فنان الشعب "سيد درويش" ولد في الإسكندرية عام 1892، وتوفي في سبتمبر 1923، عن عمر يناهز الـ31 عامًا، وعلى الرغم من وفاته في سن صغيرة؛ إلا أنه ترك تاريخًا فنيًا ذاخرًا، ظل مخلدًا بين أروقة الفن، تتعارف عليه الأجيال، وعلى رأسه بالطبع النشيد الوطني "بلادي بلادي لكي حبي وفؤادي".
وانطلقت مسيرة مسرح سيد درويش في الإسكندرية منذ 100 عام باسم مسرح محمد علي، قبل وفاة الفنان سيد درويش، وعلى مدى تاريخه كقيمة فنية وثقافية ضخمة باعتباره أحد أعرق المنارات الإبداعية في مصر، فمسرح سيد درويش من أهم عناصر ومفردات قوتها الناعمة، فطيلة قرن من الزمان وقف المبنى العريق شامخًا يرصد تاريخ الحركة الفنية والأدبية في مدينة الثغر.
أقرأ أيضًا:
استعدادا لرمضان.. محافظ الإسكندرية: 1022 منفذا لبيع السلع تحت إشراف التموين
ويعد مسرح سيد درويش أحد أجمل المباني وأحد كنوز الإسكندرية المعمارية حيث ساهم بشكل كبير في إثراء الحركة الفنية في مدينة الثغر ووقف عليه زعماء وملوك ورؤساء وكبار الفنانين في مصر والعالم، وتألق على خشبته العباقرة في مجالات الإبداع كافةً، وشهدت جدرانه فيضًا متميزًا من مختلف ألوان الفنون والثقافة، والتي أسهمت في تشكيل وعي أبناء الإسكندرية وفي مصر بأكملها.
ومسرح سيد درويش «أوبرا الإسكندرية» يمثل تحفة معمارية ويعد من أقدم المسارح فى مصر وتم وضع حجر الأساس له عام 1918، وأطلق عليه اسم تياترو محمد على وصممه المهندس الفرنسى جورج بارك، مستوحيا عناصر أوبرا فيينا ومسرح أوديون في باريس وزين المبنى بمجموعة من الزخارف الفريدة ذات الطابع الكلاسيكى الاوروبى، وتم افتتاح المسرح عام 1921 وقدمت عليه عروض عديدة مصرية وأجنبية،
وفي عام 1962 تم تغيير اسمه من «تياترو محمد علي» إلى مسرح سيد درويش تكريما لعبقري الموسيقى العربية ابن الإسكندرية الشهير.
وبمرور السنوات، تم إدراج المسرح بقائمة التراث المصري وبدأت عام 2000 عمليات مكثفة لتجديده، وبعد عدة سنوات من العمل الدءوب والماهر داخل المبنى من ترميم وزخرفة عالية الجودة، عاد المبنى لسابق عهده وإلى رونقه وبهائه.
وفي بداية الألفية الجديدة، أدخلت وزارة الثقافة على المسرح الإمكانات الفنية اللازمة لكي يصبح داراً للأوبرا المؤهلة لمنافسة دور الأوبرا العالمية ذات المستوى الراقي، وتم افتتاحه باعتباره دار أوبرا الإسكندرية عام 2004 بعد إجراءات التحديث والتطوير.