قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

مديرات بأمازون.. حكاية 3 فتيات غيرن الواقع في مجال التجارة الإلكترونية

مديرات بأمازون.. حكاية 3 فتيات غيرن الواقع في مجال التجارة
مديرات بأمازون.. حكاية 3 فتيات غيرن الواقع في مجال التجارة
×

تحاول النساء كل يوم أن يكتسبن مساحات جديدة ويكسرن القوالب النمطية في كل ركنٍ حول العالم، وخاصة هنا في مصر، وما تزال النساء ماضيات في توسيع حضورهن في مختلف المجالات، ويثبتن تميزهن، ويحدث هذا بالتزامن مع مساعي الحكومة المصرية لزيادة مشاركة المرأة في سوق العمل على قدم المساواة مع الرجل، مما يساهم في أن تصل اقتصادات منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا إلى نسب نمو 47٪ تقريباً.

«يجب على الناس أن يتوقفوا عن تقييم العاملين بناءً على جنسهم».. هكذا بدأت شيماء صلاح، مديرة منطقة دلتا مصرفي أمازون مصر، وإحدى النماذج النسائية الثلاث اللائي التقيناهن في عدد من المدن في أنحاء مصر، والسيدتان الأخريان هما نور نصر، مديرة برنامج أمازون لأنظمة التميز للعملاء (ACES)؛ في القاهرة، وسارة عبد الله؛ مديرة محطة التسليم، وهي تعمل في ضواحي مدينة طنطا.

وخلال اللقاء مع السيدات الثلاث، قمنا بتسليط الضوء على تحديات العمل التي تواجههن في مجال التجارة الإلكترونية، والتعرف على قصص نجاحهن المهني ومناقشة أفكارهن حول كسر القالب التقليدي للمرأة في سوق العمل، والعمليات المصاحبة لهذا المجال المتنامي.

وفي هذا الإطار، شهد العام الماضي إطلاق سوق البيع بالتجزئة عبر الإنترنت «أمازون مصر»، ومنذ ذلك الحين، سعت أمازون لدعم تواجد المرأة في سوق العمل، حيث نجد اليوم المرأة المصرية حاضرة في جميع قطاعات الشركة؛ من المكاتب الإدارية إلى محطات التسليم، ومركز التوزيع، جميعها تحتضن نساء يقدن، ويشرفن على مراحل العمل.

شيماء صلاح

وهذا المشهد مغايرٌ للنظرة المعتادة إلى قطاع التجارة الإلكترونية باعتباره قطاعٌ يهيمن عليه الرجال، حيث تمكنت المرأة من التفوق وإثبات جدارتها في العديد من المناصب القيادية في هذا القطاع، خصوصاً مع التطور والنمو الملموس الذي يشهده قطاع العمليات والأعمال اللوجستية بشكل عام في مصر.


بيئة عمل مستجيبة للتنوع الاجتماعي

وما من شكٍ أن بيئة العمل التي لا تفرق بين الجنسين هي مفتاح ازدهار المرأة، وقد عملت شيماء ونور وسارة في محافظات مختلفة في مصر، وفي أعمار مختلفة، على كسر هذه الصورة النمطية، واليوم تحدثن إلينا عن كيفية قيامهن بذلك وعن بعض التحديات التي واجهتن.

شيماء تم اختيارها لتصبح المديرة الإقليمية لمنطقة غرب الدلتا، والتي تشمل ست محافظات هي: الإسكندرية، الغربية، كفر الشيخ، المنوفية، الدقهلية، والبحيرة.

ويتضمن عمل شيماء قيادة فريقٍ مؤلفٍ من 260 موظفا، بخلفيات ومهارات متباينة، وأساليب عمل مختلفة عندما انضمت شيماء كانت جديدة نسبياً في مجال العمليات، لكن خلال عملية التوظيف تم تحفيزها على إجراء مقابلة للحصول على منصب أعلى، وقد حصلت عليه بنجاح.

ومع ذلك، عند دخول مكان العمل، كان عليها أن تتكيف مع الأوضاع القائمة وتعمد لبناء الثقة مع الفريق، لتثبت لهم قدرتها على قيادة فريق العمل وصنع التغيير الذي ينشده الجميع، دون أن تنسى دعم احتياجات فريقها.

سارة عبد الله

أما سارة عبد الله، فقد تعرضت لتحدي الانتقال إلى محافظة أخرى غير تلك التي تسكن فيها، وهي طنطا، لتصبح مديرة لمحطة التسليم.

وتوضح سارة: «لم يكن الانتقال سهلاً، لكن عائلتي كانت داعمةً جدًا لمسيرتي المهنية الجديدة، كما لم يكن وجود امرأة لقيادة فريق من الرجال أمرًا شائعًا في هذه المحافظة، ومع ذلك فقد تمكنتُ من تغيير الوضع الراهن، وأقود اليوم حاليًا فريقًا يضم أكثر من 100 رجل وامرأة».

وبحكم أنها أمٌ لطفلين، واجهت نور نصر تحدي إيجاد التوازن الصحيح بين العمل والحياة، حيث عادت نور لتوها إلى العمل بعد إنجاب طفلها الثاني، ولاحظت أن "بيئة العمل سريعة الوتيرة هي الجانب الأكثر إرضاءً وتحدياً في الوظيفة، حيث يتعين على المرء أن يتعامل مع السوق واحتياجات المستهلك المتغيرة باستمرار، وأن يعدل ويقود في كل موقف جديد ما يجعلك دائمًا مهتماً بالاتجاهات الجديدة، ومطلعاً دوماً على موجات ومتطلبات العمل الجديدة".

وأوضحت نور أن وجود بيئة عمل متماسكة وفريق داعم مكنها من تحقيق التوازن بين واجباتها الشخصية والمهنية دون الحاجة إلى التنازل عن أحدهما لصالح الآخر.

نور نصر

تغيير الثقافة المجتمعية

السيدات الثلاث أشرن إلى أن غرس ثقافة جديدة تقوم على تحفيز كافة أطراف المنظومة لرفع مستوى العمل أمر ضروري لكي تشعر المرأة بالتقدير والدعم. وتؤكد سارة عبد الله "في أمازون، كل يوم هو اليوم الأول".

وهذا الجانب من الديناميكية وسير العمل سريع الخطى، هو ما وجدته سارة أكثر الجوانب تحديًا والأكثر إغراءً وتحفيزاً في دورها، وقد نجحت سارة بالفعل في تحقيق العديد من طموحاتها خلال الفترة الماضية، لا سيما عندما أصبحت أول امرأة تدير محطة توصيل في مصر، حيث تشرف حالياً على فريق مكون من 115 موظفًا في المحطة التي تتخذ من طنطا مقراً لها.

وأوضحت شيماء صلاح ونور نصر أن أهم سبل دعم الموظفين، الرجال والنساء، هو تقبل الأفكار الجديدة والتطوير المستمر، حيث تقول نور: "خلال مسيرتي، كان هناك تشجيعٌ دائمٌ لحرية اتخاذ القرارات والابتكار وتنفيذ الأفكار الجديدة على أرض الواقع لتحفيز التطوير الذاتي والاستفادة من نموذج الأعمال الذي يركز على العملاء من قبل المديرين والزملاء".

وأكدت كل منهما أن النساء هنفي طليعة عملية صنع القرار داخل الشركة، من أجل ضمان التنوع في حل المشكلات، حيث تعتقدان أن هذا أمر أساسي لخلق ثقافة شاملة للجميع.

وعلقت شيماء صلاح قائلة: "القدرة على دفع نفسك للقيام بما هو أفضل للعمل وللموظفين أيضاً، في حين أن تحسين جودة مكان العمل أمرٌ أساسي لتحفيز كل شخص على التفكير أبعد من المنصب باعتباره مجرد وظيفة".


الموازنة بين الحياة الشخصية والعملية

وبالنسبة للسيدات الثلاث، تسير الإنجازات المهنية جنبًا إلى جنب مع الأهداف الشخصية، فلا داعي للتنازل عن أحدهما للآخر، ولعل من أبرز ما يميز مسيرة سارة عبد الله أن مديرها رشحها لتكون رائدة في برنامج التنوع والمساواة والشمول في مصر.

وقد أصبحت سارة الآن مسؤولة عن تشجيع ودعم توظيف المزيد من النساء عبر الأعمال اللوجستية في أمازون، حيث توجد حاليًا أربع محطات توصيل في مصر تعمل بها قيادات نسائية من أصل سبع.

وخلال فترة عملها على مدار العامين ونصف العام الماضيين، أكدت شيماء أن إطلاق نظام عمليات أمازون في الربع الثالث من عام 2021 كان أكبر حدث لها في حياتها المهنية في محطة التسليم بالإسكندرية، حيث كان النظام الأول من نوعه في مصر.

وكانت شيماء وفريقها مسؤولين عن ضمان الإطلاق السلس للنظام، الذي مكّن من الدمج الفعال للنظام ضمن عمليات أمازون اليومية، وبعد نجاح الفريق في عام 2021، سيتم الآن طرح نظام عمليات أمازون في 23 محطة توصيل في جميع أنحاء مصر في عام 2022 وما بعده.

النساء يدفعن بعضهن البعض للأعلى

وتتفق السيدات الثلاث على ضرورة أن تدفع النساء بعضهن بعضاً نحو التقدم والتطور، مشيراتٍ إلى أنها الطريقة الوحيدة التي يمكن من خلالها تمكين القوى العاملة النسائية للخروج من الأنماط التقليدية.


وتدعو سارة عبد الله إلى أهمية الإيمان بالنفس. رسالتها إلى النساء الأخريات اللاتي يشككن في أنفسهن هي، "لا ينبغي للمرأة أن تستمع إلى الأشخاص الذين يقولون إننا لا نستطيع. إنه لمن المجزي للغاية أن تحقق ما تضعه في ذهنك على الرغم من سوء فهم الناس لقدراتك".

وقد سلطت شيماء صلاح الضوء على أهمية المهارات الشخصية، موضحة أن كونها امرأة لم يعقها أبدًا. وتختتم قائلة: "إذا دفعت آفاقك لتقوية نقاط ضعفك واكتساب معرفة جديدة، فلن يتمكن أحد من إيقافك".

وأكدت نور نصر أن "الصمود أمر ضروري. إن المرونة للتعامل مع ديناميكية السوق والاقتصاد والقدرة على فعل المزيد بموارد أقل هو ما يجب على كل امرأة فعله لتحقيق النجاح في المجال الذي تختاره".

المستقبل هو الموازنة بين الجنسين

يتسم مستقبل الأعمال بالتوازن بين الجنسين، وتقود النساء موجة التغيير في منظومة الأعمال.

نور نصر وشيماء صلاح وسارة عبد الله، وغيرهن، عازماتٍ على إثبات أن قطاع العمليات والخدمات اللوجستية وصناعة التكنولوجيا هي مسارات وظيفية قابلة للتطبيق للنساء حيث يمكنهن التفوق.

ويتضح من حوارنا مع كلٍ من شيماء ونور وسارة أنهن مناصراتٍ للتنوع والإنصاف والإندماج داخل فرقهن، وفي مكان العمل الأوسع، في حين تشكل النساء اليوم 50% من سكان مصر، ومن ثم فإن دورهن ورؤيتهن وخبراتهن تعد حاسمة للاستقرار الاقتصادي والاجتماعي في البلاد.

وما من شكٍ أن هؤلاء النسوة يتطلعن لمعرفة ما يلزم لتكون امرأة في العمليات في أمازون، وكيف تتبنى الشركة دورًا نشطًا في دعم النساء ومجموعات الأقليات الأخرى، وتوفير مساحة عمل آمنة وتحفزهن على التطور والازدهار.