مستحبات ليلة النصف من شعبان .. يتساءل الكثير من رواد التواصل الاجتماعي عن مستحبات ليلة النصف من شعبان، خاصة مع اقتراب موعد دخولها الذي يبدأ مع أذان مغرب اليوم الخميس وينتهي بفجر يوم غدٍ الجمعة.
وفيما يلي نسلط الضوء على ما ورد من مستحبات ليلة النصف من شعبانوفضل الاحتفاء بها.
مستحبات ليلة النصف من شعبان
ليلة النصف من شعبان ليلة عظيمة، حيث أكد النبي صلى الله عليه وسلم على فضل ليلة النصف من شعبان، وأيضا فضل صيام ليلة النصف من شعبان، لما تشمل فضل ليلة النصف من شعبانمن رحمة وبركات ومغفرة وتكفير للذنوب، فنحن نستعد لشهر رمضان من خلال الإكثار من فعل الطاعات بكافة إشكالها في شهر شعبان، كما أخذناها من النبي صلى الله عليه وسلم، والصحابة، والتابعين، والسلف الصالح رضوان الله عليهم جميعًا.
وكشف مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف عن 7 من مستحبات ليلة النصف من شعبان وهي:" صيام نهارها، الاستغفار والتوبة، الصلاة فيها، قراءة القرآن، إزالة الشحناء، المسارعة بالخيرات".
ويقول عبدالله بن عمر رضى الله تعالى عنهما: خمس ليال لا يرد فيهن الدعاء : ليلة الجمعة ،وأول ليلة من رجب ،و ليلة النصف من شعبان ،وليلتا العيد، ليلة الفطر ،وليلة النحر-. [شعب الإيمان - البيهقي]
مستحبات ليلة النصف من شعبان
ويقول الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن ليلة النصف من شعبان ليلة مباركة ورد في ذكر فضلها عدد كبير من الأحاديث يعضد بعضها بعضًا، ويرفعها إلى درجة الحسن والقوة، فالاهتمام بها، وإحياؤها من الدين، ولا شك فيه، وهذا بعد صرف النظر عما قد يكون ضعيفًا أو موضوعًا في فضل هذه الليلة.
وتابع المفتي السابق حديثه قائلاً من الأحاديث الواردة في فضلها: حديث أم المؤمنين عائشة - رضي الله عنه - قالت: فقدت النبي ﷺ ذات ليلة، فخرجت أطلبه، فإذا هو بالبقيع رافع رأسه إلى السماء، فقال: "يا عائشة، أكنت تخافين أن يحيف الله عليك ورسوله! "، فقلت: وما بي ذلك، ولكني ظننت أنك أتيت بعض نسائك، فقال: "إن الله تعالى ينزل ليلة النصف من شعبان إلى السماء الدنيا، فيغفر لأكثر من عدد شعر غنم كلب" (احمد و الترمذي).
واستدل بما جاء عن معاذ بن جبل - رضي الله عنه - عن النبي ﷺ قال: "يطلع الله إلى جميع خلقه ليلة النصف من شعبان فيغفر لجميع خلقه إلا لمشرك أو مشاحن" (ابن ماجه والطبراني)، وعن علي بن أبي طالب - كرم الله وجهه - عن النبي ﷺ قال: "إذا كانت ليلة النصف من شعبان فقوموا ليلها وصوموا يومها؛ فإن الله ينزل فيها لغروب الشمس إلى سماء الدنيا، فيقول: ألا من مستغفر فأغفر له؟ ألا مسترزق فأرزقه؟ ألا مبتلي فأعافيه؟ ألا كذا ألا كذا ... ؟ حتى يطلع الفجر" (ابن ماجه والطبراني).
وأكد عضو كبار العلماء بأنه لا بأس بقراءة سورة "يس" ثلاث مرات عقب صلاة المغرب جهرًا في جماعة، فإن ذلك داخل في الأمر بإحياء هذه الليلة، وأمر الذكر على السعة، وتخصيص بعض الأمكنة أو الأزمنة ببعض الأعمال الصالحة مع المداومة عليها أمر مشروع ما لم يعتقد فاعل ذلك أنه واجب شرعي يأثم تاركه، فعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: "كان النبي ﷺ يأتي مسجد قباء كل سبت ماشيًا وراكبًا" (البخاري ومسلم).
ولفت إلى قول الحافظ ابن حجر في [الفتح]: "وفي هذا الحديث على اختلاف طرقه دلالة على جواز تخصيص بعض الأيام ببعض الأعمال الصالحة والمداومة على ذلك" اهـ (فتح الباري).
وبين أن قول الحافظ ابن رجب في [لطائف المعارف]: "واختلف علماء أهل الشام في صفة إحيائها على قولين:
أحدهما: أنه يستحب إحياؤها جماعة في المساجد، كان خالد بن معدان، ولقمان بن عامر وغيرهما يلبسون فيها أحسن ثيابهم، ويتبخرون ، ويكتحلون ، ويقومون في المسجد ليلتهم تلك، ووافقهم إسحاق بن راهوية على ذلك، وقال في قيامها في المسجد جماعة: ليس ذلك ببدعة، نقله عن حرب الكرم في مسائله.
والثاني: أنه يكره الاجتماع فيها في المساجد للصلاة والقصص والدعاء، ولا يكره أن يصلي الرجل فيها بخاصة نفسه، وهذا قول الأوزاعي إمام أهل الشام وفقيههم وعالمهم. اهـ.
وشدد على أن إحياء ليلة النصف من شعبان على الصفة المذكورة أمر مشروع لا بدعة فيه ولا كراهة بشرط أن لا يكون على جهة الإلزام والإيجاب، فإن كان على سبيل إلزام الغير وتأثيم من لم يشارك فيه فإنه يصبح بدعة بإيجاب ما لم يوجبه الله ولا رسوله ﷺ ، وهذا هو المعنى الذي من أجله كره من كره من السلف إحياء هذه الليلة جماعة، فإن انتفى الإيجاب فلا كراهة.
وأكمل: الاحتفال بالمناسبات الدينية المختلفة أمر مرغب فيه ما لم تشتمل على ما ينهى عنه شرعًا حيث ورد الشرع الشريف بالأمر بالتذكير بأيام الله تعالى في قوله - عز وجل -: {وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللَّهِ} ، وجاءت السنة الشريفة بذلك، ففي صحيح مسلم أن النبي ﷺ كان يصوم يوم الاثنين من كل أسبوع، ويقول : "ذاك يوم ولدت فيه" (مسلم).
وأردف: عن ابن عباس - رضي الله عنه - قال: إن رسول الله ﷺ قدم المدينة، فوجد اليهود صيامًا يوم عاشوراء، فقال لهم رسول الله ﷺ : "ما هذا اليوم الذي تصومونه؟ "، فقالوا: هذا يوم عظيم أنجى الله عز وجل فيه موسى وقومه، وغرق فيه فرعون وقومه، فصامه موسى شكرًا، فنحن نصومه، فقال رسول الله ﷺ: "فنحن أحق وأولى بموسى منكم" . فصامه رسول الله ﷺ ، وأمر بصيامه. وعليه فالاحتفال بالمناسبات الدينية على الصورة المذكورة أمر مشروع لا كراهة فيه ولا ابتداع، بل هو من تعظيم شعائر الله تعالى: {وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ}.
دعاء ليلة النصف من شعبان
ومن دعاء النصف من شعبان المستجاب، ما يلي:
1-اللَّهُمَّ يَا ذَا الْمَنِّ وَلَا يُمَنُّ عَلَيْهِ، يَا ذَا الْجَلَالِ وَالإِكْرَامِ، يَا ذَا الطَّوْلِ وَالإِنْعَامِ. لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ ظَهْرَ اللَّاجِئينَ، وَجَارَ الْمُسْتَجِيرِينَ، وَأَمَانَ الْخَائِفِينَ.
2-اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ كَتَبْتَنِي عِنْدَكَ فِي أُمِّ الْكِتَابِ شَقِيًّا أَوْ مَحْرُومًا أَوْ مَطْرُودًا أَوْ مُقَتَّرًا عَلَيَّ فِي الرِّزْقِ، فَامْحُ اللَّهُمَّ بِفَضْلِكَ شَقَاوَتِي وَحِرْمَانِي وَطَرْدِي وَإِقْتَارَ رِزْقِي، وَأَثْبِتْنِي عِنْدَكَ فِي أُمِّ الْكِتَابِ سَعِيدًا مَرْزُوقًا مُوَفَّقًا لِلْخَيْرَاتِ، فَإِنَّكَ قُلْتَ وَقَوْلُكَ الْحَقُّ فِي كِتَابِكَ الْمُنَزَّلِ عَلَى لِسَانِ نَبِيِّكَ الْمُرْسَلِ: ﴿يَمْحُو اللهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ﴾.
3- إِلَهِي بِالتَّجَلِّي الْأَعْظَمِ فِي لَيْلَةِ النِّصْفِ مِنْ شَهْرِ شَعْبَانَ الْمُكَرَّمِ، الَّتِي يُفْرَقُ فِيهَا كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ وَيُبْرَمُ، أَنْ تَكْشِفَ عَنَّا مِنَ الْبَلَاءِ مَا نَعْلَمُ وَمَا لَا نَعْلَمُ وَمَا أَنْتَ بِهِ أَعْلَمُ، إِنَّكَ أَنْتَ الْأَعَزُّ الْأَكْرَمُ. وَصَلَّى اللهُ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ النَّبِيِّ الأُمِّيِّ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ.
الأدعية والأذكار المستحبة في شهر شعبان
ويبحث الكثير منا عن الأدعية والأذكار المستحبة في شهر شعبان وليلة النصف من شعبان،حتى ننال الأجر كاملًا، وهذه بعض الأدعية والأذكار المستحبة في شهر شعبان وليلة النصف من شعبان:
-اللهم في ليلة النصف من شعبان،لا تدع لناً ذنباً إلا غفرته، ولا هماً إلا فرجته، ولا ديناً إلا قضيته، ولا مريضاً إلا شفيته، ولا مبتلىً إلا عافيته، ولا ضالاً إلا هديته، ولا غائباً إلا رددته، ولا مظلوماً إلا نصرته، ولا أسيراً إلا فككته، ولا ميتاً إلا رحمته، ولا حاجةً لنا فيها صلاح ولك فيها رضى إلا قضيتها ويسرتها بفضلك، يا أكرم الأكرمين.
-اللهم في ليلة النصف من شعبانلا تدع لنا حُزناً في قُلوبنا إلا بدلتَه فرحا.
-اللهم لا تدع لنا ذنبا إلا غفرته، ولا هما إلا فرجته، ولا دينا إلا قضيته، ولا مريضًا إلا شفيته، ولا مبتلى إلا عافيته، ولا ضالا إلا هديته، ولا غائبا إلا رددته، ولا مظلوما إلا نصرته، ولا أسيرًا إلا فككته، ولا ميتا إلا رحمته، ولا حاجة لنا فيها صلاح ولك فيها رضا إلا قضيتها ويسرتها بفضلك يا أكرم الأكرمين.
-اللهم في ليلة النصف من شعبانأنت ربّي لا إله إلا أنت، خلقتن وأنا عبدك، وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شرّ ما صنعت، أبُوء بنعمتك عليّ، أبوء بذنبي، فاغفر لي، فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت.
-اللهم اقسم لنا من خشيتك ما تحول به بيننا وبين معصيتك، ومن طاعتك ما تُبلّغنا بها جنتك، ومن اليقين ما تُهوّن به علينا مصائب الدُنيا.
-اللهم في ليلة النصف من شعبانلا تحرمنا أجر الصّيام، والقيام، وزيادة بيتك الحرام، فإنا في أمسّ الحاجة إليه.
-اللهم أحينا حياة السعداء وأمتنا ممات الشهداء، واحشرنا في زمرة الأنبياء والأصفياء إنك أنت الغفور الرحيم وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آلة وأصحابه أجمعين، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
-اللهم في ليلة النصف من شعبان إنّا نسألك العلم النافع، والعمل الصّالح، والجزاء الوفير.
و الأذكار المستحبة في شهر شعبان اللهم صلي على سيدنا محمد عبدك ورسولك النبي الأمي وعلى آله وصحبه وسلم، عدد معلوماتك ومداد كلماتك، كلما ذكرك الذاكرون وغفل عن ذكرك الغافلون)، 100 مرة.
-(اللهم إنك حليم ذو أناة ولا طاقة لنا بعذابك فاعف عنا بحلمك يا الله)، 100 مرة.
-(اللهم أحيينا حياة السعداء وأمتنا ممات الشهداء، واحشرنا في زمرة الأنبياء والأصفياء إنك أنت الغفور الرحيم وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين)، 100 مرة.
-تاج الذكر: (لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير)،100 مرة.
-تاج التسبيح: (سبحان الله وبحمده عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته)،100 مرة.
-تاح التحصين: (بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم)، 100 مرة، وتاج الاستغفار: (اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت، خلقتني وأنا عبدك، وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت، أبوء لك بنعمة علي، وأبوء بذنبي، فاغفر فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت)، 100 مرة.