قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

تأزم الاقتصاد العالمي وزيادة الأسعار.. إلى ماذا سينتهي الصراع الأمريكي الروسي؟

الرئيس الروسي ونظيرة الأمريكي
الرئيس الروسي ونظيرة الأمريكي
×

لا يزال شبح الحرب الروسية الأوكرانية، يخيم بظلاله على شرق القارة الأوروبية، جاعلا من القارة شعلة نار متقدة ساحبا منها أمنها واستقرارها الذي ظل يلازمها لفترات زمنية طويلة، ومع تقدم القوات الروسية المستمر في الأراضي الأوكرانية وقربها من العاصمة كييف لا تسيطر على العالم إلا فكرة وقوع الحرب العالمية الثالثة التي تنهي على نصف كوكب الأرض مع التطور الهائل في القدرات العسكرية للدول خاصة الدول الغربية وروسيا صاحبة الحرب والصين التي تنظر وتراقب المشهد من بعيد.

وبعد مرور 12 يوما على بدء شرارة الحرب استطاعت القوات الروسية التقدم نحو العاصمة الأوكرانية كييف ومحاصرتها استعدادا لدخولها وسط ارتفاع أصوات الإدانات الغربية لروسيا والرئيس فلاديمير بوتين، حيث بدأت الولايات المتحدة الأمريكية ومعها دول الاتحاد الأوروبي التنفيذ الفعلي لعقوباتهم الاقتصادية التي فرضوها على الجانب الروسي اعتراضا منهم على غزو أوكرانيا.

ولم تكتف الدول الغربية بفرض العقوبات الاقتصادية، ولكن قامت بإرسال شحنات عسكرية إلى الجيش الأوكراني لمساعدته في الحرب ضد روسيا، حيث أعلنت الولايات المتحدة إرسال قاذفات مضادة للدبابات، كما أعلنت بريطانيا إرسال مساعدات عسكرية وتأمينها للوصول إلى الجيش الأوكراني، وغيرهما من الدول الأوروبية التي أعلنت تضامنها مع كييف ضد موسكو.

ومع استمرار حدة الصراع الاقتصادي بين روسيا من جانب والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة من جانب آخر والعقوبات التي يفرضها كل طرف على الآخر، طرح التساؤل "إلى ماذا سيأخذنا هذا الصراع الاقتصادي؟ ومتى ننتهي منه؟.

الصراع الاقتصادي لن ينتهي

وأجاب الباحث في الشؤون الدولية، رامي إبراهيم، أن الصراع الاقتصادي بين الولايات المتحدة وحلفائها الغربيين وروسيا وحلفائها الشرقيين، خاصة الصين والهند، لن ينتهى، وذلك في إطار التنافس وكسب مناطق النفوذ التي تخدم مصالحهم الاقتصادية والسياسية والعسكرية، حيث أن مصالح الدولة وأطماعها في الوصول للقمة والصعود الاقتصادي هي لغة سائدة للحفاظ على الهوية والوجود.

وأضاف إبراهيم في تصريحات لـ "صدى البلد"، أن موسكو قد تكون قادرة على الصمود أمام العقوبات الغربية، بالنظر إلى قوة الاقتصاد الروسي، مما سيقلل من فعالية جدوى هذه العقوبات في الأجل القصير، إلا أن الأمر سيتغير على الأمد الطويل، وهو ما ترغب فيه الولايات المتحدة الأمريكية لذلك ستستمر الحرب الاقتصادية بين البلدين.

تداعيات كارثية على العالم

ولفت إلى أن التداعيات الاقتصادية المتوقعة على أسعار النفط والسلع والمواد الغذائية، ستكون كارثية ومدمرة وستعمل الدول على محاولة تلافيها أو التقليل من حدة هذه التداعيات من خلال دفع منظمة الدولة المنتجة للبترول "أوبك" لتعديل سياستها وحث الدول الأعضاء على رفع حصصها الإنتاجية من النفط والغاز لتوريض الأسعار والسيطرة عليها.

وتابع: "على الرغم من محاول ترويض الأسعار، إلا أن حصص روسيا في سوق الطاقة العالمي والتي تبلغ 17% من الغاز الطبيعي، و12% من سوق النفط، و18% من حجم السلع والمواد الغذائية مما ستؤثر بشكل كبير على إمدادات هذه المنتجات ورفع أسعارها عالميا.

وأشار الباحث في الشؤون الدولية، بأن هناك مطالب دولية لدراسة تأثير تفاقم هذه الأزمات على الأوضاع الاقتصادية ومن بينها مصير واردات السلع الغذائية من أوكرانيا وروسيا وكذا تأثير حدة مثل هذا التصعيد على أمن المنطقة وعلى الملاحة في الممرات المائية وخاصة على قناة السويس.

الخطة الأمريكية للتصدي للشرق

وأكد إبراهيم أن الحرب الاقتصادية بين الولايات المتحدة وحلفائها الغربيين من جهة وروسيا وحلفائها الشرقيين خاصة الصين والهند من جهة أخرى، لا تتوقف عند حدود الأمة الروسية الأوكرانية، لأن الأخيرة مجرد طعم في سنارة لإنهاك المعسكر الشرقي اقتصاديا وسياسيا وتحجيم نفوذه المتنامي، في إطار صراع الوجود ومحاولة الولايات المتحدة المحافظة على نظام القطب الأوحد.

وأضاف أن الدوافع الاقتصادية كانت حاضرة وخاصة فيما يتعلق بمشروع التيار الشمالي 2 "نورد استريم 2" الخاص بنقل الغاز الروسي إلى أوروبا، وكانت محاولات أمريكا لخلق مواجهة أوروبية روسية في أوكرانيا أكثر وضوحا كلما اقترب المشروع من نهايته.

ورأى إبراهيم أنه من ضمن أسباب الحرب الروسية الأوكرانية، هو الصراع الاقتصادي بين الغرب والشرق، حيث عملت واشنطن على تأجيج الحرب في إقليم دونباس، وتوجيه أوكرانيا لاستفزاز روسيا أبرزها وقف مشروع التيار الشمالي 2 "نورد استريم 2"، وغيرها من المطالب مثل محاولة انضمام كييف للاتحاد الأوروبي وحلف الناتو، وذلك بهدف الإطاحة بموسكو بها من سوق الغاز الأوروبي.