تنتظر فرنسا خلال شهر إبريل المقبل انعقاد الانتخابات الفرنسية والتي ترشح لها الرئيس الحالي إيمانويل ماكرون لولاية ثانية، مع العديد من المتقدمين للترشح على المنصب الرئاسي معه.
ومن المنتظر أن تعقد الانتخابات الفرنسية على مرحلتين الأولى في يوم 10 إبريل القادم، والثانية في 24 من الشهر نفسه.
ومن جانبه أعلن المجلس الدستوري الفرنسي عن لائحة المرشحين للانتخابات الرئاسية والذين حصلوا على الـ 500 توقيع المطلوبة للمشاركة في السباق الرئاسي.
وقال المجلس إن 12 مرشحا سيشاركون في الانتخابات بينهم 8 رجال و4 نساء، وستكون وسائل الإعلام الفرنسية ملزمة بتخصيص حيز زمني متساو بين جميع المرشحين، انسجاما مع قوانين الانتخابات، وهم: الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ومرشحة اليمين الجمهوري فاليري بيكريس، ومرشحة الحزب الاشتراكي آن هيدالغو، ومرشح "فرنسا الأبية" جان لوك ميلنشون، ومرشحة "التجمع الوطني" مارين لوبان، ومرشح حزب "استعادة فرنسا" إيريك زمور، ومرشح حزب الخضر يانيك جادو، ونيكولا دوبون إينيان، وجان لاسال، وفبيان روسيل، وناتالي أرتو وفيليب بوتو.
ولاية ثانية لماكرون
وفي هذا الصدد، قال الصحفي والمتخصص في الشأن الفرنسي، خالد شقير، إن كل الظروف التي مرت بها فرنسا والعالم ستسمح للرئيس إيمانويل ماكرون بالبقاء في منصبه لفترة ثانية، حيث حقق ماكرون ما فشل فيه أسلافه من رؤساء، وخاصة في ملف اعداد العاطلين عن العمل والذي شهد انخفاضا كبيرا ولأول مرة منذ عشرين عاما.
وأضاف شقير في تصريحات لـ "صدى البلد"، أن الحكومة الفرنسية نجحت اقتصاديا من خلال دعم الشركات والحفاظ على الوظائف والشركات من الانهيار بخطة دعم "مهما كلفنا الامر" والتي أقرتها الحكومة الفرنسية بقيادة جان كاستكس رئيس الوزراء وبرونو لومير وزير الاقتصاد والمالية الفرنسي، حيث ظهر بها الرئيس ماكرون كمنقذ حقيقي للاقتصاد.
التغلب على أصعب الظروف
وتابع: "ثم جاءت ازمة أوكرانيا ليظهر الرئيس ايمانويل ماكرون في الصورة كزعيم ليس لفرنسا فقط بل للدول الأوروبية، حيث تترأس بلاده الاتحاد الأوروبي"، مشيرا إلى أنه بالرغم من صغر سنه حاول تفادي الحرب وحافظ على قناة اتصال دبلوماسي مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين رغم تشدده.
وأكمل: "نجح ماكرون في قيادة أوروبا والظهور بموقف موحد ودعم أوكرانيا من جهة ومعاقبة روسيا من جهة أخرى، ويحاول الان مساعدة الشركات الفرنسية والحفاظ عليها وعلى الاقتصادات الأوروبية من الانهيار بسبب الأزمة وتداعياتها.
خصوم الرئيس الفرنسي
وأضاف أن كل هذه الظروف سمحت بأن يتخطى الرئيس ماكرون كل مرشحي الرئاسة امامه أيا كان المترشح وبنسبة لا تقل عن عشرة في المائة، وفي بعض الأحيان ستصل إلى اكثر من عشرين في المائة في حال وصول ايريك زامور في الإعادة امامه، وكل استطلاعات الرأي تظهر أن مارين لوبان ستكون منافسته وهى زعيمة حزب اليمين المتطرف "حزب التجمع الوطني".
ولفت إلى أن هناك أيضا فاليري بيكرس من حزب اليمين الديجولي الجمهوري أما اليسار فيأتي ميلانشون رئيس حزب فرنسا الأبية في المركز الرابع ويليه يانيك جادو عن حزب الخضر ثم عمدة باريس آن هيدالجو عن الحزب الاشتراكي.
ذكاء إيمانويل ماكرون
وأوضح المتخصص في الشأن الفرنسي، أن جميع استطلاعات الرأي تؤكد فوز الرئيس ايمانويل ماكرون بفترة رئاسة ثانية ليكون ساكن قصر الاليزيه لمدة خمس سنوات قادمة.
وتابع: "بالرغم من أن فترة الرئيس ماكرون الأولى شهدت انتفاضة السترات الصفراء، إلا أنه استفاد من هذه المحنة ليعالج اخطاءه ويظهر ذكاءه، ليس بشأن الداخل الفرنسي فقط بل على مستوى علاقات فرنسا الخارجية"، لافتا إلى أن استخدام الرئيس ماكرون سياسة متزنة سمحت لفرنسا بعمل توازنات توسطية بشريك قوي بحجم مصر وعلاقات استراتيجية واقتناع تام بوجهة النظر المصرية والرئيس عبدالفتاح السيسي في اهمية التواجد بقوة بمنطقة المتوسط لحفظ الامن والسلم الدوليين من الإرهاب والجريمة المنظمة والهجرة غير الشرعية.