على البحر الأحمر، وبالتالي ستتمكن من الإشراف على طريق البحر الأحمر من سيناء إلى باب المندب، بالإضافة إلى أنها المدخل الأساسي إلى مدينة شرم الشيخ، وبالتالي مضيق تيران، وعند سيطرة إسرائيل عليها، يمكنهم الاطلاع على ما يجري في المنطقة، واستخدامها وسيلة ضغط على مصر تقوم من خلالها بعزل شمال سيناء عن جنوبها.

بداية الصراع على طابا

بدأ الصراع على مدينة طابا، في مطلع القرن الماضي بين مصر وسلطة الاحتلال البريطاني والدولة العثمانية، في يناير عام 1906، حيث أرسلت تركيا قوة لاحتلالها، لتتدخل بريطانيا في ذلك الوقت سياسيًا لمنع تكريس الأمر الواقع على الحدود، حفاظًا على مصالحها مع مصر، أو في رواية أخرى لمجرد تهديد قناة السويس التي تعتبر الشريان الحيوي الذي يصلها بمستعمراتها في جنوب شرقي آسيا والهند.

امتدت أزمة طابا بعد ذلك إلى منطقة رفح في أقصى الشمال، حيث قامت الدولة العثمانية باحتلال مدينة رفع وإزالة أعمدة الحدود الدولية بها، الامر الذي استدعى تدخل الجهود السياسية التي فشلت في تسوية الأمر، فقامت بريطانيا في ذلك الوقت بتقديم إنذار نهائي إلى الباب العالي ي تركيا، أوضحت فيه أنها ستضطر للجوء إلى القوة المسلحة ما لم يتم إخلاء طابا ورفح وعودة القوات التركية بهما إلى خارج الحدود، وبالفعل رضخت السلطة العثمانية لهذه المطالب الشرعية.

طابا

إعادة ترسيم الحدود

بعد أن تم إجلاء القوات التركية عن طابا ورفح، تم تعيين لجنة من الجانب المصري والبريطاني، لإعادة ترسيم الحدود إلى ما كانت عليه مع تدقيقها طبقًا لمقتضى القواعد الطبوغرافية لتحديد نقاط الحدود الطبيعية بدءًا من رفح، مرورًا بـ اللجان جنوبًا بشرق على خط مستقيم إلى نقطة حدود على خليج العقبة تبعد ثلاثة أميال من العقبة.

بترسيم تلك الحدود عادة منطقة طابا إلى داخل الحدود المصرية، بنحو ثلاثة أميال حيث انتهى المهندسون البريطانيون مع مندوب المساحة المصرية واللجنة التركية من رسم الخرائط، وتثبيت علامات الحدود من رأس طابا جنوبًا مرورًا على رؤوس جبال طابا الشرقية المطلة على وادي طابا ثم يتجه الخط الفاصل بالاستقامات المحددة شمالاً حتى رفح إلى شاطئ البحر المتوسط مع تحديد هذا الخط الحدودي فلكيًا وعلى الخرائط المرفقة بالاتفاقية المبرمة بين كلاً من مصر وبريطانيا وتركيا بخط أسود متقطع.

احتلال إسرائيل لـ طابا

انتهى النزاع الأول على مدينة طابا بدخولها مرة أخرى تحت الحدود المصرية، لكن بعد حرب أكتوبر 1973، دخلت طابا من جديد دائرة الاهتمام لكلاً من الدبلوماسية المصرية والإسرائيلية، من خلال ترتيبات الانسحاب النهائي من شبه جزيرة سيناء، تنفيذًا لاتفاقية السلام ومن هنا بدأ النزاع الثاني عليها.

طرحت إسرائيل مسألة الحدود الآمنة بعد حرب أكتوبر 1973، إلى تم عقد معاهدة السلام في مارس 1979م، والتي نصت على انسحاب إسرائيل من سيناء إلى ما وراء الحدود الدولية بين مصر وفلسطين تحت الانتداب، إلا أن إسرائيل، بعد توقيع تلك المعاهدة قررت توسيع الأقاليم التي تحيط بميناء إيلات، وشرعت في إقامة فندق سياحي في وادي طابا دون إبلاغ مصر، ليبدأ النزاع حول علامة الحدود رقم 91 بمنطقة طابا.

اكتشفت اللجنة المصرية في أكتوبر عام 81، عند تدقيق أعمدة الحدود الشرقية، بعض المخالفات الجديدة لإسرائيل حول 13 علامة حدودية أخرى أرادت إسرائيل أن تدخلها ضمن أراضيها، لتعلن مصر بعد ذلك بأنها لن تتنازل أو تفرط في سنتيمتر واحد من أراضيها، وان الحفاظ على وحدة التراب الوطني المصري هدف أساسية وركيزة لكل تحرك.

طابا

مراحل استعادة طابا

لجات مصر إلى عدة مراحل لاستعادة طابا وضمها مرة أخرى إلى الحدود المصرية، ومنها:

- مرحلة المباحثات

أعلنت مصر أن أي خلاف حول الحديد يجب أن يتم حله وفقًا للمادة السابعة من معاهدة السلام والتي تُفيد بأن يتم الحل عن طريق المفاوضات، وفي حالة فشلها يتم اللجوء إلى التحكيم أو التوفيق، ودارت المباحثات على مستوى عالي من الجانبين، لكن استخدمت إسرائيل خلالها كل أشكال المراوغات.

استمرت المفاوضات لأكثر من 4 سنوات، وأصبح الأمر صعب ومعقد للغالية، إلى أن تدخلت الولايات المتحدة الأمريكية وتم الاتفاق في 11 سبتمبر عام 1986م، على اللجوء لهيئة تحكيم دولية تعقد في جنيف بسويسرا.

- مرحلة التحكيم

أبدت مصر رغبتها في اللجوء إلى التحكيم، وتم تشكيل لجنة فنية تضم مجموعة من الأساتذة والخبراء المتخصصين في القانون الدولي، وقامت اللجنة بدراسة الجوانب القانونية للتوفيق والتحكيم، إلى جانب تشكيل مصر لجنة فنية أخرى للاتفاق على النظام الذي سيسود المناطق المتنازع عليها.

بعد أن تدخلت الولايات المتحدة الأمريكية، وتم الاتفاق على اللجوء لهيئة تحكيم دولية في سويسرا، أصرت مصر ضمن مشارطة التحكيم، على تنفيذ شرطين هما:

- أن تلتزم إسرائيل بالتحكيم بجدول زمني محدد بدقة

- أن تحدد مهنة المحكمة بدقة، بحيث تكون مهمتها الوحيدة هي تثبيت الموقع الذي تراه صحيحًا وترفض الموقع الذي اقترحه الطرف الآخر مع اعتبار الحكم نهائي يلزم تنفيذه دون تراجع.

طابا

- مرحلة الحكم

أصدرت هيئة التحكيم الدولية التي تم عقدها في جينيف بسويسرا، حكمها التاريخي لصالح الدولة المصرية، حيث قضت ان طابا مصرية، لكن بطبيعة الحال، اختلقت إسرائيل أزمة جديدة في اتفيذ الحكم، معلنه ان مصر حصلت على حكم لمصلحتها لكن التنفيذ لن يتم إلا برضا إسرائيل، وبناء على شروطها، الأمر الذي أثار غضب الدولة المصرية بشعبها وجيشها.

- رفع العلم المصري على طابا

قامت إسرائيل بالعديد من المراوغات والمناورات رافضة تسليم طابا إلى مصر، مثيرين بذلك غضب مصر وبجيشها وشعبها، إلى أن تمكن الرئيس الراحل محمد حسني مبارك، من رفع العلم المصري فوق طابا المصرية عام 1989، بعد معركة سياسية ودبلوماسية استمرت أكثر من 7 سنوات.