"شمال أفارقة تقول الباقي خارسة.. فكني من يوم ما طلعنا الأعداء مبتسكتش.. يغلطوا يتحاسبوا أعدائي" فن اكتسح الساحة العربية في الآونة الأخيرة، وأصبح "ويجز" حديث الساعة وفنان الشباب فما من يوم يُصبح أو ليلة تمسي إلا وتجده متصدرًا مؤشرات البحث عبر مواقع التواصل الإجتماعي، تحقق أغنياته في ساعات قليلة منذ إصدارها ملايين المشاهدات، حتى أصبح فن التراب هو موسيقى القرن الـ 21.

في دراستنا للمرحلة الأولى من الثانوية العامة تحديدًا في مادة اللغة العربية فصل النصوص والبلاغة درسنا فن أو شعر الهجاء، وكان أشهرها درس حُفر في ذاكرتنا جميعًا بعنوان "جرير يهجو الفرزدق" وتناولت الأبيات الشعرية "أعد الله للشعراء مني صواعق يخضعون لها الرقابا .. قرنت العبد عبد بني نمير مع القينين إذ غُلبا وخابا .. فلا صلى الإله على نمير ولا سقيت قبورهم السحابا .. ولو وزنت حلوم بني نمير على الميزان ما وزنت ذبابا"، فقام الفرزدق بالرد على جرير بالأبيات التالية "فإنك من هجاء بني نمير .. كأهل النار إذا وجدوا العذابا .. رجوا من حرها أن يستريحوا .. وقد كان الصديد لهم شرابا .. فإن تك عامر أثرت وطابت .. فما أثرى أبوك وما أطابا".

فن الهجاء بداياته كانت في العصر الأموي وظهر لأول مرة حينما اشتبك جرير بشاعر يُدعى غسان السليطي، ولم يقدر السليطي على الاستمرار في مواجهة جرير فقام واحد من شعراء قوم الفرزدق بالتصدي لجرير، وظل كل منهما يرد على الآخر في هجاء عنيف حتى انتشر بين الكثير من الشعراء، و أعجب الناس حينها بتلك المناوشات الشعرية ومنذ ذلك الوقت أصبح لونًا شعريًا جديدًا يسمى بفن النقائض أو الهجاء.

وظل الهجاء يتطور عصرًا تلو الآخر حتى وصل إلى فن الراب الذي أحبه الكثير من الشباب وأصبح فنهم المفضل، وذلك حتى ظهر فن جديد يدعى فن التراب والذي اشتهر خلاله فنان الجيل الحالي ويجز، وقام بعمل الكثير من الثنائيات الغنائية برفقة بعض الفرق المغربية المتخصصة أيضًا في فن التراب، وكان من بينهم أغنية "مش خالصة" والتي هجا من خلالها منافسيه والذي أصبحوا أعدائه في هذا الفن، وتأكيدًا منه على قوته قام بالإستعانة خلال مشاهد الفيديو كليب المصور لأغنية "مش خالصة" بسيارة ذات هيكل وحشي وهي فورد رانجر FORD RANGER.

أنتجت السيارة FORD RANGER الشركة الأمريكية ذات التاريخ العريق فورد FORD، حيث تم إنشاؤها في العام 1903 في ولاية ميتشجان تحديدًا في بلدة ديربورن على يد واحد من اهم رائدي صناعة السيارات في العالم هنري فورد HENRY FORD، وما زال مقر هذه الشركة الرئيسي في هذه البلدة حتى وقتنا هذا، ولاعتبار الشركة الأمريكية فورد هي من أولى الشركات التي بدأت في صناعة السيارات في العالم فهي تأخذ ترتيبها كواحدة من أكبر 10 شركات صناعة سيارات في السوق العالمية.

اشتهرت الشركة الأمريكية فورد FORD منذ نشأتها بإصدار الطرازات الفارهة، والتي تحتوي على الكثير من أحدث وسائل الرفاهية التي يتوصل إليها العلم الحديث دومًا، ولكن حينما جاء العام 1982 قررت فورد FORD الدخول إلى عالم السيارات الوحشية فقامت بإصدار طرازها فورد رانجر FORD RANGER، وهي طراز أنتجته هذه الشركة من فئة سيارات الـ"بيك أب" متوسطة الحجم تمتلكها الأفراد.

ظهرت السيارة فورد رانجر FORD RANGER لأول مرة في شوارع أمريكا الشمالية في العام 1982 كشاحنة "بيك أب" صغيرة الحجم، يتم إستخدامها في عمليات النقل لأوزان خفيفة فهي تعتبر سيارة نقل بضائع ولكن خفيفة الوزن، وحينها حققت نجاحًا كبيرًا وبدأت في الخروج من نطاق الولايات الأمريكية والانتشار في جميع الدول، وهنا ظلت فورد FORD في العمل جاهدة على تطوير تلك السيارة لتصبح كما هي عليه الآن اهم سيارة "بيك أب" تمتلكها الأفراد كسيارة وحشية فارهة.

أعيد تقديم السيارة فورد رانجر FORD RANGER في العام 2019 بشكل مختلف عما سبقه، وأصبحت واحدة من أفضل سيارات "البيك أب" ذات قوة الدفع الرباعية في السوق العالمية تصميمًا وقوة، حيث احتوت على كثير من وسائل الأمان والرفاهية ومحركات قوية متعددة واقتصادية في استهلاك الوقود، لذا فقد توفرت بثلاثة خيارات من المحركات، الاول منها مكون من 4 أسطوانات بسعة 2.2 لتر، يستطيع أن يولد قوة قدرها 150 حصانًا متصل بناقل حركة يدوي الاداء من 6 سرعات.

واستمدت السيارة فورد رانجر FORD RANGER قوتها من محرك آخر بقوة دفع خلفية مكون من 4 أسطوانات، يأتي بسعة 2.5 لتر ليولد قوة 163 حصانًا متصل بناقل حركة يدوي الأداء من 5 سرعات، وأما عن المحرك الثالث فهو ديزل مكون من 6 أسطوانات بقوة دفع رباعية، وسعة المحرك تبلغ 3.2 لتر فيستطيع أن يولد قوة قدرها 200 حصانًا، ومتصل بناقل حركة أوتوماتيكي الأداء من 6 سرعات.

وكان قد أصدر ويجز أغنيته "مش خالصة" في العام 2021 وقام بمشاركته الغناء أشهر فنان تراب مغربي وهو جراند طوطو، وهما أيضًا من قاما بكتابة كلمات الأغنية، و استعانا بنادر سليمان لعمل "الميكس" الموسيقي لهذه الأغنية، وتم تصوير مشاهد الفيديو كليب الخاص لـ مش خالصة بصحراء المغرب العربي و قام بإخراجه أنس برياني.