بعد أن تنامت أعداد الإصابات بفيروس كورونا اللعين في معظم أنحاء العالم، عادت تتسارع معدلات الإصابة به في القارة الأوروبية من جديد وتحولت إلى بؤرة لتفشي الوباء وتحديدا الصين وظهور موجة جديدة من (كوفيدـ 19) رغم حملات التطعيم الناجحة في شتى البلاد.
كورونا يرعب الصين مجددا
وسجلت الصين، اليوم الثلاثاء، 5280 إصابة جديدة بفيروس كورونا، وفق ما أعلنت لجنة الصحة الوطنية، في حصيلة يومية هي الأعلى منذ عامين.
ويأتي هذا الرقم القياسي في الإصابات اليومية مع تزايد تفشي المتحور أوميكرون على مستوى البلاد، حيث تم تسجيل أكثر من ثلاثة آلاف إصابة بالفيروس في مقاطعة جيلين الشمالية الشرقية.
فهناك الآن فى الصين مشاهد تذكر بسيناريو التفشي الأول للوباء، بعد أن سجلت البلاد أرقاما قياسية، فهناك طرقات خالية من السكان ومحال مغلقة، وطوابير طويلة لإجراء فحوصات كورونا.
ووفق تعليمات الحكومة، لا يمكن مغادرة مقاطعة جيلين أو التنقل من مدينة إلى أخرى من دون الحصول على تصريح من الشرطة.
كما سجلت الإصابات بين سكان شنغن وصولا إلى تشينغداو على الساحل، وحتى شينغتاي في الشمال، حيث تواصلت حصيلة الإصابات المرتفعة في الصين بشكل منتظم منذ بداية شهر مارس الجاري، وتعد هذه الأرقام الأعلى منذ التفشي الأول الواسع لـ"كوفيد 19" في مدينة ووهان أواخر عام 2019.
وسجلت الصين، منذ ظهور الوباء، حالات إصابة قليلة، وذلك بعد تطبيق الإغلاق الصارم، وتفعيل الحكومة سياسة "عدم التسامح".
وتقوم هذه السياسة على وقف انتقال العدوى بأسرع ما يمكن، من خلال الاعتماد على إغلاق حازم، وفرض حجر صحي إلزامي على أي حالة مخالطة لحالة إيجابية.
ولأعداد الإصابة المهولة بفيروس كورونا في الصين، علقت عدة شركات متعددة الجنسيات أعمالها في الصين، فيما يشهد البلد تدابير إغلاق تعد بين الأوسع نطاقا منذ بداية وباء فيروس كورونا.
ويواجه عشرات الملايين من الأشخاص في شتى أرجاء الصين قيودا، بما في ذلك مقاطعة جيلين بأكملها ومدينة شنشن، مركز التكنولوجيا في البلد، بعد أن رصدت السلطات أعدادا قياسية من حالات الإصابة بمرض كوفيد-19.
وتضم قائمة الشركات التي تأثرت أعمالها شركة "تويوتا" و"فولكس فاغن" و"فوكسكون" مورد أجهزة أبل، وأثارت عمليات الإغلاق مخاوف من احتمال تعطل سلاسل التوريد المهمة.
إشادة لمصر من منظمة الصحة العالمية
ورغم أعداد الإصابات بفيروس كورونا التي تجاوزت ٤٦٠ مليونا حول العالم وأودت بحياة ٦٫٠٥ مليون شخص، إلا أن الدولة المصرية كانت حريصة بوضع حزمة من الإجراءات الاحترازية للحد من انتشار فيروس كورونا والتي أشادت بها “منظمة الصحة العالمية” وكانت كالتالي:
جهود الدولة لمواجهة كورونا
وضعت الحكومة المصرية وجميع مؤسساتها الطـب الوقائـي على رأس أولوياتهـا، نظـرا لـدورها المهـم فـي توفيـر السبل وآليات التي تحمي المجتمع بشكل عام مـن خطـر الإصابة من كورونا.
يـؤدي هـذا الإجراء الذي قامت به مصر إلـى تقليل احتمال التعرض للإصابة، وفي مواجهـة جائحة كورونا قـام قطاع الطب الوقائي بــ وزارة الصحـة والسـكان تنفيـذ جميـع الأنشطة والإجراءات الوقائية للتصدي للجائحـة، وذلـك للحـد مـن انتشـار المـرض، وقـد كان هنـاك هدفـان اسـتراتيجيان:
1ـ الحـد مـن عـدد الإصابات والوفيـات الناجمـة عـن جائحـة كورونـا.
2ـ ضمـان استمرارية و فاعليـة جميـع الأنشطة الوقائية المتعلقة بصحة المجتمـع.
إجراءات التحكم والسيطرة
وعملت وزارة الصحـة والسـكان وجميع مؤسسات الدولة علـى المتابعـة المسـتمرة للوضـع الوبائـي فـي مصر والمراجعة الدورية للإجراءات الاحترازية، والتوصيـات الوقائيـة من خلال التحليل المسـتمر للبيانـات، وعمـل الزيـارات بصفـة متكـررة علـى مختلـف مناطـق ومحافظـات الجمهوريـة، وإجـراءات التحكـم والسـيطرة علـى انتشـار المـرض ومنـع حـدوث الإصابة، وذلـك عبـر عـدد مـن الآليات، وهـي:
1ـ الحجـر الصحـي.
2ـ رصد الأمراض المعدية، ومكافحتها.
3ـ تطوير المعامل المركزية.
4ـ توفير التطعيم ضد فيروس كورونا المستجد.
الحجر الصحي
عمـل الحجـر الصحـي علـى اتخـاذ مجموعـة متنوعـة مـن الإجراءات التـي مـن شـأنها مواجهـة جائحـة كورونا فـي مصـر، ومـن أبرزهـا: التأكـد مـن وجـود نتيجـة PCR سـلبية لجميـع الوافديـن إلـى مصـر مـن الخـارج، والتحقـق مـن عـدم وجـود أي أعـراض مرضيـة، أو ارتفـاع فـي درجـات الحـرارة، أو أي عـرض مـن أعـراض الأمراض التنفسـية الحـادة، مـع اتخـاذ كل التدابيـر الاحترازية فـي حالة الاشتباه، مـن خلال عزلهـا، وتوجيههـا للمستشفيات المعنيـة لذلـك، إلـى جانـب فحـص جميـع الركاب القادمين من كل دول العالـم.
وتنفيذ القرارات الصادرة عن مجلس الوزراء والتزمت مؤسسات الدولة بـ تـطـبـيـق وتـنـفـيـذ جميع الــقــرارات الصـادرة عـن مجلس الـــوزراء والــــتــــي تـــصـــب فــــي مــصــلــحــة الـــمـــواطـــن المصري والدولة المصرية وذلك في ضوء توجيهات القيادة السياسية.
تعتبـر مصـر مـن أقـوى دول الشرق الأوسط و الـدول العربيـة وإفريقيا فـي أنظمـة الترصـد والاكتشاف المبكـر للأمراض الوبئة، بشـهادة خبراء منظمة الصحة العالمية.
نشر بروتوكولات التعامل
وحرصت مؤسسات الدولة المصرية بشكل عام ومنظمة الصحة والسكان بشكل خاص على تتبـــع حالـــة فيـــروس كورونـــا ، ونشـــر بروتوكـــول التعامـــل مـــع الحالة المشـــتبه فـــي إصابتهـــا بالفيـــروس والتأكــد مــن حصرهـــم، ومتابعـــة إجـــراءات المراقبـــة اليوميـــة.
وأيضا بالتعاون المشترك تـم التـوســـــع فــي أمـاكـــــــــــن تقديـم التطعيـم واللقاحات ضد فيروس كورونا حيـث تـم تجهيـز أرض المعـارض ومحطات المترو والجامعات وتوفير عربات متحركة من وزارة الصحة لتوفير التطعيـم مـن خلال فـرق أيضا التطعيـم المتحركـة لتطعيـم العامليـن بالمؤسسـات والقطاعـات الحيوية بالدولة علـى المسـتويين العـام والخـاص.
مكافحة الفيروس والعدوى
تعنـي مكافحـة العدوى بالإجراءات الخاصة بالوقاية من العدوى، وفي هذا الإطار، تم تشكيل فريـق إدارة الأزمة بالتنسـيق مـع فرق الاستجابة السـريعة علـى المسـتوى المركـزي والطرفـي بجميـع المحافظـات، كمـا عملـت وزارة الصحـة علـى تنظيـم زيـارات منزليـة لمتابعـة المخالطيـن لحالات إصابـة مؤكـدة بفيـروس كورونـا، للتأكـد مـن مـدى التـزام المخالطيـن بالمنـازل باتبـاع الإجراءات الوقائيـة، ومـن ناحيـة أخـرى، تـم تقديـم التدريـب اللازم للأطباء العاملين بالخط السـاخن 105 لتعزيز القدرة على تلقي شكاوى المواطنين وبالغاتهـم، والـرد علـى استفسـاراتهم بالشـكل الأمثل، طبقـا لمـادة علميـة موثقـة ومحدثـة، بمـا يضمـن جـودة واسـتمرارية الخدمـة علـى مـدار اليـوم طـوال أيـام الأسبوع.
وكذلك تشمل إجـراءات مكافحـة العـدوي المتابعة الصحيـة للقادمين مـن الخـارج، مـن خلال مسؤولي مكافحة الأمراض المعدية بالمحافظات.
وحرصت الدولة على متابعة أدوات ومستلزمات الوقايـة الشـخصية، ومنها الجهـاز التنفسـي، والأقنعة الجراحيـة، والأقنعة عالية الكفاءة، والقفازات، والمرايل البلاستيكية أحاديـة الاستخدام، ومسـتلزمات غسـل الأيدي، ومطهرات الأيدي والأسطح.
وقامت الدولة المصرية أيضا لمكافحـة العـدوي فـي مجابهـة جائحـة فيـروس كورونـا المسـتجد، على تدريـب الأطباء بوحـدات الرعايـة الأساسية، وتدريـب الفـرق الطبيـة بأقسـام الرعايـة المركـزة والطـوارئ.
تطوير المعامل المركزية
بذلت وزارة الصحة والسكان جهودا كبيرة لتطوير المعامـل فـي مختلـف محافظـات الجمهوريـة، حيـث تـم تجهيـز 60 معمـلا بجميـع الأجهزة
والمسـتلزمات اللازمة لفحـص فيـروس كورونـا المسـتجد بجميع المحافظات، كما تم تخصيص 30 معملا على مستوى الجمهورية لإجراء تحاليل السـفر، وإصـدار شـهادات كورونـا المعتمـدة للسـفر للخـارج.
ورغم ذلك لــم يـتـوقـف دور وزارة الـصـحـة ومؤسسات الدولة المصرية العظيمة على احتواء جائحة كورونا والأنشطة الوقائية الأخرى، بل أسهمت مع باقي الــوزارات والجهات المعنية في الحد من انتشار العدوي.
تستمر وزارة الصحة فـــي تـقـديم الخـدمات التطعيمية ضد فيروس كورونا فـــي مراكز التطعيم المنتشرة بالمحافظات، والتي تخضع للزيادة المستمرة طبقا لتسجيل الراغبين في التطعيـــم علـــى البرنامج الإلكتروني.
ورغم تأثر التطعيمات بمعظم دول العالـم بسبب جائحة كـورونا، فإن مصر اسـتـطـاعـت الحفاظ عـلـى أنظمة التطعيمات الإجبارية بها، وقامت بتوفيـر العلاج المتعـدد بالمجـان لـكل المرضـى.
وقد سبق وأشاد ممثل منظمة الصحة العالمية في القاهرة، جون جبور، بجهود الدولة المصرية في مواجهة فيروس كورونا المستجد (كوفيد 19)، مؤكدا أنها تعاملت بجدية مع الأمر منذ البداية.
وأكد جبور، خلال مؤتمر صحفي، أن مصر بادرت إلى تفعيل كافة فرق الاستجابة السريعة، في كل المحافظات، لأجل رصد الحالات الإيجابية وتتبع المخالطين، بغض النظر عن توزيعهم الجغرافي.
تراجع معدلات الاصابة
وفي هذا الصدد، أكدت وزارة الصحة والسكان انكسار الموجة الخامسة من اصابات فيروس كورونا مشيرة إلى تراجع معدلات الإصابات بنسب شبه ثابتة لمدة أسبوعين متتاليين، إلى جانب تراجع نسب الإشغال فى المستشفيات.
وقال الدكتور حسام عبد الغفار المتحدث باسم وزارة الصحة والسكان : هناك تراجع فى أعداد اصابات كورونا محليا وعالميا، مؤكداً ضرورة التوسع فى تلقى الفئات المستهدفة للقاحات طبقًا للبرنامج الزمنى، والالتزام بالإجراءات الوقائية اللازمة وخاصة خلال شهر رمضان المبارك، وهو ما سيؤدى إلى تخطى الأزمة بنجاح وسلام.
وطالب المتحدث باسم وزارة الصحة والسكان المواطنين بالحفاظ على مكتسبات الدولة المصرية فى مواجهة الوباء، والاستمرار فى ممارسة الإجراءات الاحترازية والحفاظ على النظافة الشخصية لحماية الأفراد والمجتمع من انتشار أى أمراض معدية.
وأوضح الدكتور حسام حسنى رئيس اللجنة العلمية لمكافحة كورونا بوزارة الصحة والسكان أن البروتوكولات العلاجية المحدثة اثبتت نجاحا كبيرا فى قدرتها على العلاج وشفاء الحالات مؤكدا أن التطعيمات ساهمت فى تقليل المضاعفات الخاصة بالإصابة وساهمت إلى حد كبير فى تقليص انتشار المرض مضيفا أن هناك تراجعا فى نسب الحجز بالمستشفيات والدخول للرعاية المركزة.
وقال، إن هناك متابعة يومية من قبل القائم بأعمال وزير الصحة، لمعدلات الإصابة والوفيات والحالات التى تلجأ للمستشفيات وغرف العناية المركزة إثر الإصابة بكورونا، وتلاحظ أنه خلال الأسبوعين الماضيين هناك تناقص فى أعداد الإصابات والوفيات.
وأضاف الدكتور حسام حسنى أنه تم التعامل بنجاح مع الموجة الخامسة ومتحور أوميكرون وتحجيم معدلات الإصابة" وقال: الدولة تسير بشكل علمى للغاية ومنهجى ومنظم، وهناك متابعة دقيقة لكل الشئون الصحية التى تتعلق بالمواطنين والمقيمين على أرض مصر، والحمد لله انتهينا من ذروة الموجة الخامسة، وبالنسبة للموجة السادسة، فأعتقد أن الأمر وطريقة التعامل أصبحت معلومة لدى المواطن بعدما وفرت الدولة اللقاحات بشكل مجانى.
وتابع: لا يوجد لدينا أى مشكلات فى اللقاحات، ويتم توفيرها بشكل مجانى، ونعمل الآن على حملات طرق الأبواب للتلقيح، ولا يتبقى سوى الأشخاص الذين لم يحصلوا على التلقيح حتى الآن، وتم تلقيح 51% من المواطنين بشكل كامل، ونتحدث عن عدد المتلقحين كامل التلقيح ومن استكملوا اللقاح.
وأضاف: الفئات المستهدفة من سن 18 سنة فصاعدا، والجرعة التنشيطية نقترب من المليون و600 ألف ونأمل أن نطعم 100% من الفئات المستهدفة للتطعيم، ولدينا جرعات تكفى لتطعيم ما يقرب من 42 مليون مواطن آخرين".
وأشار إلى إتاحة إمكانية تلقى المواطنين الجرعات الثانية والتنشيطية من لقاح فيروس كورونا خلال شهرين من تلقى الرسالة النصية الخاصة بتحديد الموعد، فضلاً عن إمكانية تغيير مكان تلقى الجرعة التنشيطية حال الرغبة من خلال الاتصال بالخط الساخن للوزارة وطلب التغيير.
وأكد استمرار تقديم التوعية للمواطنين من خلال الفرق الطبية المدربة بمراكز التطعيمات وفرق التواصل المجتمعى المنتشرة بالمحافظات، وإتاحة خدمة التسجيل الفورى لتلقى لقاح فيروس كورونا من خلال مراكز التطعيمات بالمحافظات، مشيراً إلى اختصار خطوات التسجيل على الموقع الإلكترونى للوزارة الخاص بتلقى اللقاحات، تيسيراً على المواطنين.
معاناة دول العالم من جديد
ومن جانبها، ذكرت جامعة جونز هوبكنز الأمريكية، أن حصيلة الإصابات المؤكدة بفيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) حول العالم ارتفعت إلى 459 مليونا و802 ألف و605 إصابات.
وأشارت الجامعة- في أحدث إحصائية نشرتها، عبر موقعها الإلكتروني اليوم الثلاثاء- إلى أن إجمالي الوفيات جراء الإصابة بالفيروس حول العالم ارتفع إلى 6 ملايين و45 ألفا و820 وفاة، موضحة أن الولايات المتحدة سجلت أكبر عدد من حالات الإصابة حول العالم، والتي بلغت أكثر من 79.5 مليون إصابة، في حين تجاوزت حصيلة الهند 42.9 مليون إصابة؛ لتحتل المرتبة الثانية، تليها البرازيل بأكثر من 29.3 مليون.
وتصدرت الولايات المتحدة- وفقا لأحدث البيانات - قائمة الدول من حيث عدد الوفيات جراء الإصابة بالفيروس بـ965 ألفا و105 وفيات، تلتها البرازيل في المرتبة الثانية بـ655 ألفا و557 وفاة، ثم تأتي الهند في المرتبة الثالثة بإجمالي وفيات 515 ألفا و974 وفاة.