قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

نوستالجيا.. ذبح زوجته واولاده نيام ..وانهى حياته قبل تنفيذ حكم الاعدام

×

ثلاثة أشهر كاملة لم ترى عينيه النوم ، عقله يفكر وقلبه ينتظر الامل فى أن تعود"البورصة " إلى ارباحها المعتادة ويعوض خسائره بالملايين .

يمر اليوم تلو الاخر والاوضاع تزداد سوء ، والخسائر تتضاعف ، ويصبح امل التعويض مفقود بل منعدم ، ليتحول فى ليلة وضحاها من رجل ثرى الى فقير معدم ، مديون وغير قادر على الانفاق على اسرته .

ظل ساعات يفكر ويكتم خسائرةعلى نفسه ، لايعلم احد من اسرته مايمر به ، الابتسامة لاتفارق وجهه كلما اجتمع بأسرته ، والدموع والقهر والعجز يصاحبناها فى وحدته .

لم يتحمل كل هذه الضغوط ، سيطر الشيطان على عقله ، صور له مأساة اسرته بعد اعلان افلاسه ، ومصيرة الذى لن يخرج عن السجن بسبب الديون التى تراكمت عليه بعد خسائره فى البورصة .

وفى ليلة الحادث وبالتحديد نهايةعام2008 نام الجميع ، فى حين ظل المهندس شريف كمال حافظ صاحب الـ55 عاماً مستيقظا ، جلس وحيدا فى "بلكونة " حجرته يحتسى القهوة التى يعشقها ، تبعها بسيجارة ،ثم اخذ نفس عميق ، بعدها استسلم بكل جوارحه للشيطان ، الذى أعاد الى ذاكرته مشهد المأساة التى يمر بها ،ذكره انه اصبح مفلسا مديونا ،بعد ان خسر كل امواله فى التضارب على الاسهم بالبورصة ، اعاد معه كيف كانت اسرته تحظى بمستوى معيشة راق ،والان هم مهددون بالفقر بل والطرد من منزلهم الكائنبشارع المعتز أحدى شوارع حى النزهة الكبرى .

تماد حواره مع الشيطان ، حتى عم الصمت البيت ، نام الجميع ، الابنبن والزوجة ، وبعد دقائق تحرك جسده مصطحبا افكار الشيطان الى بلطة حديدية كان يحتفظ بها فى حجرة المطبخ .

امسكها بيده بقوة ..وتحرك الى حجرة ابنه وسام حيث وجده نائما على سريره ، نظر اليه دون شفقه ، ثم نزل بالبلطةعلى رأسه ،ولم يتركه الا صريعا مذبوحا .

بعدها تحرك جسده الى حجرة ابنته داليا ..ازال من على وجهها الغطاء ثم نزل بالبلطةعلى رأسها ، ولم يتركها الا وهى غارقة فى دمائها ، ليتوجه الى حجرة زوجته ،وعندما اقترب من رأسها ضربه بالبلطة ضربة واحدة ، بعدها فارقت الحياة .

بمجرد ان انتهى من تنفيذ جريمته غادره الشيطان قليلا ، بعدها شعر بالندم ،جلس 10ساعات بجوار الجثث يبكى ، ادرك انه خسر كل شىء اسرته وامواله ، اصبح فاقدا للامل فى الحياة ليسكنه الشيطان مرة اخرى ، ويحرضه على قطع شرايين يديه على امل ان يغادرمع اسرته الحياة ، لكن جريمته تم اكتشافها عن طريق شقيق زوجته، الذى حاول التواصل مع اخته كثيراً خلال الساعات الأولى من صباح يوم الجريمة فلم تجبه، فتوجه مسرعاً نحو منزلهما، وتمكن بمساعدة البواب من كسر باب الشقة، وفوجئ بشقيقته وزوجها وابنائهم غارقين فى دمائهم .

حضرت جهات التحقيق والتحرى وحدد الطب الشرعى مسار الجريمه ، وشرح ملابساتها وطريقة ارتكابها ، بعدها تم نقل الجثث والتصريح بدفنها ، فى حين انقذ الاطباء حياة الاب ، لتتحفظ عليه النيابة وتحيله بعد تماثله للشفاء الى المحكمة بتهمة قتل ابنيه وزوجته .

بعد عدة أشهر من مداولة القضية قانونياً والتحقيق مع المتهم شريف كمال الدين حافظ، بتهمة القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد، أحيلت القضية لمحكمة جنايات شمال القاهرة، وأمام المحكمة وقف المحامى الموكل للدفاع عن "حافظ" أمام هيئة المستشارين باحثاً عن ثغرة ومخرج قانونى، ينقذ موكله من حبل المشنقة، فلم يجد غير سبيل المرض النفسى، فأدعى أن موكله لم يكن فى قواه العقلية أبان ارتكابه الواقعة، وانه يعانى من مرض نفسى يجعله غير مسئولاً عن تصرفاته ..فى هذه اللحظة وقعت المفاجأة .

قاطع المتهم محاميه وطلب من المحكمة الكلمة فأذنت له، لينفى كلام دفاعه ويؤكد للمحكمة سلامة قواه العقلية، وارتكابه الجريمة بمحض إرادته الحرة، فكانت تلك الاعترافات كفيلة لأن تنتهى القضية فى جلستين، بعدها قضت المحكمة بإعدامه شنقاً، عقب تصديق مفتى الجمهورية على الحكم .

لم تتوقف كواليس هذه القضية عند حكم الاعدام ، بل بعد عام من ارتكاب الجريمة و7 ايام من صدور الحكم كان اطباء مستشفىسجن ليمان طرة، يسابقون الزمن لإنقاذ حياة السجين شريف كمال حافظ ، والذى كان يصارع الموت بعد إصابته بهبوط حاد فى الدورة الدموية ، انتهت بتوقف عضلة قلبه، ومن ثم وفاته ليغلق بذلك باب القضية للابد .