البداية كانت مع "طفاية " بـ ٥ جنيهات، سرعان ما تحولت إلى تريند تلقائى على مواقع التواصل الاجتماعى حمل اسم "الطفاية دي"، لتظهر قصة كفاح أيوب القاضى ابن مدينة نجع حمادى بمحافظة قنا، ويحظى بتكريم من الرئيس عبدالفتاح السيسى، تشجيعاً له ولكل الشباب العاملين فى صناعة الحرف المحلية و اليدوية.
قصة أيوب القاضى لم تتوقف عند التريند أو الطفاية، فقد شاء الله تعالى أن يبتسم له الحظ ويعوضه عن سنوات الشقاء والتعب متجولاً فى الشوارع والميادين، بين القطارات والسيارات، لترويج بضاعته البسيطة المصنوعة من منتجات محلية بدائية لكنها بأيادى مصرية اعتادت منذ الفراعنة تحويل الرمال والأحجار إلى قطع فنية.
المحطة الأبرز فى حياة " أيوب القاضى" تجسدت فى كتاب "على فكرة"، رصد من خلاله أشعاره الارتجالية التى كان يلقيها فى الشوارع والحافلات خلال بيع الطفاية، وكانت ضمن الأسباب التى تجذب المواطنين لسماع أشعاره وشراء منتجاته، وكان الكتاب ضيفاً رائجاً بمعرض القاهرة الدولى للكتاب.
المرحلة الجديدة والحالية فى رحلة أيوب القاضى وليست الأخيرة، بمعرض "تراثنا للمنتجات والمشغولات اليدوية والحرفية بمدينة قنا" التابع لمديرية التضامن الاجتماعى بقنا، يعرض من خلالها ٢٦ منتجاً يدوياً متنوعاً تخاطب فئات عديدة، بدعم من الدولة لتشجيع صناع المنتجات و الحرف اليدوية.
قال أيوب القاضى، بدأت حلمى ومشوارى بالطفاية، فقد كنا نشتريها بـ ٢٥ و٣٠، لكن بمنتجات بسيطة كنت أبيعها بـ ٥ جنيهات فقط، وكانت بفضل الله تساهم فى تدبير نفقاتى وأسرتى، حيث كنت وقتها أستثمر موهبتى فى الشعر للترويج لبضاعتى أثناء التجول فى الشوارع أو القطارات والتى كانت تحظى بإعجاب المحيطين، إلى أن ظهر فيديو "الطفاية دى" على مواقع التواصل الاجتماعى، وكان بمثابة محطة ومرحلة جديدة فى حياتى لم أكن أتوقعها.
و تابع القاضى ، وبعد انتشار الفيديو على مواقع التواصل الاجتماعى دعمتنى الدولة وساندتنى الحكومة، بجانب مقابلة الرئيس عبدالفتاح السيسى، ومن وقتها والأمور تحسنت للأفضل، حيث كنت أبيع منتجا واحدا متمثلا فى الطفاية، وحالياً لدى ٢٦ منتجا محليا لمنتجات متنوعة تناسب فئات كثيرة وتراعى الظروف الاقتصادية للمواطنين.
و استطرد القاضى، وخلال رحلتى مع صناعة وبيع المنتجات اليدوية قررت عمل كتاب بأشعارى التى كنت ألقيها أثناء البيع فى الشوارع والميادين والحافلات، وبفضل الله تم إصدار الكتاب وعرضه فى معرض القاهرة الدولى للكتاب، ونال إعجاب الكثير بفضل الله تعالى، وهو ما شجعنى على استكمال أحلام مؤجلة، منها تعليمى الذى توقف فى المرحلة الإعدادية لظروف خارجة عن الإرادة.
وأضاف القاضى، مؤخراً أتاحت لى وزارة التضامن الاجتماعى، ممثلة فى الأستاذ حسين الباز، وكيل وزارة التضامن الاجتماعى بقنا والأستاذة إيمان أبوالخير، مدير إدارة المعارض بمديرية التضامن ، فرصة المشاركة بمنتجاتى فى معرض تراثنا للمنتجات والمشغولات اليدوية والحرفية بمدينة قنا ، لافتاً إلى أنه يراعى فى المنتجات المقدمة التنوع و أن تتناسب مع جميع الفئات، فأدوات النيش تشتربها العروسة كنوع من المنظر الجمالى لا تكلف ١٠٠ جنيه مقارنة ، بالمنتجات الأخرى التى تصل أسعارها لأكثر من ١٠٠٠ جنيه.
و طالب القاضى، الشباب بالتمسك بأحلامهم و اتخاذ خطوات جادة وبعدها سوف تتيسر كل العقبات، فقد بدأت بالطفاية وكانت نعم البداية ، والآن بفضل الله وبدعم من الدولة أعمل فى بيع ٢٦ منتجا متنوعا.