دخلت الحرب الروسية الأوكرانية يومها الـ 23 .. وسط تصعيد من كافة الأطراف الدولية، خاصة بعدما وصف الرئيس الأمريكي جو بايدن نظيره الروسي فلاديمير بوتين بأنه مجرم حرب، ويعتبر هذا تطور خطير في تصريحات أمريكا تجاه روسيا، وتتخذ طابع العدائية بشكل مباشر، وهو ما رفضه الكرملين، أما على الأرض فقد أعلن المتحدث الرسمي باسم وزارة الدفاع الروسية، اللواء إيجور كوناشينكوف، عن تحرير قوات جمهورية لوجانسك الشعبية لأكثر من 90% من أراضيها بدعم من القوات الروسية.
في هذا التقرير، نستعرض أبرز تطورات ومستجدات الحرب الروسية الأوكرانية، التي لا تذهب في سبيل التهدئة.
تقدم القوات الروسية شرقا
في الساعات الأولى من صباح اليوم، أعلن المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية، إيجور كوناشينكوف، عن تحرير قوات جمهورية لوجانسك لأكثر من 90% من أراضيها مدعومة من القوات الروسية، موضحا أنها تدمر في الوقت الحالي مجموعات متفرقة من القوميين المتطرفين في الضواحي الجنوبية لقرية"روبيجنويه" المحررة.
وأضاف أن القوات الروسية، تواصل هجومها بنجاح في الاتجاه الشمالي من جمهورية دونيتسك الشعبية، وسيطرت على قرى "زولوتايا نيفا" و"نوفومايورسكويه" و"نوفودونيتسكويه" و"بريتشيستوفكا"، بعدها تحركاتها خلال الـ 24 ساعة الماضية بمسافة 16 كيلو متر.
أما في الجبهة الجنوبية، والجنوبية الشرقية، فتدور معارك عنيفة منذ أيام عدة بين الجيش الروسي والقوات الانفصالية من جهة والقوات الأوكرانية من جهة أخرى للسيطرة على المدينة الاستراتيجية المطلة على الساحل الشرقي لأوكرانيا، وهي مدينة ماريوبول الساحلية.
فقد طوقت وحدات جمهورية دونيتسك الشعبية، بدعم من القوات المسلحة الروسية، القوميين المتطرفين في وسط المدينة، وتواصل الضغط عليهم، وخلال الليلة الماضية، أسقطت أنظمة الطيران ومنظومات الدفاع الجوي التابعة لقوات الدفاع الجوي والفضائي الروسية ست طائرات أوكرانية أخرى من دون طيار، بما في ذلك واحدة من طراز "بيرقدار – تي بي2".
خسائر أوكرانيا منذ بدء الهجوم
كما قصفت الطائرات العملياتية والتكتيكية والطائرات بدون طيار 81 منشأة عسكرية في أوكرانيا، وتنوعت هذه المنشآت كالتالي: 4 منشآت لأنظمة إطلاق صواريخ متعددة، و3 مراكز قيادة، و8 مستودعات ذخيرة، و28 موقعاً لتخزين المعدات العسكرية.
ومنذ بداية الهجوم الروسي، كانت خسائر أوكرانيا كالتالي:
- 183 طائرة من دون طيار
- 1406 دبابات ومركبات قتالية أخرى مصفحة
- 138 قاذفة صواريخ متعددة
- 535 قطعة مدفعية ميدانية وهاون
- 1197 مركبة عسكرية خاصة
قصف روسي على الجبهة الغربية
وفي غرب أوكرانيا، فتتعرض مدينة لفيف لسلسلة من الانفجارات منذ الساعات الأولى من صباح الجمعة، وأعلن رئيس بلديتها أن الصواريخ روسية ضربت حي مطار المدينة، مؤكدا أن الصواريخ أصابت حي المطار، ولكنها لم تصب المطار مباشرة.
هجوم روسي وشيك في الجنوب
أما في الجبهة الجنوبية، فقد كشف مسؤول أميركي عن وجود علامات على هجوم روسي برمائي وشيك، على أوديسا، المطلة على البحر الأسود.
وأضاف المسؤول الأميركي، أن واشنطن تواصل العمل مع حلفائها وشركائها، بشأن إمكانية مساعدة أوكرانيا بأنظمة دفاع جوي بعيدة المدى، وأنظمة أخرى تدرب عليها الأوكرانيون.
شروط بوتين لوقف القتال
أما في الغرف المغلقة، كانت أخر المستجدات، هو إجراء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اتصال هاتفي مع نظيره التركي، رجب طيب أردوغان، أبلغه فيها مطالب موسكو للتوصل إلى اتفاق سلام مع الجانب الأوكراني، وجاءت المطالب الروسية كالتالي:
- أن تقبل كييف بضرورة أن تكون محايدة وألا تتقدم بطلب للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي "الناتو"
- يتعين على أوكرانيا قبول عملية نزع سلاح للتأكد من أنها لا تشكل تهديدا لروسيا
- يجب أن تتوافر حماية للغة الروسية في أوكرانيا، وما أطلق عليه بوتين اجتثاث النازية
- إجراء بوتين مفاوضات وجها لوجه مع زيلينسكي، لمناقشة أوضاع القرم ومنطقة دونباس، وكان زيلينسكي قد طالب بالجلوس مع بوتين مسبقا.
خطاب زيلينسكي أمام الكونجرس
من ناحية أخرى، كان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، طالب في خطابه أمام الكونجرس الأمريكي، الأربعاء الماضي، بمزيد من المساعدات العسكرية لأوكرانيا، وكرر طلبه أيضا للولايات المتحدة والناتو بفرض حظر طيران فوق أوكرانيا.
وعرض في خطابه عبر تقنية الفيديو مع الكونجرس، شريط فيديو للضربات الصاروخية الروسية على المدن الأوكرانية، لفرض منطقة حظر طيران فوق أوكرانيا، وهو ما رفضته الولايات المتحدة والناتو، لأن ذلك يعني أن قوات الناتو سوف تشتبك بشكل مباشر مع القوات الجوية الروسية.
تصعيد أمريكي بدون حلول
أما أمريكا، فهي تتخذ موقفا عدائيا واضحا ضد روسيا، وتستمر بالصعيد، في حين لم تعلن أي مبادرة أو اتفاق أو وساطة لإنهاء الأزمة، حتى وصل الأمر إلى توعد الرئيس جو بايدن، بأن روسيا ستتحمل العواقب التي تشل اقتصادها بسبب الحرب في أوكرانيا، مؤكدا أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سيدفع ثمن غزو أوكرانيا، كما أن بلاده وحلفاؤها يواصلون إضعاف روسيا وتقوية أوكرانيا على طاولة المفاوضات.
وأضاف بايدن أن بلاده ستواصل إرسال مساعدات عسكرية لأوكرانيا للتصدي للهجوم الروسي، موضحا أن واشنطن قدمت مبالغ ضخمة لكييف قائلا: "قدمنا هذا الأسبوع فقط مساعدات لأوكرانيا بقيمة مليار دولار.. ونقدم مساعدات جديدة لأوكرانيا بقيمة 800 مليون دولار".
بايدن يهاجم بوتين والكرملين يرد
ووصف الرئيس بايدن لأول مرة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بأنه "مجرم حرب"، حسبما أفادت تقارير رويترز بأنه أثناء حديث بايدن إلى المراسلين اليوم في الغرفة الشرقية بالبيت الأبيض، وصف الرئيس الأمريكي بوتين بأنه "مجرم حرب"، وهي المرة الأولى التي يستخدم فيها بايدن هذا المصطلح في إشارة إلى الرئيس الروسي.
في هذا الإطار، قال ديمتري بيسكوف، المتحدث باسم الكرملين، اليوم الأربعاء، إن وصف الرئيس الأمريكي جو بايدن، لنظيره الروسي فلاديمير بوتين بأنه "مجرم حرب" غير مقبول وخطاب لا يغتفر، وفق وكالة تاس الروسية.
وسبق لبوتين، وأن أعلن سبل إنهاء الحرب الروسية الأوكرانية، الأربعاء الماضي، في خطاب بالتليفزيون الروسي، وطالب أوكرانيا بسحب قواتها من المدن، متمسكا بحيادية أوكرانيا ونزع سلاحها، وأن العملية العسكرية الروسية ستستمر حتى تحقق أهدافها.