قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

صدى البلد

فضائل ليلة النصف من شعبان.. يستجاب فيها الدعاء.. وينزل الله تعالى إلى السماء الدنيا ليغفر لعباده إلا «اثنين»

ليلة النصف من شهر شعبان
ليلة النصف من شهر شعبان
×

عمر هاشم:
15 شعبان من ليالي التجلي وقبول الدعاء
علي جمعة:
أداء قيام الليل جماعة في 15 شعبان جائز شرعًا
«المفتي»:
الاحتفال بليلة النصف من شعبان ليس بدعة

جعل الله سبحانه وتعالى لليلة النصف من شعبان مزيّة خاصة من حيث إنه جل في علاه يطلع فيها إلى جميع خلقه فيغفر لهم إلا مشركًا حتى يدع شركه ويوحد رب السماوات والأرض، والمشاحن حتى يدع شحناءه ويصطلح مع من خاصمه، ويستطلع «صدى البلد» في هذا التحقيق فضائل هذه الليلة المباركة وكيفية إحيائها ...

قال الدكتور أحمد عمر هاشم، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر، إن ‏لشهر شعبان منزلة عظيمة، وللعبادة فيه مكانة كريمة‏، وكان الرسول -صلى الله عليه وسلم- يكثر من الصيام فيه‏، لأنه يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان‏.‏

وأكد «هاشم» أن شعبان شهر ترفع فيه الأعمال إلى الله تعالى، فيستحب أن يرفع عمل العبد وهو صائم، ومن الله سبحانه في هذا الشهر المبارك على الأمة فجعل فيه ليلة مباركة ألا وهي ليلة النصف من شهر شعبان.

ونبه أستاذ الحديث، على أن لليلة النصف من شعبان منزلة كريمة فهي من ليالي التجلي وقبول الدعاء، حيث حولت فيها القبلة إلى الكعبة المشرفة على أرجح الآراء، فجمعت هذه الليلة خصائص التكريم والتعظيم، منوهًا بأن الاحتفاء بها والتقرب إلى الله تعالى فيها والدعاء أرجي للقبول لما ورد فيها من فضل عظيم وأجر كريم.

وأشار إلى أنه قد ورد في هذه الليلة أحاديث كثيرة منها ما هو صحيح ومنها ما هو حسن ومنها ما هو ضعيف، وللأسف تمسك بعض الناس بالضعيف وتركوا الصحيح والحسن أو كأنهم لم يصل إليهم إلا ما هو ضعيف.

وبيّن عضو هيئة كبار العلماء، أن من الأحاديث الصحيحة الثابتة ما جاء عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: «يَطَّلِعُ اللهُ تبارك وتعالى إلى خلقِهِ ليلةَ النِّصفِ مِنْ شعبان فيغفرُ لجميعِ خلقِهِ إلا لمشركٍ أو مُشاحن» وهذا الحديث رواه الطبراني في المعجم الكبير وفي الأوسط وقال الهيثمي في مجمع الزوائد: «ورجاله ثقات» ورواه ابن حبان في صحيحه والبيهقي في شعب الإيمان وهو حديث صحيح جاء عن عدد من أصحاب رسول الله صلي الله عليه وسلم، وهو يثبت فضل هذه الليلة المباركة وهو بمفرده حجة في فضلها.

وأضاف أستاذ الحديث: وعن عائشة رضي الله عنها، قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: «إنَّ الله يغفر في ليلةِ النصفِ من شعبان لأكثرَ من عددِ شعرِ غنم كَلْب» رواه أحمد والترمذي وابن ماجه، ومعني النزول هو نزول أمره ورحمته فالله منزه عن الجسمية والحلول، فالمعني على ما ذكره أهل الحق نور رحمته، ومزيد لطفه على العباد وإجابة دعوتهم وقبول معذرتهم: فيغفر لأكثر من عدد شعر غنم كلب وخص شعر غنم كلب لأنه لم يكن في العرب أكثر غنما منهم.

واستكمل: عن علي بن أبي طالب، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِذَا كَانَ لَيْلَةُ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ فَقُومُوا لَيْلَتَهَا وَصُومُوا يَوْمَهَا، فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَنْزِلُ فِيهَا غُرُوبَ الشَّمْسِ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا، فَيَقُولُ: "أَلا مُسْتَغْفِرٌ فَأَغْفِرَ لَهُ، أَلا مُسْتَرْزِقٌ فَأَرْزُقَهُ، أَلا مُبْتَلًى فَأُعَافِيَهُ، أَلا كَذَا، حَتَّى يَطْلُعَ الْفَجْرُ". رواه عبدالرزاق في المصنف وابن ماجه والبيهقي في شعب الإيمان.

واستطرد: مما ورد في فضل ليلة النصف من شهر شعبان ما جاء عن السيدة عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: هذه ليلة النصف من شعبان: إن الله عز وجل يطلع على عباده في ليلة النصف من شعبان فيغفر للمستغفرين، ويرحم المسترحمين ويؤخر أهل الحقد كما هم رواه الدارقطني والبيهقي.

ذكرى تحويل القبلة:

من جانبه، قال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق، إن شهر شعبان من الأشهر التي لها مكانة في الإسلام، حيث تُرفع فيه الأعمال، كما شهد أحداثًا مهمة وقعت في منتصف هذا الشهر العظيم، وكان من أهمها تحويل القبلة، أمنية الرسول -صلى الله عليه وسلم-.

ونوه «جمعة» بأنه ظل المسلمون طيلة العهد المكّي يتجّهون في صلاتهم إلى بيت المقدس امتثالًا لأمر الله سبحانه وتعالى، باستقبالها وجعلها قبلةً للصلاة، وفي تلك الأثناء كان الرسول -صلى الله عليه وسلم- يمتثل للحكم الإلهي وفي فؤاده أمنية كبيرة طالما ظلّت تراوده، وتتمثّل في التوجّه إلى الكعبة بدلًًا من بيت المقدس، لأنها قبلة أبيه إبراهيم وهو أولى الناس به، وأوّل بيتٍ وضع للناس ولحرصه على أن تتميّز الأمة الإسلامية في عبادتها عن غيرها من الأمم التي حرّفت وبدّلت.

ويدلّ على ذلك قول البراء بن عازب: «وكان يحب أن يوجّه إلى الكعبة» رواه البخاري. مشيرًا إلى أن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يخالف أمر ربّه، غير أنه استطاع الجمع بين رغبته في التوجّه إلى الكعبة وعدم مخالفة الأمر بالتوجّه إلى بيت المقدس بأن يصلّي أمام الكعبة، ولكن متّجها إلى الشمال، كما يدلّ عليه الحديث الذي رواه ابن عباس، حيث قال: "كان رسول الله يصلي وهو بمكة نحو بيت المقدس والكعبة بين يديه" رواه أحمد.

وتابع: ثم أذن الله بالهجرة، ووصل المسلمون إلى المدينة، وبُنيت المساجد وشرع الأذان والنبي لم ينس حبّه للكعبة، ويحزنه ألا يستطيع استقبال القبلتين جميعًا كما كان يفعل في مكّة، وكان شأنه بين أن يخفض رأسه خضوعًا لأمر الله وأن يرفعه، أملًا في إجابة دعوته.

ووصف القرآن الكريم حال النبي - صلى الله عليه وسلم - بقوله تعالى: «قَدْ نَرَىٰ تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ ۖ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا ۚ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ ۚ وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ ۗ وَإِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ ۗ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ» البقرة (144).

وأوضح: وبعد مرور 16 شهرًا من استقبال بيت المقدس، نزل جبريل -عليه السلام- بالوحي إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- ليزفّ البشري بالتوجّه إلى جهة الكعبة، قال تعالى: «فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا ۚ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ ۚ وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ» البقرة (144).

كيفية إحياء هذه الليلة:

وألمح الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق، إلى أن خالد بن معدن ولقمان بن عامر من التابعين، كانا يحيان الاحتفال بليلة النصف من شعبان في المسجد من خلال إقامة الصلاة في جماعة والاجتهاد في التعبد والدعاء وقراءة القرآن.

ودعا «جمعة» المسلمين إلى الاحتفال بليلة النصف من شعبان من خلال ذكر الله، وقراءة القرآن، ومجالس الصلاة على النبي، والإكثار من الصلوات، والذبح، مؤكدًا أن صلاة قيام الليل جماعة في النصف من شعبان جائز شرعًا.

15 شعبان ليلة مباركة

أما الدكتور شوقي علام، مفتى الجمهورية، فأكد أن ليلة النصف من شعبان لها فضائل عظيمة أوردتها أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن ذلك قوله عليه الصلاة والسلام- فيما رواه الطبراني وابن حبان في صحيحه وحسنه الألباني: «يطلع الله إلى جميع خلقه ليلة النصف من شعبان فيغفر لجميع خلقه ليلة النصف إلا لمشرك أو مشاحن» وقد أجمع المسلمون في كافة العصور والأزمان منذ عهد الصحابة رضوان الله عليهم، حتى وقتنا هذا على أن ليلة النصف من شعبان هي ليلة طيبة كريمة فاضلة، لها منزلتها العظيمة عند المولى عز وجل.

وشدد الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، على أن الاحتفال بذكرى ليلة النصف من شعبان ليس بدعة ولا ينطبق عليه حديث الرسول -صلى الله عليه وسلم: «وَشَرُّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا وَكُلُّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ وَكُلُّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ وَكُلُّ ضَلَالَةٍ فِي النَّارِ»، مؤكدًا أننا لم نستحدث بهذا الاحتفال أمرًا بعيدًا مخالفًا لتعاليم الإسلام، مؤكدًا أن الاحتفال يقام في رحاب طاهرة ويكون بقراءة القرآن، والإكثار من الاستغفار والصلاة على الرسول -صلى الله عليه وسلم-، مؤكدًا أن هذه الأمور لا بدعة فيها.

لم يرد دعاء معين:

بدوره، شدد الدكتور الشحات الجندي، عضو مجمع البحوث الإسلامية، على أنه لا يوجد دعاء خاص بليلة النصف من شعبان، مشيرًا إلى أن الدعاء الذي يتردد على مواقع التواصل الاجتماعي وغيرها من الوسائل لم يرد به نص بالكتاب والسُنة النبوية.

وأوضح «الشحات»، أن الدعاء الذي يردده البعض في ليلة النصف من شعبان باعتباره خاصا بهذه الليلة، غير ثابت ولم يرد به نص في الكتاب والسُنة النبوية، منوهًا بأنه في بعض مساجد الريف والقرى والنجوع يردد دعاء من نوع خاص بهذه الليلة، مؤكدًا فضل ليلة النصف من شعبان عند الله سبحانه وتعالى، موضحًا أنه يمكن للمسلم أن يدعو فيها بما شاء دون تحديد دعائه في نص خاص أو كلام محدد.

صيام النصف من شعبان:

أكد الدكتور الشحات الجندي، عضو مجمع البحوث الإسلامية، أنه لم يرد بخصوص يوم النصف من شعبان حديث ثابت ثبوت قطعي يقتضى تخصيصه بالصيام، مشيرًا إلى أن صيام هذا اليوم جائز تحت بند التطوع.

وحذر من أنه لا يوجد حديث مؤكدًا أو قطعيًا للمسلم في صيام هذا اليوم يرتقي إلى مرتبة الواجب، كما لا يوجد حديث بهذا المعنى، ويُسن صيام يوم النصف من شعبان على أساس ما ورد في السُنة النبوية من صيام أيام الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر من كل شهر عربي، دون تخصيص لهذا الشهر بعينه، منوهًا بأن هذا اليوم هو من الأيام الطيبة التي يتقرب فيها الإنسان من ربه، وبالتالي يُستحب فيه الصيام.

وأفتى بأن صيامه يُعد عمل من جنس ما فُرض على المُسلم كل عام؛ حيث يسبق صيام الفريضة، وهي رمضان بحوالي خمسة عشر يومًا، موضحًا بأن المُدة نفسها تؤهل كنوع من التطوع والاستعداد لرمضان.

الفائز الوحيد بالليلة:

قال الدكتور مجدي عاشور المستشار العلمي لمفتي الجمهورية، إن ليلة النصف من شعبان لها فضائل عظيمة، فيها يتجلى الله سبحانه وتعالى على الخلائق فيغفر للناس جميعًا إلا المُشرك والمُشاحن.

ونصح «عاشور» كل شخص له خصومة مع أي إنسان، لو كان في قلبه مسكة من حب، فعليه أن يذهب إلى من يُشاحنه أو يُخاصمه ويبغضه، ويُحبه لله حتى يُرفع عمله في هذا الوقت، وحتى يغفر الله له ذنبه، كاشفا عن أن الفائز في ليلة النصف من شعبان هو الحب، فإذا أحب الإنسان ربه عبده خير العبادة، فتُرفع أعماله على خير، وإذا أحب الخلق، أحبه الله وغفر ذنبه.

ونبه على أن من يفقد الحب مع الله يصير مُشركًا، ومن يفقد الحب مع الناس يصير مشاحنًا، من أولئك الذين يشمتون في الموت والمصائب، مشيرًا إلى أن المُشرك والمُشاحن كلاهما بعيدين عن الله وعن خلقه ، الذين هم صنعة الله عز وجل.

رفع الأعمال في الـ15 من شعبان:

قال الشيخ أحمد ممدوح، مدير إدارة الأبحاث الشرعية وأمين الفتوى بدار الإفتاء، إنه لم يرد نص بالسُنة النبوية يخص ليلة النصف من شعبان برفع الأعمال، مشيرًا إلى أن النصوص وردت بأن الشهر بجميعه تُرفع فيه أعمال العباد إلى الله.

واستشهد «ممدوح»، بما ورد أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يُكثر الصوم في شهر شعبان، فلما سُئل عن ذلك قال: «ذلك شهر يغفل الناس عنه بين رجب وبين رمضان، وأنه شهر تُرفع فيه أعمال العباد إلى الله، وأحب أن يُرفع عملي وأنا صائم»، مؤكدًا أنه كما ورد بنصوص السُنة، أن الشهر بجميعه تُرفع فيه أعمال العباد إلى الله تعالى، أما ليلة النصف من شعبان بخصوصها، فقد ورد فيها أحاديث أخرى تُبين فضلها، وكان التابعون من أهل الشام يُحبون أن يُحيوا هذه الليلة بالعبادة، ويلبسوا فيها أحسن الثياب.