الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

صفحة جديدة من العقوبات الأمريكية ضد روسيا.. بايدن يحرم موسكو من وضع "الدولة الأولى بالرعاية".. وبوتين يهدد باللجوء للمحكمة التجارية

عقوبات جديدة..بايدن
عقوبات جديدة..بايدن يحرم روسيا من وضع الدولة الأولى بالرعاية

أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن، عقوبات جديدة على روسيا، بينها حرمان موسكو من وضعية "الدولة الأوْلى بالرعاية" في العلاقات التجارية بين البلدين، وذلك مع دخول العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا أسبوعها الثالث.

 

وقال الرئيس الأمريكي، الجمعة، إن وقف تطبيق هذه الصفة في العلاقات التجارية مع روسيا سينعكس على نصف اقتصادها.

 

وفرض بايدن حظرا جديدا على عدد من الواردات من روسيا، منها الألماس والمأكولات البحرية وبعض المشروبات، مضيفا "نعمل مع دول مجموعة السبع من أجل استهداف الأثرياء الروس بالعقوبات".

 

ماذا يعني حرمان روسيا من وضع "الدولة الأولى بالرعاية"؟

 

الدولة الأولى بالرعاية، هو وضع يرد في معاهدة لمنظمة التجارة العالمية، توافق بموجبه دولة ما علـى مـنح المستثمر الأجنبي معاملة مساوية لتلك التي تمنحها لدول أخرى بهدف عدم التمييز.

 

وتعد معاملة الدولة الأولى بالرعاية، من أهم الراكز في المبادلات التجارية الدولية في إطار نظام GATT والمنظمة العالمية للتجارة، ويعني أن الدولة المستقبلة ستمنح جميع المزايا التجارية مثل التعريفات الجمركية منخفضة وغيرها للمستثمر للدولة الأخرى.

 

ويسمح لأعضاء منظمة التجارة العالمية بتعليق الصفة ضد عضو معين، حال مخالفة البند الخاص للإعفاء المتعلق بـ "المصالح الأمنية الأساسية" الواردة في المعاهدة التأسيسية لمنظمة التجارة العالمية، حسب مجلة "بوليتيكو" الأمريكية.

وكانت روسيا هددت بمقاضاة الدول التي قررت حرمانها من "وضع الدولة الأولى بالرعاية"، من خلال محكمة الهيئة التجارية، موضحة أن القيود التجارية تنتهك قواعد منظمة التجارة العالمية.

 

فمن شأن حرمان روسيا هذه الصفة، أن يتيح لشركائها التجاريين أن يفرضوا ضدها رسوما جمركية أعلى، لكن البعض اعتبر أن الخطوة قد تكون "رمزية" إذا لم يتبعها تدابير أخرى.

 

ويشكك مراقبون في جدوى الخطة، خاصة أن عدد قليل من أعضاء منظمة التجارة العالمية، مثل كندا، لديهم تعريفات شاملة يحتكمون إليها في علاقاتهم التجارية مع الدول غير الأعضاء بالمنظمة، حيث تفرض كندا تعريفات جمركية على التجارة مع موسكو بنسبة 35%.

 

لكن بالنسبة إلى دول الاتحاد الأوروبي والعديد من البلدان الأخرى مثل الولايات المتحدة، لا توجد بها هذه التعريفات البديلة، ما يعني أن تعليق وضع الدولة الأولى بالرعاية، هو تصعيد سياسي بينما تستعد البلدان لفرض مزيد من العقوبات.

 

بايدن يؤكد مواصلة الضغط على موسكو

 

وذكر الرئيس الأمريكي جو بايدن لأن الولايات المتحدة وحلفاؤها سيستبعدون روسيا من نظام التجارة التبادلي.

 

وقال بايدن في مؤتمر صحفي "سنواصل الضغط على بوتين لحرمان روسيا من القدرة على الاقتراض من المؤسسات الدولية الرائدة، مثل صندوق النقد الدولي والبنك الدولي".

 

وأكد بايدن أن روسيا ستدفع ثمنا باهظا إذا استخدمت أسلحة كيميائية في أوكرانيا، مشيرا إلى أن الغرب "سيدافع عن الديمقراطية في أوكرانيا وسنتصدى لروسيا ولن نسمح لها بتقرير مصير العالم عبر الحرب".

 

وأشار الرئيس الأمريكي إلى أن أن الولايات المتحدة لن تحارب في أوكرانيا ضد روسيا، لأن ذلك سيؤدي إلى حرب عالمية جديدة.

 

وتمهد العقوبات لزيادة الرسوم الجمركية على الواردات الروسية، فضلا عن العقوبات غير المسبوقة التي فرضها الغرب على البنوك والمسؤوليين الروسيين.

 

بوتين: عقوبات الغرب غير شرعية

 

واعتبر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين العقوبات التي يقودها الغرب ضد روسيا، بسبب عملياتها في أوكرانيا، "ليست شرعية"، موضحا أنه رغم قرار واشنطن بحظر استيراد النفط الروسي، فإن بلاده ستوفي بالتزاماتها في سوق الطاقة العالمي.

 

وحذر الرئيس الروسي من العقوبات المفروضة على بلاده ستؤثر على الغرب، ويشمل ذلك ارتفاع أسعار الغذاء والطاقة.

 

وقال بوتين إن روسيا "دولة لا تقبل المساومة على سيادتها من أجل بعض المكاسب الاقتصادية على المدى القصير".

 

كما انتقد زعيم الكرملين قرار واشنطن بوقف استيراد النفط الروسي قائلا "أعلنوا عن وقف الاستيراد فزادت الأسعار هناك.. وأصبح التضخم مرتفعا بشكل غير مسبوق.. ووصل إلى مستويات تاريخية.. ثم يحاولون إلقاء اللوم على نتائج أخطائهم علينا".

 

يشار إلى أنه في 24 فبراير الماضي، أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إطلاق عملية عسكرية خاصة في دونباس، جنوب شرقي أوكرانيا، لافتا إلى أن روسيا لا تخطط لاحتلال الأراضي الأوكرانية.

 

وفي وقت سابق، حذرت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (الفاو)، الجمعة، من ارتفاع الأسعار العالمية للأغذية والأعلاف، بما يتراوح بين 8 و20% نتيجة للحرب الدائرة في أوكرانيا.

 

وأشارت "الفاو" إلى أن ذلك سيؤدي إلى قفزة في عدد الأشخاص الذين يعانون من سوء التغذية في شتى أنحاء العالم.

 

وذكرت "الفاو" أن روسيا أكبر مُصدر للقمح في العالم، بينما تأتي أوكرانيا في المرتبة الخامسة. وتوفران معاً 19% من الإمدادات العالمية من الشعير، و14% من إمدادات القمح و4% من الذرة، وهو ما يشكل أكثر من ثلث صادرات الحبوب العالمية.

 

من جانبها، أكدت مديرة صندوق النقد الدولي كريستالينا جورجيفا، أن الأزمة الأخيرة بين روسيا وأوكرانيا تأتي في وقت حرج يتعافى فيه الاقتصاد العالمي من جائحة كورونا.

 

وأشارت إلى أن الحرب في أوكرانيا والعقوبات الهائلة على روسيا، تسببت في انكماش التجارة العالمية، ورفعت بشدة أسعار الغذاء والطاقة وقد تجبر الصندوق على خفض توقعاته للنمو العالمي الشهر المقبل.