كانت تعلم أن القانون ليس في صالحها، لكنها حاولت على أمل أن يرأف القاضي بقلبها ويمنحها رؤية أبناء شقيقها الراحل.
رفضت نصائح محاميها، بأنه لا طائل من رفع القضية فهي مجرد عمة ولاحضانة لها ، لكنها سارعت إلى محكمة الأسرة بالمعادي.
وأقامت الدعوى وأرفقت في ملف القضية كل مايربطها بأبناء شقيقها من صور ومستندات.
ومع انعقاد الجلسة الأولى، طلبت منالقاضي أن يستمع لها لتبدأ في سرد مأساتها مع أرملة أخيها التي حرمتها من رؤية أبنائه.
وتابعت: "سيدي القاضي أنا أم وعمة لهؤلاء الأطفال الثلاثة الذين يحتضون هذه السيدة خوفا من بطشها، حضرت إلى قاعة المحكمة لأخذ حقي حتى لو لم يحالفني القانون.. جئت هنا من أجل رؤية أطفال شقيقي الذين ربيتهم وهم صغار.. وحرمتني أمهم من رؤيتهم بعد وفاته".
وأضافت: "نعم جئت هنا لأقول للجميع إنني من ربيت وأطعمت وكسوت، أنا من سهرت الليالى وحرمت نفسى من العمل ، انا من اخترت العنوسة ، واغلقت ابواب قلبى من اجلهم .. لذلك يجب ان يعترف الجميع ان العمة ام ، والخال اب .. هذه هى الحقيقة ،مهما انكر الجاحدون ..سيظلون ابنائى سيدى القاضى حتى لو نطقت الاحكام ودونت الاسماء فى شهادات الميلاد عكس ارادتى "
واضافت والدموع قد سيطرت على عينيها " لايحق سيدى القاضى لمن كانت وعاء فقط ان تحرمنى من رؤيتهم ، وتصفنى بالغريبة عنهم .. هى لاتملك امومتى لهم ، فلا اتذكر يوماانها حزنت لحزنهم او فرحة لفرحهم ..كل ماكان يشغلها ذاتها وعملها ..غير ذلك فلا أهمية له".
وأشارت: “أنا هنا احمل وصية شقيقي الذي تركنا فى حادث أليم منذ عام ، كان دائما يوصينى بأولاده ، ويطمان كلما اخبرته اننى امهم التى لم تنجبهم..لم يكن يثق سيدى القاضى فى زوجته ، فحياتها كانت عمل وسفر للخارج ، لم تعلم شىء عن اولادها سوى الاسم ..واليوم بلغت بها الغيره من حب ابنائها لى بحرمانى منهم .. اى دين يحلل هذا ؟، واى قانون يتجاهل حقى فى رؤيتهم؟”.
وتابعت: "جئت إليك سيدى القاضى حاملة صور وفيديوهات جمعتنى السعادة مع اولادى الذين لم انجبهم ، واخرى تحمل احزانى معهم ..فلم اجد قانون ينصفنى ،او مستند غير ذلك يعطينى حقى فى رؤيتهم حتى ولو مرة واحدة في الأسبوع".
واختتمت حديثها " نهاية سيدى القاضى ..انا عمة وفى الحقيقة ام ، فمن يكتب القانون يجب ان يراعى ذلك ، الخال اب ايضا ، نملك قلوب ، لااحجار .. حرمنى الموت من شقيقى ، ولا املك قلب يقوينى لأتحمل حرمانىمن رؤية ابنائه حتى ولو ساعتين فى الاسبوع..اطلب الرحمة والرأفة بقلب عاجز عن ضخ الدماء التى تبقيه على قيد الحياة .
وبعد انتهاء القاضى من سماع طلبات مقيمة الدعوى ..قضت المحكمة برفض دعواها مؤكدة فىحيثياتحكمها على عدم شمول الرؤية للعمة او الخال .