أوضح الشيخ الدكتور عبدالله بن عبدالرحمن البعيجان إمام وخطيب المسجد النبوي، أن كتاب الله من أصدق الحديث وأوثق العرى كلمة التقوى وخير الملل ملة إبراهيم وأحسن القصص كلام الله وأفضل الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل بدعة ظلالة، ثم أعلموا أن طاعة الله خير مغنم ومكسب ورضاه خير ربح ومطلب والجنة حفت بالمكاره وحفت النار بالشهوات قال تعالى ( كل نفس ذائقة الموت وإنما توفون أجوركم يوم القيامة فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز ) .
من نعم الله وفضله
وأضاف خطيب المسجد النبوي في خطبة اليوم، إن من نعم الله وفضله ومنحه وعطائه أن شرع لعباده مواسم للخير والطاعات وضاعف لهم فيها الثواب والأجر على العبادات وحثهم على اغتنام الفرص وإعمار الأوقات والتعرض للنفحات والمسارعة إلى الطاعات فاستبقوا الخيرات وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها الأرض والسموات ، فعن محمد بن مسلمة الأنصاري رضي الله عنه قال .. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إن لربكم عز وجل في أيام دهركم نفحات فتعرضوا لها لعل أحدكم أن تصيبه منها نفحة لا يشقى بعدها أبدا " .
وواصل اخطيب المسجد النبوي الخطبة قائلاً إن شهر شعبان موسم مبارك من مواسم الطاعات ونفحة من النفحات فأكثروا فيه من القربات وتخففوا من أثقال التبعات وتوبوا من مقارفة المعاصي والسيئات ، شعبان توطئة لشهر رمضان شهر الصيام والقيام فهو مقدمة لركن من أركان الإسلام وهو من رمضان بمثابة السنن الرواتب من الفرائض تجبر الخلل وتكمل النقص وهو شعبان شهر الاستعداد والتأهب وتدريب النفوس وتمرين الأبدان وإصلاح القلوب فالارتياض يخفف المشقة ويزيد من النشاط والقوة ويعين على تذوق حلاوة الطاعات ولذتها فالاجتهاد في شهر شعبان هو سبيٌل معين للاجتهاد في رمضان .
وأوصى إمام وخطيب المسجد النبوي الناس بالاستعداد لشهر رمضان فإنه شهر طاعة وعبادة يتطلب استقباله تنظيم الوقت وتهيئة النفس والإخلاص والعزم على الوفاء بحقه وصيانته والدعاء بإدراكه وتقبله وإن من أهم ما يستعان به على استقبال الطاعات التوبة والإنابة إلى الله والتخلص من الحقوق والتبعات والابتعاد عن الشبه والشهوات والاستغفار من الذنوب والخطيئات ، كما أن من أهم ما يستعان به أيضاً على استقبال رمضان التمرن على الطاعة فالنفس تحتاج إلى ريَّضة وتدرج ومقدمات وإلى سلم وممهدات فإن عدم التدرج قد يسبب الفتور وجموح النفس ويحرم من لذة العبادة وربما لا يستطيع المرء المواظبة والمداومة فيفوته بذلك خير كثير.
وأكد خطيب المسجد النبوي في خطبته أن نظام المملكة العربية السعودية حريص على تطبيق الشريعة الإسلامية وتوطيد دعائم الأمن والاستقرار والذب عن الحمى وإرساء قيم العدل ومحاربة الإرهاب والفكر الضال وتبذل كل الجهود في سبيل أمن واستقرار المواطنين والمقيمين ولا تقبل أي مساومة تتعلق بالمساس بالأمن والاستقرار ، داعياً الله تعالى أن يحفظ هذه البلاد بحفظه ويكلأها برعايته ويحماها من شر الأشرار وكيد الفجار وأن يوفق ولاتها لكل خير اللهم اجعلها آمنة مطمئنة وسائر بلاد المسلمين.