الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الفيس والعم سام

كريمة أبو العينين
كريمة أبو العينين

أتذكر وأذكر ما فرضته إدارة الفيس بوك على كل متابعيها من قوانين جمّة لعل أهمها عدم استخدام لغة العنف فى التعليقات وتحذير من يقم بهذا السلوك بحجب تعليقاته لمدة زمنية تحددها إدارة الفيس المهيمنة علينا ؛ وأذكر أيضًا حجبها لصور وفيديوهات على هذا الصعيد ؛ إلى هنا والنظام سارٍ سريان النيل مهما حاولت أى قوة فى العالم عرقلة خطاه وتدفقه؛  ولكن بين يوم وليلة تغير الحال وطالعتنا الإدارة الفيساوية بأنها تسمح باستخدام عبارات العنف ضد روسيا ، وأعقبت هذا التغيير المدهش بأنها تسمح باستخدام عبارات العنف ضد الجنود الروس فى اوكرانيا وليس المدنيين أو المواطنين ، قامت الدنيا ومازالت حتى كتابة مقالنا هذا وتسأل وتتساءل عن سر ذلك القول والفعل ويقارن المتابعون بين هذا الإجراء وبين أمثاله من حجب وحظر ومنع أي تعليقات ضد الانتهاكات التي ذاق ويلات ويلاتها دول الربيع العربي وأبناؤها؛ بل إن الكثير ممن فندوا ما أعلنه الفيس مؤخرا بجمع ملايين التعليقات المحذوفة ضد الأنجلو أمريكان تدخل فى منطقتنا المأسوف عليها والتى تسمى منطقة الشرق الأوسط.. ما أعلنه الفيس أكمله بشكل استعراضى يؤكد موهبته كممثل الرئيس الأوكراني الذى يلقى بتصريحات واحدة تلو الأخرى يستفز بها منطقتنا بأهلها فقد طالب القارة العجوز والقطب الأوحد أو ما تسمى بالولايات المتحدة طالبهم بعدم التعامل معه ولا مع مواطنيه وكأنهم من دول العالم الثالث؛  ولم يكتف بذلك التصريح بل قال أيضا إن العالم لابد أن ينظر إليه كما ينظر إلى إسرائيل فى دفاعها عن بلادها وسط من لايريد لها وجودا؛ وأيضا الرئيس الأوكراني مدح لاجئ بلاده ووصفه بأنه أوروبى مثقف ولابد أن يتعامل العالم مع اوكرانيا على أنها دولة مواطنوها بيض وليسوا سوداً . التصريح الأخير لوحده لو قاله اى شخص من منطقتنا هذه لأقيمت له المحاكم الدولية واتهم بالعنصرية والتنمر والتخلف.. إذا تركت جانبا كل هذه التصريحات والتصعيدات لابد أن تعود مرة أخرى للإجراءات التى اتخذتها إدارة الفيس بوك ضد روسيا ومنها حجب الأخبار الروسية عن التداول عبر المنصات وحجب القنوات وخاصة الآر تى ايه ، وتمتد القرارات لتدخل فى إغلاق المطاعم الأمريكية في روسيا وغيرها من إجراءات لإجبار روسيا على الرضوخ للمطالب الأوروبية ووقف عملياتها العسكرية فى اوكرانيا .. إذا تتبعت الخطوات والإجراءات. المتخذة من المجتمع الدولي ضد موسكو يتأكد لك ان الولايات المتحدة الأمريكية ليس معها  فقط 99 فى المية من أوراق اللعبة السياسية فى الشرق الأوسط كما قال الزعيم الخالد أنور السادات بل إنها تمسك بيدها أيضا أوراق القوى المؤثرة على الرأى العام العالمى وأهمها الفيس بصفة خاصة والسوشيال ميديا بصفة عامة .واشنطن بعد حرب العراق ومن قبلها حرب فيتنام تيقنت من حقيقة استحالة دخولها حرب بجنودها وجها لوجه وأصبحت تعد وتوجه من يقوم بدورها أو مايسمى حرباً بالوكالة التى لا تخسر فيها إلا بقدر ما تسمى به خسارة القطب الأوحد.

  عندما تنتهى هذه الحرب لابد أن تكون على يقين عزيزى القارئ أن الفيس بوك ليس فقط وسيلة تواصل اجتماعى ولكنه مثلما وصف سيدنا  موسى عصاه بعد أن قال عن فوائدها الظاهرة مختتمًا حديثه بأن له فيها مآرب أخرى..

 فلننتظر ونرى وربما نتحسر على ما سنلقاه من الفيس ومآربه.