التقى الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، اليوم السبت، المهندس طارق الملا، وزير البترول والثروة المعدنية، لمتابعة موقف توافر المواد البترولية في الأسواق المحلية، في ظل تداعيات الأزمة الروسية الأوكرانية الراهنة.
وأكد رئيس مجلس الوزراء، أن الدولة المصرية تتابع الأحداث الروسية الأوكرانية الحالية وتداعياتها السلبية على مختلف الأصعدة، ولا سيما في المجالات الاقتصادية، وما يتعلق منها بأسعار السلع على مستوى العالم.
45 مليون طن بترول
وفي هذا الإطار، تحدث أسامة كمال وزير البترول الأسبق - عن إمكانية استغناء مصر عن استيراد المواد البترولية، قائلا: "أتوقع ذلك بنهاية السنة المقبلة بفضل التطوير في مجال معامل التكرير".
وأوضح كمال خلال تصريحات تلفزيونية: "كل خام من البترول له مواصفات معينة والمواصفة تعبر عما ينتجه الخام؛ خام غرب تكساس على سبيل المثال يعد خاما خفيفا وهو أعلى شيء ويعادل الخام في ليبيا والجزائر".
وأضاف كمال: "هذا النوع من الخام يخرج 85-90% من المنتجات البترولية؛ أما الخام الذي نستخرجه من بلاعيم يخرج 50-60 من المواد البترولية".
ولفت: "استهلاك مصر من المنتجات البترولية 80 مليون طن نصفهم من الغاز والنصف الأخر من المواد السائلة وإنتاج مصر من البترول 45 مليون طن وتخرج منها 35 مليون منتجات بترولية صالحة و10% منتجات ثقيلة نقوم بتصديرها".
الاكتفاء الذاتي للبترول
ومن جانبه قال الدكتور محمد سعد الدين نائب رئيس غرفة البترول باتحاد الصناعات، إن الدولة لا تستورد الغاز، بل تصدره، لكنها تستورد بعض المشتقات البترولية الأخرى، ولكن تخطط الدولة أن تصل إلى الاكتفاء الذاتي من البترول ومشتقاته 2023.
وأضاف "سعد الدين" - خلال تصريحات لـ "صدى البلد"، أن الدولة المصرية تسعى لاستخدام الغاز بدلا من البترول، في جميع الاستخدامات، وذلك نظرا لوفرته لدى مصر، ومن هنا يتم تحويل جميع السيارات للعمل بالغاز بدلا من البنزين، إضافة إلى أن جميع المصانع والمخازن ستعمل بالغاز خلال الفترة القادمة، وحينها لا تستورد الدولة الفحم أو الديزل.
وأشار "سعد الدين" إلى أنه يتم تزويد الطاقات التخزينية والمعامل، حيث أنه يتم تحويل أي شئ يعمل بمواد بترولية غير الغاز سابقا، تعمل بالغاز حاليا، مضيفا "إذا تم تنفيذ واتباع ارشادات الدولة في استخدام الغاز بدلا المشتقات البترولية الأخرى، سوف نصل إلى الإكتفاء الذاتي في العام القادم 2023".
25 ألف فائض كهرباء
واختتم: "نستخدم 20 % فقط من الطاقة الشمسية حاليا، سواء الرياح أو الطاقة الشمسية ولا أحد يستطيع أن يعتمد اعتمادا كليا عليها، كما أن هناك 25 ألف ميجا متوفرين من الكهرباء، بعد استخدامنا الكلي لها، ومن هنا من الممكن أن يتم تصديرها إلى السودان أو السعودية أو العراق أو ليبيا"، ولم يكن هناك ضرر كبير علي الدولة المصرية من الحرب الأوكرانية بل مجرد تأثير.
ويحظى قطاع البترول بدعم ومتابعة مستمرة من القيادة السياسية التي تولي ملف الطاقة أهمية كبرى وهو ما يمثل دفعة قوية للعاملين وزيادة في ثقة المستثمرين، وذلك بعد سلسلة من القرارات الحازمة للرئيس السيسي، أزاحت كافة المعوقات أمام المستثمرين المصريين والأجانب، فضلًا عن خطط البحث والاستكشاف والتنمية الجديدة في مجال البترول والغاز وخطوات تحديث وتطوير قطاع البترول.
وارتفعت صادرات قطاع النفط - خلال عام 2021 بنسبة 85% لتصل إلى 13 مليار دولار، كما نجح في توقيع 37 اتفاقية بترولية مع الشركات العالمية للبحث عن البترول والغاز باستثمارات حدها الأدنى يصل إلى 8.1 مليار دولار، وجذب عدد من شركات البترول العالمية الكبرى لأول مرة في مجال البحث والاستكشاف.