أكد الدكتور حسن الخولي، الخبير التربوي، وأستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس، أن الكثير من الطلاب المراهقين الذين يحاولون انهاء حياتهم أو ينهوها بالفعل مصابون بمرض عقلي، ونتيجة لذلك، فهم يعانون من مشكلات في التكيف مع الضغط النفسي المصاحب لكونهم مراهقين، مثل التعامل مع الرفض والفشل والانفصال والصعوبات المدرسية واضطراب العلاقات الأسرية، كما أنهم لا يتمكنون من إدراك أن انهاء حياتهم ما هو إلا رد فعل دائم لمشكلة مؤقتة وليس حلًا لها.
قال الدكتور حسن الخولي، أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس،خلال تصريحات خاصة لـ “صدى البلد”، إن هناك دراسة أجريت على ظاهرة انهاء الطلبة حياتهم في فترة الدراسة أو الامتحانات نتيجة الضغوط الشديدة.
ولفت إلى أن المقدمين على انهاء حياتهم يكون لديهم خلل في الشخصية، أو الاندفاع أو عدم قدرة على مقاومة الأحداث التي يتعرض لها، فيكون قرار إنهاء حياته هو الأسهل له.
وأشار الخبير التربوي، إلى أن ضغوط الأهل قد تكون سببًا قويًا للطالب يدفعه إلى الإقبال على انهاء حياته من أجل التخلص من اللوم والشعور بالذنب.
وأضاف “الخولي”، أن أهم الأشياء التي يجب أن يحرص عليها الآباء في تربية الأطفال أن يساعدوهم على تكوين صورة إيجابية عن أنفسهم من خلال بث الرسائل الإيجابية مثل إبراز مميزاته الشخصية والإشادة بها ، عدم مقارنته بأطفال آخرين متميزين في أشياء لا يحبها أو لا يستطيع التميز فيها ، عدم توبيخه بالعبارات السلبية وبدلا من ذلك يتم تنبيه للخطأ بشكل لطيف يناسب المرحلة العمرية التي يمر بها، والتشجيع بالعبارات الإيجابية عن إنجازاتهم وتحفيزهم وتعزيز ثقتهم في أنفسهم، خاصة أن عدد كبير من حالات هذة الظاهرة في العالم ترجع إلى انعدام الثقة بالنفس والشعور بالدونية و التعرض للتنمر هذا بالإضافة إلى الاكتئاب.
وأشار إلى ضرورة أن يحرص الوالدين على اختيار العقاب المناسب للطفل ومرحلته العمرية وطبيعة الخطأ الذي وقع فيه حيث إن بعض الآباء يعاقبون الأطفال لأشياء مبالغ فيها وقاسية جدا على الأطفال مما يولد لديهم الكثير من المشاعر السلبية وينعزلون عن الأهل ولا يتحدثون معهم عن أي شيء، وبالتالي عندما تواجههم مشاكل لا يخبرون بها الأهل لأنه لا يوجد بينهم أي ترابط أو مشاعر إيجابية بل قد يتعرضوا للعقاب والتوبيخ وبالتالي يكتفون بأنفسهم وعندما يعجزوا عن الحل لا يكن لديهم خيار من وجهة نظرهم سوى انهاء حياتهم.
من المؤشرات التحذيرية لحالات انهاء الطلاب حياتهم:
- الحديث عن هذة الظاهرة أو الكتابة عنه، مثل التفوه بعبارات على غرار "سأقتل نفسي" أو "لن أسبب لكم مشكلات بعد اليوم"
- الانسحاب من التواصل الاجتماعي
- التقلبات المزاجية
- زيادة تعاطي الكحوليات أو المخدرات
- الشعور بالحصار النفسي أو فقدان الأمل أو انعدام الحيلة تجاه موقف ما
- تغير الروتين المعتاد، بما في ذلك أنماط الأكل أو النوم
- فعل أشياء خطيرة أو مؤذية للنفس
- التخلص من المتعلقات مع عدم وجود تفسير منطقي آخر يبرر سبب ذلك
- حدوث تغيرات في الشخصية أو فرط الإحساس بالقلق أو الهياج عند التعرض لبعض المؤشرات التحذيرية المذكورة سابقًا
الذي ينبغي عليّ فعله في حالة الشك في أن ابني يفكر في انهاء حياته؟
تحدث إليه في الحال لا تخش استخدام هذة الكلمة، فالحديث عن انهاء حياة البشر لن يزرع أفكار الانتحار في رأس المراهق.
اطلب من ابنك المراهق أن يتحدث عن مشاعره واستمع إليه جيدًا، ولا ترفض الاعتراف بمشكلاته، بل حاول طمأنته أنك تحبه.
ذكّر ابنك بأنه ما من مشكلة إلا ولها حل وأنك ترغب في مساعدته.
اطلب أيضًا المساعدة الطبية لابنك المراهق، لان عادة ما يحتاج المراهقون الذين يشعرون برغبة في انهاء حياتهم إلى زيارة طبيب نفسي أو اختصاصي علم نفس متمرس في تشخيص وعلاج الأطفال الذين لديهم مشكلات في الصحة العقلية.